المحتوى الرئيسى

ما زال نجيب محفوظ شيخ حارتنا

08/27 19:39

«روائى من الدرجة الأولى فى أى لغة»، هكذا وصفته مجلة «فانيتى فير» الشهيرة، عقب حصوله على جائزة نوبل عام 1988، وترجمة أعماله إلى أكثر من 33 لغة،كأول روائى عربى يحوز هذه الجائزة.

تمر هذه الأيام الذكرى العاشرة لرحيل عميد الرواية العربية وشيخها الأكبر نجيب محفوظ، والذى رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 94 عاماً، فى 30 من أغسطس من عام 2006، بعد صراع مع المرض.

فى كل عام قبل رحيل محفوظ و بعده يتأكد لنا أن كاتبنا سيظل كاتباً استثنائياَ، ليس بين الكتاب العرب فقط، بل على المستوى الإنسانى للكتابة فى شكلها العام و العالمى، فعلى امتداد نصف قرن، لم تتوقف الدراسات التى كتبها العرب والأجانب عن أعمال كاتب نوبل الأديب نجيب محفوظ، هذه الدراسات التى تنوعت بين الرسائل العلمية  والكتب المتخصصة والمقالات الصحفية،  فالأمر جد مثير للدهشة، فأعمال محفوظ التى تخطت الستين عملاً بقليل، صدرت عنها دراسات تخطت المائة والستين، ولعل هذا الأمر فى صالح الأجيال الجديدة، حتى  يتسنى لها التعرف على عالم محفوظ وبالتالى التعرف على مصر.

وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا فى ديسمبر 1911 فى حى الجمالية،وكان والده موظفاً لم يقرأ كتاباً فى حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحى كان صديقاً له، وأمه هى فاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة، أحد علماء الأزهر.

بدأ مشواره الدراسى فى مدرسة بين القصرين، وحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، والتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، وحصل على الليسانس عام 1934.

 بدأ حياته وهو طالب فى الجامعة محرراً فى مجلة «المجلة الجديدة» التى كان يصدرها الكاتب الكبير سلامة موسى، ونشر أول مقال له فى اكتوبر 1930 بعنوان: «احتضار معتقدات وتوالد معتقدات».

«مصر القديمة»  هى أول أعماله و التى صدرت فى عام 1932، أتبعها بمجموعته القصصية «همس الجنون» فى عام 1938، بعدها توجه الى كتابة ثلاثية استلهمت التراث الفرعونى فى نوع من الاسقاط التاريخى على المرحلة السياسية التى سادت مصر فى تلك الفترة هي: «عبث الأقدار» و»رادوبيس» و»كفاح طيبة».

فى الفترة ما بين العام 1949 والعام 1956، اتجه الى كتابة سيناريو الأفلام وكان أول كاتب روائى يقوم بخطوة من هذا النوع، وأول سيناريو قام بكتابته هو مغامرات «عنتر وعبلة».

توج محفوظ أعماله بثلاثية جعلته علماً من أعلام الرواية العربية وأحد أهم روادها، أخذت عناوين أجزائها من أسماء حارات فى القاهرة، الفاطمية  هى « بين القصرين»، و «قصر الشوق» و «السكرية».

وعندما بدأ فى نشر روايته الأشهر «أولاد حارتنا»، فى عام 1959، اعترض الأزهر على الرواية، مماعمد بالناشر صاحب «دار الآداب» سهيل إدريس الى نشر الرواية فى العاصمة اللبنانية بيروت.

وفى حادث مؤسف طعن الثقافة الإنسانية كاملة، جاءت محاولة اغتيال محفوظ فى عام 1994، حيث تعرض للطعن بالسكين، من خلال شاب دفعه متشددون إسلاميون، لتنفيذ الجريمة، فأصابه فى رقبته و يده اليمنى، مكث بعدها كاتبنا سبعة أسابيع، فى المستشفى، فأثر الحادث على برنامجه اليومى، اذ اضطر للاستجابة لإلحاح أجهزة الأمن المصرية فلازمه أحد الحراس لحمايته.

Comments

عاجل