المحتوى الرئيسى

برلين - مدرسة صيفية بالجامعة لفائدة اللاجئين أيضا

08/27 15:37

بعكس بعض أحياء برلين التي يغلب عليها الطابع الألماني الصرف من حيث الساكنة أو تلك التي يقطنها العديد من الأجانب وتوصف بالمجتمعات الموازية، يتميز حي شونيبيرغ البرليني بتنوع ساكنيه القوي وبالتناغم الذي يميز هذا التنوع. الوئام والعيش المشترك هما سيدا الموقف هنا. والمكان يفوح بعبق الماضي التاريخي: فمن مبنى بلدية الحي أطل الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كينيدي، في ذروة الحرب الباردة عام 1963 وقال عبارته الشهيرة "أنا برلينيّ". وعلى مرمى حجر من مبنى البلدية تقع "جامعة برلين للاقتصاد والحقوق" HWR Berlin.

يخيم صمت العطلة الصيفية على مبنى الجامعة، ولا يقطعه إلا حركة الموظفين ووعدد قليل من الطلاب. قبل العاشرة بقليل يتوافد 25 لاجئاً وطالب لجوء إلى الطابق الثاني، مقر مدرسة اللاجئين الصيفية. دق جرس حصة اللغة الألمانية. انقسم اللاجئون إلى مجموعتين: مبتدئين ومتقدمين. بعد الانتهاء من حصة اللغة الألمانية، انصهرت المجموعتان وشكلت مجموعة واحدة، حيث حان وقت ورشة العمل.

أفشت قطع الكرتون الملصقة على جدران القاعة ببعض ما تم تقديمة من مواضيع ومعارف. وتكفل برنامج المدرسة الصيفية بالإفصاح عن المزيد من مقررات الدورة من محاضرات وورشات عمل في حقول الاقتصاد والتاريخ والسياسة والثقافة: العناوين: التاريخ الألماني في المئة سنة الماضية، التاريخ الاقتصادي لألمانيا، النظام المصرفي في ألمانيا، نشأة وتاريخ الاتحاد الأوروبي، استراتيجيات التسويق، تقنيات التعريف بالنفس، الأزمة المالية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والنتائج، التواصل بين الثقافات، إدارة الأعمال في بيئات متعدد الثقافات، الرشادة في القيادة الادارية، استراتيجية التسيير، التعريف بتأسيس الشركات الخاصة، التقديم للحصول على عمل، السلوك التسوقي والاستهلاكي في ألمانيا. وستختتم المدرسة الصيفية بزيارة لمبنى البرلمان الألماني الاتحادي (بوندستاغ). اللغة الإنكليزية هي اللغة المستخدمة في المحاضرات وورشات العمل.

المدرسة الصيفية للاجئين - دروس اللغة وغيرها

تمتد المدرسة الصيفية على طول شهر أغسطس/آب الجاري وبواقع 12 ساعة أسبوعياً. DWعربية التقت بالبرفيسورة سوزانا ماير، نائبة رئيس الجامعة للشؤون الدراسية وشؤون الطلاب، وسألتها عن أسباب فتح هذه المدرسة الصيفية للاجئين، فأجابت: "الجامعة جزء من المجتمع وعليها مسؤولية تحمل نصيبها فيما يخص الاندماج. وبمثل هذا النشاط نعرّف بالجامعة وقد نكسب طلاب جدد من بين اللاجئين". يبلغ عدد طلاب الجامعة، الآن، حوالي 10 آلاف طالب وطالبة. في الفصل الدراسي الماضي كانت الجامعة قد أنهت بنجاح، وبدعم من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAD) برنامج Join Us and Study – JUST. وهو برنامج يتيح للاجئين التسجيل كطلاب ضيوف بهدف تحضير أنفسهم للدراسة في الجامعة لاحقا.

اثنان في واحد: طلاب ومدرّسون

في إطار المدرسة الصيفية للاجئين يتطوع 29 طالبا وطالبة بوقتهم من خلال تقديم معارفهم بالمجان، كما أخبرنا منسق شؤون اللاجئين في الجامعة والمشرف المباشر على المدرسة الصيفية، أندرياس هيرش لانداو. أكد جميع من تحدثنا معهم من الطلاب-المدرسين على سعادتهم واستمتاعهم بهذه التجربة. حيث قالت يودت هُل، الطالبة في ماجستير "إدارة المؤسسات غير الربحية والإدارة العامة" والحاملة شهادة البكالوريس في "الاقتصاد واللغة العربية": "هذه أول مرة في حياتي أقف أمام طلاب لأدرس اللغة الألمانية. وهذا يعطيني الفرصة لدراسة اللغة وقواعدها بشكل واع، بعد أن تعلمتها منذ الصغر لاشعورياً دون التفكير كثيراً في قواعدها". وعن استفادتها الشخصية أضافت: " أعلمهم اللغة، وأتعرف منهم على عاداتهم وتقاليدهم. كان موضوع إحدى الورشات مثلا: عادات التسوق. ووقد حدثنا المشاركون عن عادات التسوق في بلدانهم".

بالنسبة لزميلتها تانيا فورستلن، الطالبة في ماجستير "المحاسبة والمراقبة"، فقد منحتها المدرسة الصيفية فرصة "التعرف على اللاجئين عن قرب والتحدث معهم". وتعقب على ذلك: "يتحدث الألمان واللاجئون مع بعضهم البعض، ولكن أيضا من خلال العديد من النشاطات".

من جهتها تقول هيلينا شتيرنكوبف "ذكاء الأعمال وإدارة العملية الإنتاجية": "بالنسبة لي شخصياً منحتني المدرسة فرصة لأفكر في طريقتي في الحياة أكثر من ذي قبل، وفيما لدي من مزايا وأساسيات الحياة كالأمان والتعليم المجاني. عندما أقارن واقعي بواقع اللاجئين أدرك كم أنا محظوظة. كما إني تعلمت أن أواجه الجديد والمجهول بدون أحكام مسبقة".

البروفسور سوزان مايير، نائبة رئيس جامعة برلين للاقتصاد والحقوق

ينحدر معظم اللاجئين وطالبي اللجوء المشاركين من سوريا وأفغانستان. وغالبيتهم في العشرينات من العمر. ويروي السوري أحمد الحمصي: "التحقت بهذه الدروة، بشكل أساسي، للتعرف على نظام الدراسة الجامعي في ألمانيا وكيفية التقدم للحصول على مقعد دراسي. بهذا الخصوص يساعدنا الطلاب القائمون على الدروة، نتبادل كذلك المعلومات بين بعضنا البعض كلاجئين". أما السورية أنطونيا برغل، الحاملة لشهادة بكالوريس في العلوم المالية والمصرفية، فقد شكرت الجامعة على المدرسة الصيفية وقالت: "الدروة فرصة لمراجعة معلوماتي القديمة وإعادة تنشيط ذاكرتي في اللغة الإنكليزية. وتعلمت الكثير كمحاضرة اليوم عن الإدارة الاستراتيجية، سابقاً لم يكن لدي أي فكرة عن الموضوع. كما تعرفت على أناس جدد". وأشادت أيضا بطريقة تدريس اللغة: "يتم التركيز هنا على المحادثة، بعكس الطريقة التقليدية في المدارس العادية".

أيضا استفاد الفلسطيني-اللبناني وخريج الجامعة الأمريكية في بيروت في مجال المعلوماتيات، محمد غالي من المدرسة الصيفية من خلال "البدء بتعلم اللغة الألمانية"، ولكنه اشتكى من "عدم السماح له وللفلسطينيين اللبنانيين بالالتحاق بدورة الاندماج، المدعومة من قبل الحكومة، قبل الحصول على حق اللجوء. وعبر عن أمله في أن تتم معاملته مثل معاملة طالبي اللجوء السوريين والعراقيين والأفغان". كما اشتكى زميله الجزائري، توفيق شعيب موضحا "درست اللغة على حسابي الخاص". وتحدث توفيق عن المدرسة الصيفية التي تعود عليه بالفائدة حيث اطلع على عدة مواضيع جديدة مثل"التسويق". وأخبرنا توفيق أنه حصل على مكان للدراسة في "جامعة برلين الحرة" لمتابعة دراسة الحقوق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل