المحتوى الرئيسى

«المصري اليوم» ترصد الاستعدادات لمواجهة الفيضان «بوابات إلكترونية» بدلًا من «السد الترابى» لاحتجاز المياه قبل وصولها «مفيض توشكى» | المصري اليوم

08/26 22:10

مع اقتراب فيضان النيل هذا العام، يستعد مفيض «توشكى» لاستقبال فائض مياه الفيضان المتوقع حدوثه لتحقيق التصريف الآمن للمياه، كى لا تمثل خطورة على جسم السد العالى، خاصة أن المفيض يمثل بالنسبة لمصر صمام الأمان الحقيقى ضد مخاطر الفيضان العالى إلى جانب مفيض الطوارئ بالسد العالى.

«المصرى اليوم» رصدت الاستعدادات فى مفيض توشكى لاستقبال المياه فى حال زيادة وارد المياه من أعالى النيل خلال موسم الفيضان الحالى، وبدأت رحلة الرصد من جنوب أسوان وشمال مدينة أبوسمبل، حيث نقطة انطلاق المفيض، يظهر المفيض كمجرى جاف يستخدم لتصريف مياه الفيضان الزائدة فى حال ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة ناصر، ويمتد بطول الصحراء الغربية من بحيرة ناصر، جنوب أسوان، ويسير بموازاة النيل حتى الشمال مروراً بالوادى الجديد والواحات.

تبدأ رحلة مياه الفيضان فى قناة المفيض التى تبدأ بـ«ساتر ترابى» يقع جنوب المفيض، شرق طريق «أسوان - أبوسمبل» عند الكيلو « 45»، ويحتجز الساتر خلفه مياه الفيضان قبل وصولها إلى المفيض لعدم اندفاعها فى قناة المفيض، وله عرض وارتفاع يسمح باحتجاز المياه خلفه، وعند ارتفاع المنسوب يتم فتح الساتر، الذى يطلق عليه السد الترابى، لتمرير المياه فى قناة المفيض، ويجرى حاليًا الإعداد لتنفيذ مشروع لاستبدال السد الترابى ببوابات إلكترونية كما حدث فى مفيض الطوارئ بالسد العالى لسرعة التعامل فى حالة الطوارئ والفيضانات العالية، بهدف حماية جسم السد.

وبعد أقل من 10 كيلومترات من السد الترابى من اتجاه أبوسمبل أسوان وعلى بعد نحو 2 كيلو متر من ناحية مفارق مشروع توشكى بالنسبة للقادم من أسوان يستقبلك كوبرى مفيض توشكى الذى أنشئ على المفيض ويمر أعلى مجرى قناة مفيض توشكى ليربط حركة مرور السيارات المتجهة من أسوان وتوشكى إلى مدينة أبوسمبل السياحية وطريق العوينات ودرب الأربعين ومعبرى «قسطل» و«أرقين» وصولا إلى السودان، وأجرت وزارة الموارد المائية والرى عمليات الحماية للكوبرى بإنشاء «تكاسى» شمال وجنوب المفيض وعلى جانبى المجرى أسفل الكوبرى لحمايته من عمليات النحر عند اندفاع المياه التى قد تتسبب فى انهيار الكوبرى، كما تم فرش قاع المفيض أسفل الكوبرى بالأحجار والزلط وكسر الصخور لمنع تآكل المجرى أثناء مرور المياه فى حالة فتح المفيض أمام مياه الفيضان.

بعد نحو 5 كيلومترات من كوبرى المفيض تقع سحارة مفيض توشكى، وهى آخر منشأ خرسانى صناعى أنشئ بمشروع توشكى، وتمر السحارة أسفل مفيض توشكى، حيث تم إنشاء السحارة من الخرسانة المسلحة تحت المفيض عندما تبين أن مسار مياه «الدليل» الذى سينقل مياه قناة الشيخ زايد لفرعى «3 و4» بمشروع توشكى يتقاطع مع قناة المفيض لتسمح السحارة بمرور مياه الدليل أسفل المفيض عبر السحارة، والتى تضم 4 أنفاق مربعة الشكل تغوص أسفل قاع المفيض، ويصل طولها لنحو 800 متر، تمر بعرض المفيض لتسمح بمرور مياه الدليل أسفل المفيض لتغذية زمام أراضى فرعى «3 و4»، دون أن تعارض مجرى قناة المفيض، حيث تمر المياه بأسفل كوبرى المفيض ثم أعلى سحارة مفيض توشكى لتنطلق المياه فى مجرى قناة المفيض بصحراء مصر الغربية مرورًا بالمنخفضات.

وقال الدكتور أحمد زكى أبوكنيز، خبير الموارد المائية، نائب رئيس المنتدى الوطنى لحوض النيل، لـ«المصرى اليوم»، إن أى سد يتم إنشاؤه تنشأ بحيرة من حوله يتم تخزين المياه بها، ويكون للسد والبحيرة حد أقصى فى التخزين، ومع عدم التنبؤ بكميات المياه القادمة وامتلاء البحيرة من حوله تكون هناك خطورة على جسم السد، لذلك يتم إنشاء مفيض لتصريف المياه الزائدة.. ومفيض توشكى تم إنشاؤه لهذا الغرض، ليحمى جسم السد العالى من الخطر عند وصول المنسوب إلى 180 مترًا، وأحياناً من الممكن فتح المفيض قبل وصوله إلى هذا المنسوب، حيث يمكن فتحه عند منسوب 178 مترًا.

وأضاف أن مفيض توشكى قناة مغلقة من الجزء الأمامى وعندما يتم فتح المفيض تندفع المياه فى اتجاه المجرى المائى وتتجه إلى 4 منخفضات، تمتد من توشكى إلى واحة الداخلة بالوادى الجديد عبر قناة تم إنشاؤها تصل بحيرة ناصر بالمنخفضات، ويبلغ طولها نحو 22 كيلومترًا، ويصل عرض فتحة القناة عند مدخل البحيرة لـ 750 مترًا لتستوعب أكبر قدر من المياه، وتقل فى نهاية القناة لتصل إلى عرض 275 مترًا، ويصل المنسوب عند قاع المفيض إلى 178 مترًا، وبانحدار 15 سنتيمترًا لكل كيلومتر، حيث تسمح القناة بمرور نحو ربع مليار متر مكعب يومياً من المياه، وتم عمل الساتر الترابى على القناة لحجز المياه وعدم دخولها قناة المفيض، وتم تصميم الساتر، بحيث يستوعب حجم وضغط كميات المياه خلف السد الترابى، الذى يصل قاعه لمنسوب 178 مترًا ويتم فتح الساتر لتصريف المياه حسب المنسوب المطلوب. وتابع: «بالنسبة لكوبرى مفيض توشكى، تم إجراء عمليات الحماية له من خلال تبطين أرضية المفيض بالزلط وقِطَع من الصخور لحماية الكوبرى حتى لا يؤثر اندفاع المياه عند مرورها من أسفل قناة المفيض إلى النحر على جوانب الكوبرى ما قد يؤدى إلى انهيار الكوبرى».

وقال: «قد لا نضطر إلى فتح المفيض خلال موسم الفيضان الحالى، لأن المياه القادمة من السودان لا تستمر كثيراً بعكس ما يحدث من سقوط أمطار على الهضبة الإثيوبية، والتى تستمر لنحو 3 شهور، وهو ما نعتمد عليه بنسبة 85% من المياه الواردة، وأول مرة دخلت فيها مياه الفيضان إلى مفيض توشكى فى 15 أكتوبر 1996 بعد أن وصل منسوب المياه أمام السد العالى إلى 178.55 متر».

وأكد المهندس خالد مهدى، الخبير المائى، أن مفيض توشكى أنشئ لتصريف المياه الزائدة عن سعة بحيرة ناصر والسد العالى كأى مُنشأ مائى ضخم يتطلب إجراءات حماية لاحتمالية ورود كميات مياه أكبر مما هو مصمم عليه، حيث يوجد أكثر من مفيض، منها مفيض توشكى لضمان أقصى حالات التأمين، وعلى سبيل المثال إذا زاد المنسوب على 182 مترًا فبدلا من دخول المياه وتدمير المُنشأ ومحطات الكهرباء يتم التحكم فى منسوب المياه وتصريفها عبر ممر مائى بعيداً عن السد إلى المساحة التى يحدث بها التخزين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل