المحتوى الرئيسى

الأسوانى: السيسى سيدنا حارس الفضيلة

08/26 19:53

وصف الروائى علاء الأسوانى الرئيس عبدالفتاح السيسى بـ"سيدنا حارس الفضيلة"، منتقدًا ما تقوم به الدولة فى عهده من ملاحقات لمفكرين وكتاب بحجة أنهم ازدروا الأديان أو خالفوا الأعراف والأخلاق.

وأوضح الأسوانى، فى مقال له بموقع "dw"، أن نظام السيسي يقدم نفسه باعتباره حارسا للفضيلة وهو يصطنع المعركة تلو الأخرى ليثبت أنه لا يتهاون أبدا في حماية الأخلاق والدين، لافتًا إلى أنه لا أحد بالطبع يؤيد الفسق والفجور أو تحقير الأديان لكن هل تقتصر حماية الأخلاق والدين على تجريم الصور المثيرة ومحاكمة الكتاب والمفكرين ..؟، حسب قوله.

ووجه الأسوانى العديد من التساؤلات للرئيس عبدالفتاح السيسى قائلًا: "ماذا عن اعتقال الناس عشوائيا وحبسهم بدون محاكمة لسنوات وحشرهم في أماكن احتجاز لا تصلح للحيوانات وقتلهم بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي؟ ألا تعتبر كل هذه الجرائم منافية للإخلاق؟!. ماذا عن مضاعفة الضرائب على الفقراء وتخفيضها على الأغنياء..؟ ألا يعتبر ذلك منافيا للأخلاق؟.. ماذا عن اتهام كل من يختلف في الرأى مع السيسي بالخيانة وإطلاق الشتامين عليه في التليفزيون ليسبوه وأهله بأبشع الألفاظ ..؟ هل يعتبر هذا عملا أخلاقيا ..؟ ماذا عن إعطاء جزيرتين مصريتين إلى السعودية بإرادة السيسي المنفردة وماذا عن طعن الحكومة المصرية ضد نفسها أمام القضاء الذى حكم بأحقيتها التاريخية في الجزيرتين ..؟ ألا يعتبر ذلك أكبر انتهاك للأخلاق ..؟

وأشار "الأسوانى" إلى أن النظام الحالي في مصر يقدم نفسه باعتباره حاميا للأخلاق لكنه في نفس الوقت ينتهك الأخلاق في كل ما يخص حفاظه على السلطة وحماية مصالح الطبقة الحاكمة، مضيفًا: "ما يفعله نظام السيسي تكرر في كل الأنظمة الاستبدادية، الديكتاتور يؤمن دائما بأنه بطل قومي و مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الوطن ويتعامل مع المواطنين وكأنهم مجموعة أطفال سذج ناقصي الإدراك لا يعرفون مصلحتهم، ولو تصرفوا في حياتهم وفقا لإرادتهم فسوف يؤذون أنفسهم ويقعون في مشكلات بلا حصر".

وقال: "من هنا يعتبر الديكتاتور نفسه الأب الحازم الذى يعرف مالا يعرفه أفراد الشعب وهو يتخذ لهم القرارات الصحيحة ويرغمهم على تنفيذها من أجل مصلحتهم، انه يحب دائما أن يبدو في دور حارس الفضيلة الذى يحافظ على أخلاق الناس ويحمي قداسة الدين، بالطبع لا يمنعه ذلك من سحق كل من تسول له نفسه منازعته على السلطة لكنه مع امعانه في التنكيل بمعارضيه يحرص دائما على أداء الصلاة أمام الكاميرات وكثيرا ما يترقرق الدمع في عينيه وهو يستمع إلى خطبة الجمعة من فرط الخشوع والتقوى".

"سيدنا حارس الفضيلة" دور قام بأدائه كل الحكام المستبدين بلا استثناء لكن المسرحية ليست بطولة الديكتاتور وحده فالمواطن في نظام الاستبداد يحتاج أيضا إلى تمثيل دور المحافظ على الأخلاق والدين. المواطن في دولة الاستبداد لا يعترض أبدا عندما يرى السلطة تزوِّر إرادته في الانتخابات وتتيح الفرصة للفاسدين لكى ينهبوا أمواله وتعتقل المعارضين وتنكل بهم، لكنه يثور بشدة اعتراضا على مشهد عري في فيلم أو رأي قيل عن الدين لا يعجبه. انه يحس بالرضا عندما يتم حبس راقصة لأنها صورت نفسها على فيسبوك أو يسجن كاتب بسبب مقال أو محاضرة. هذا المواطن المقموع المرعوب من السلطة يحتاج نفسيا إلى بعض الانتصارات الصغيرة في معارك مفتعلة وتافهة ليحس بأنه ليس منزوع الكرامة تماما وأنه يستطيع أن يفرض إرادته ولو مرة واحدة.

"سيدنا حارس الفضيلة" مسرحية مصطنعة كاذبة مشتركة بين ديكتاتور يخفي استبداده ومواطن يتهرب من إحساسه بالعجز والإذعان . معركة الأخلاق الحقيقية في مصر ليست مع كلمة قالها مفكر ولا مع صورة مثيرة لراقصة وإنما هي في الحقيقة بين نظام استبدادى يقمع المصريين وينفرد بالرأى والقرار ويضع نفسه فوق المحاسبة ويهدر مليارات الجنيهات في مشروعات لا تحقق عائدا وبين شعب يدرك جيدا حجم الظلم الواقع عليه لكنه صامت مستسلم تماما خوفا من بطش السلطة".

واختتم: "لن تنتصر الأخلاق إلا بتحقيق العدل ولن يتحقق العدل إلا بديمقراطية حقيقية ولن تتحقق الديمقراطية إلا إذا آمن المصريون أن القمع لا يصنع النهضة أبدا وأن الديكتاتورية ستنتهى حتما بكوارث وأن عواقب خضوعهم للاستبداد أسوا بكثير من مخاطر مقاومته، الديمقراطية هي الحل".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل