المحتوى الرئيسى

أنصاف الحقائق

08/26 16:49

يُعرِّف قاموس “ميريم ويبستر” نصف الحقيقة بأنها عبارة جزء منها صحيح تُستخدم بقصد خداع الناس.

الحقيقة هي صورة كاملة، وليست جزءًا مستقلًا بذاته. لذا فأنصاف الحقائق ليست حقائق. وهناك كثير من الأشخاص والجماعات يشوهون الحقيقة ويطمسونها، ولا يقدمون لها صورة سليمة وصحيحة بتبنيهم أنصاف الحقائق في سبيل تحقيق أهداف شخصية أو جماعية.

فالشخص أو الجماعة التي تستخدم نصف الحقيقة لن تكون منصفة أو صادقة، ذلك لأن تقديم الأنصاف ليس فيه أي إنصاف أو صدق. فربما يكون النصف الذي تقدمه سليم ولكنه في الواقع ليس الصورة الكاملة أو الأعم. فالحقيقة كلٌ متكامل غير قابل للتجزئة.

مما لا شك فيه هو أن المعركة الدائرة على المستوى الفكري في الوقت الحالي هي بين الحق في مقابل باطل يستخدم أنصاف الحقائق. وكما قال رجل الدولة الأميركي الفذ بنجامين فرانكلين: “إن نصف الحقيقة كذبة كبيرة”. لذا فأنصاف الحقائق يستخدمها مروجو الكذب. ومَنْ يصدق الكذب يُدمر حياته، ذلك لأن أساس بيته الفكري يكون مؤسساً على الرمل لا على الصخر.

ونصف الحقيقة هي أيضًا سلاح يحمله الأشخاص المتشددون والجماعات الراديكالية لاستهداف الشباب اليائس وغزو عقول البسطاء بقصد زرع أفكارهم المُحرفة والشاذة. ومشكلة أنصاف الحقائق أنها تولِّد فهمًا خاطئًا وتدفع بعض الناس نحو تدمير حياتهم وحياة الآخرين تحت وهم “الدفاع عن الدين” و ”الجهاد في سبيل الله” لإقامة امبراطورية وهمية لا وجود لها.

خطورة أنصاف الحقائق أنها قد تؤدي للفهم الخاطئ للدين. فعلى سبيل المثال، قد يقتبس أحدهم نصاً معيناً، دون أن يذكر عبارة معينة أو يذكر المناسبة التي وردت فيها. ومن نتائج ذلك أنه يشوه الحق ويؤدي لسوء فهم نصوص بعينها، وبالتالي عدم إدراك المغزى الحقيقي لها. الأمر الذي له مخاطر كبيرة على الأفراد والمجتمعات.

كما أن أنصاف الحقائق تفسد العلاقات الاجتماعية وتسبب متاعب كثيرة، وبخاصة في الفهم الخاطئ للآخر. فقد يُصدق أحدهم أنصاف حقائق قدمها له شخص أو جماعة من دون أن يتفحصها، وتتكون بداخله أفكار أو عقائد يبني عليها نظرته للآخرين من حوله. ويشرع في تكفيرهم ونبذهم وينسى النصف الآخر من الحقيقة وهو أن عليه ألا يُغذي الكراهية التي هي البذرة الأولى لمشكلات أكبر قد تصدع المجتمع وتفككه. فالكراهية أو التعصب أو التحيز والتشدد أو نبذ الآخرين كلها أسباب لا تبني مجتمعات صحية.

ليتنا نتعلم النظر للحقيقة الكاملة والصورة الأشمل في زمن ينهال فيه الكذب علينا من كل حدب وصوب. ولنذكر أن أنصاف الحقائق تُضللنا، فهي وسيلة يستخدمها مروجو الكذب والضلال. ولا ننسى أن الوقوف في منتصف الحقائق مشكلة كبيرة عواقبها خطيرة، فهو يشبه من يريد أن يكون نصف طيب ونصف شرير.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف: كما هي معاناة المصريين مع بداية كل عام دراسي...المزيد

صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي: “مشاكل التعليم العام في اليمن لا تعد ولا تحصى”، يقول فهمي...المزيد

المغرب- بقلم زينون عبد العالي: قررت وزارة التربية الوطنية في المغرب مراجعة المناهج المدرسية ابتداءً...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: طرح موقع (إرفع صوتك) على عدد من الأطفال العراقيين هذا...المزيد

الجزائر – بقلم أميل العمراوي: أيام معدودة تفصل أطفال الجزائر عن بدء العام الدراسي الجديد....المزيد

بقلم علي قيس: يشهد واقع التعليم في العراق موقفاً مضطرباً بعد احتلال تنظيم داعش لمدن...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

بقلم حسن عباس: فور طرحنا مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمشاركة الشباب في صناعة مستقبل البلدان،...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل