المحتوى الرئيسى

سيد الضوى.. حامل أختام وملامح الشخصية المصرية

08/26 13:57

سيد الضوى هو واحد من أهم فنانى ومبدعى مصر على مر تاريخها الفنى، وهو واحد من حفظة تراثنا الكبار، ويحسب له أنه وراء جمع السيرة الهلالية، عرفناه يحتضن ربابته منشدا السيرة الهلالية، واستعان به مئات المنشدين والشعراء كمرجع لهم ينهلون منه ما يشاءون، ولم يبخل على أحد منهم وأبرزهم على الإطلاق شاعرنا الراحل الكبير عبدالرحمن الأبنودى الذى قدم معه برامج وحفلات تقاسما فيها كل ألوان النجاح، سيد الضوى احتضن ربابته وتجول فى كل أنحاء وربوع مصر والوطن العربى حتى يمنحنا أكبر قسط من جماليات تراثنا العربى الأصيل، ،وتجول بربابته وذاكرته كل ربوع الوطن من أجل أن يخرج من طين البلد كل ما له علاقة بالتراث حتى أصبح الجسر الذى ينقل الماضى إلى الحاضر والمستقبل، سيد الضوي فنان ومبدع حقيقى تجد فى ملامحه الكثير من ملامح الشخصية المصرية، سمار مصر الذى كسى كل أنحاء جسده، صوته الذى يخرج منه صوت التاريخ، عمامته وجلبابه الذى يجسد ملابس الرجل المصرى الصعيدى، ربابته التى تنحدر من عصر أجداده الفراعنة.

سيد الضوى، ربما تجده معروفاً فى كل أنحاء العالم، تجده فى كل موسوعة تتحدث عن التراث والفلكلور، لكنه فى مصر لم يجد من يقدر ما قدمه للبشرية، مثله مثل فنانين ومبدعين كثيرين تم تجاهلهم عن عمد أو غير عمد، وفى الحالتين هناك جريمة ارتكبت فى حق هذا الرجل الذى يرقد الآن فى مستشفى قنا العام يعانى أمراض الشيخوخة، لم يتحرك أحد نحوه لنقله لأحد مستشفيات القاهرة لكى يكون تحت رعاية طبية أفضل، ولم نسمع حتى كتابة هذه السطور قيام وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم بمجرد الاتصال به، الوحيد الذى قام بزيارته حتى نمنحه حقه هو محافظ قنا، لكن المهتمين بالثقافة فى مصر وهم الأولى بالاطمئنان عليه من أى جهة أخرى فى متابعة حالته أولاً بأول، وعرضها على الرأى العام خاصة جماهيره التى تعد بالملايين ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى، سيد الضوي لأنه فنان ليس مدعياً مثل باقى المدعين، تجاهلت الفضائيات أخبار مرضه بل حتى أخباره قبل المرض كانت تعرض على استحياء ومن أجل ملء ساعات الإرسال فقط، لكنهم لم يمنحوه قدره كفنان عالمى، وعلى حد تعبير قائد فريق كايرو ستيبس باسم درويش وهو موسيقى مصرى يعيش فى ألمانيا ومهتم بالتراث الفنى المصرى فإن سيد الضوي هو الوحيد الذى يمتلك أسرار السيرة الهلالية.

وهو على حد قوله حفظ السيرة عن والده وعاش فى مدينة قوص بقنا، ساعد مستشرقين وعلماء فرنسيين لاكتشاف السيرة وكان النموذج الحى مع والده، وتمت دعوتهم إلى فرنسا وتم توثيق وترجمة السيرة الهلالية فى فرنسا، وقام الفنانان حسن الجريتلى وتامر عيسى بعمل فيلم عنه.

وسيد الضوي هو نموذج للمبدع الحقيقى الذى حفظ السيرة الهلالية عن جده ووالده، ومنذ سن الـ15 عاماً وهو يحفظها سماعياً، فهو لم يكن يجيد القراءة والكتابة، كل ما كان يتمتع به هو ذاكرة استطاعت أن تجمع أهم تراث أمه، فأصبحت تتحول من مجرد ذاكرة بشرية عادية إلى ما يشبه مكتبة متنقلة تجمع ملايين الأبيات الشعرية، صاغها بخلفية موسيقية شعبية حتى أصبحت المرجع والسند الأول لكل من يعشق هذا اللون الشعبى محلياً وعالمياً.

سيد الضوي لا يقل بأى حال من الأحوال عن فنانين كبار مصريين سواء شعراء أو ملحنين أو مطربين، وربما يتفوق على الكثيرين منهم، كما أنه لا يقل عن فنانين عالميين نحاول دائماً أن نتمسح فى أعمالهم.

سيد الضوي اهتمام الدولة به اختزل فى عدة ليالٍ رمضانية كان يقوم بإحيائها فى بيت السحيمى وبعض حلقات جمعته مع الأبنودى وصورها التليفزيون المصرى.. الضوي لو عاش فى أى دولة أوروبية أو عربية لأصبح على رأس قائمة المبدعين خاصة أنه اختار أصعب الألوان الإبداعية وهو التراث، حيث إن العائد المادى ضعيف جداً بالمقارنة بالملايين التى يتقاضاها مطربونا وباقى فنانى الدراما، سيد الضوي اختار الالتحام بطين الوطن وليس بكريمته، وظل على هذا الحال طوال حياته.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل