الزوجة.. والجن!

سيطر اليأس على قلب محمد من شفاء زوجته «نجلاء» بعد أن تردد على العديد من الأطباء وكل منهم يتبارى فى كتابة الأدوية اللازمة للعلاج، التى سرعان ما يذهب إلى الصيدليات لصرف العلاج ويحدوه الأمل فى شفاء زوجته، لكن الأمر كان يزداد سوءاً وتدهورت حالة زوجته، التى كانت ترغب فى البقاء فى المنزل وفضلت الصمت التام وعدم التحدث إلى أحد.

وفى مساء أحد الأيام همس له أحد أصدقائه زوجتك لا تشكو من أى أمراض عضوية ولن يتم شفاؤها بعلاج الأطباء الذين استنزفوا أمواله دون جدوى، وقال له ربما تكون زوجتك قد تعرضت إلى مس شيطانى أو لبسها جان، ولا بد من عرضها على أحد الشيوخ لعلاجها بالقرآن وهذا هو السبيل الوحيد لشفائها.

وراقت الفكرة للزوج ولم يضيع وقتاً، حيث عاد إلى منزله مسرعاً، وأبلغ الزوجة بالاستعداد للخروج التى ارتدت ملابسها على الفور وذهبا سوياً إلى الشيخ محمد، المشهور بالعلاج بالقرآن والقدرة على التعامل مع الجان وإخراجهم من أجساد المرضى.

ورغم أن الشيخ محمد يعمل موظفاً بالصحة، فإن شهرته تعدت مركز كوم حمادة ووصلت إلى القرى المجاورة حيث كان يتردد عليه الكثير من الضحايا الراغبين فى الشفاء.

وصل الزوجان إلى منزل (الشيخ محمد) الذى أحضر البخور وتصاعدت الأدخنة وقام الشيخ بتوثيق الزوجة بالحبال حتى يتمكن من السيطرة على الجن وإخراجه من جسدها وأخذ يردد بعض آيات القرآن الكريم، ثم يصرخ طالباً من الجن الخروج من جسد الزوجة بسلام دون أن يسبب لها أى أذى، وكلما مر الوقت ارتفعت صرخات الشيخ وازداد الضرب على جسد الزوجة التى كانت تصرخ من شدة الألم، وكان الحضور يعتقدون أن الجن هو الذى يصرخ ويزيد معدل الضرب والإلحاح على الجن بالخروج.

ورويداً رويداً بدأ صوت الزوجة يخفت وتحولت صرخاتها إلى همسات وإن ظلت نظراتها تطالب بالرحمة والتوقف عن الضرب حتى صمتت نهائياً، وتوقفت عن الصراخ تماماً، وهنا اعتقد الشيخ أن الجن قد خرج بسلام وطالب الزوج باصطحاب الضحية والعودة إلى المنزل مؤكداً له أنها شفيت تماماً وعندما اقترب الزوج من زوجته لفك قيودها حيث فوجئ بزوجته صامتة وتحول جسدها إلى ما يشبه لوح الثلج.. واعتقد الحضور أن الضحية راحت فى غيبوبة ونقلها الزوج إلى المستشفى، حيث كانت الصاعقة عندما أبلغه الطبيب: زوجتك ماتت.

وأكد مفتش الصحة أكد وجود سحجات وكدمات بالوجه واليدين وأسفل الذقن وتوجد شبهة جنائية فى الوفاة، وتم إبلاغ اللواء علاء الدين شوقى، مدير أمن البحيرة، وأكدت تحريات اللواء محمد خريصة أن الزوجة لقيت مصرعها أثناء جلسة إخراج الجن من جسدها.

تمكن الرائد إسلام قطب، رئيس مباحث مركز شرطة بدر من القبض على «الدجال» وبمواجهته اعترف بأن الضحية حضرت إليه بصحبة زوجها وقام بضربها ضرباً خفيفاً بحجة إخراج الجان من جسدها ولم يقصد قتلها.