المحتوى الرئيسى

«حواضر البيت» لم تعُد تكفي قناة «تلاقي»

08/26 00:41

تواجه قناة «تلاقي» التي أطلقتها وزارة الإعلام السورية في العام 2013 مصير الإغلاق خلال الأيام المقبلة، ما ينهي ثلاث سنوات قضتها القناة في عالم الفضائيات لم تستطع خلالها حجز مساحة تؤهلها للاستمرار.

يؤكد مصدر من داخل القناة أن السبب الرئيس لإغلاق القناة يعود إلى تكاليف البث (نحو 200 ألف دولار في السنة) وانعدام العائدات، خصوصًا أن القناة لا تحظى بنسب متابعة جيدة. يشير المصدر خلال حديثه إلى «السفير» إلى أن ما تجري دراسته ليس إغلاق القناة بالمعنى الحرفي للكلمة وإنما عملية دمج مع قنوات «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون»، وبالتالي تخفيض تكاليف البث.

حاولت «السفير» التواصل مع مدير القناة الدكتور ماهر الخولي ووزير الإعلام السوري رامز ترجمان، إلا أن الأول كان «خارج نطاق التغطية» والثاني لم يُجب على الاتصالات المتكرّرة. المصير الذي تواجهه القناة في الوقت الحالي يشبه ما تعرّضت له العام الماضي، عندما تقرّر إغلاقها، إلا أن رهاناً آخر على جدواها دفع نحو استمرارها. مثّلت القناة منذ انطلاقتها حالة غريبة. لا تُظهر توجهًا واضحًا، وتقلب بين المنوّعات والسياسة والأخبار والمسلسلات.

المصدر الذي تحدث إلى «السفير» شرح خلال حديثه سبب هذه «الفوضى»، مؤكداً أن «طاقم العمل المكوّن للقناة يتألف من قسمين: الأول منتدب (من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون)، والثاني هم شبان متعاقدون من خريجي كليتي الإعلام والعلوم السياسية. ومع قرار دمج القناة يصبح مستقبل نحو 30 متعاقداً مجهولاً، في حين سيُعاد المنتدبون إلى أقسامهم».

في هذا السياق، يقول المصدر: «هناك عجز تمويلي غريب في القناة، غالبيّة العاملين لا يقبضون مستحقاتهم إلا بعد مرور أكثر من ستة أشهر، والرواتب منخفضة جداً (تتراوح بين 15 إلى 25 ألف ليرة سورية، تُضاف إليها في بعض الأحيان مكافآت نصف سنوية)». هذا «الشح» في الموارد جعل القناة تعيش على حماسة العاملين فيها والمندفعين بهدف اكتساب الخبرة و «إثبات الذات» لا أكثر.

«في كثير من الأحيان يتأخّر إطلاق برنامج لأكثر من شهر، بسبب التأخر في طبع بوستر قيمته خمسة آلاف ليرة سورية (نحو 10 دولارات)»، يقول المصدر. ويضيف: «على الرغم من ذلك حاول الشبان الطامحون العاملون في القناة تحقيق نقلة في عالم الإعلام. لم تكن البرامج ذات توجه تقليديّ، وكانت المسلسلات المعروضة مميزة، كذلك الضيوف في البرامج. ما كان ينقصنا فعلاً لتحقيق الخرق المطلوب في الإعلام هو الدعم المالي، ولكن للأسف لم يحدث ذلك».

خلال فيلم وثائقي عرضته القناة في الذكرى الثالثة لتأسيسها خلال شهر أيار الماضي، يقول وزير الإعلام الحالي رامز ترجمان ( لم يكن وزيراً حينها): «قناة تلاقي صنعت من حواضر البيت». وصف الوزير دقيق، فإنشاء القناة كان عبارة عن تجميع شبان وطاقات بشرية في استديو صغير وحجز ترددٍ على قمر نايل سات، بدون أي دعم مالي واضح، أو توجّه يحقق غاية القناة غير شعار العمل على التقارب بين أطياف المجتمع السوري، والملاقاة بين توجّهاتهم في جميع أنحاء سوريا» .

ومع قرار إنهاء مسيرة «تلاقي» التي دخلت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بسبعين ساعة بث حي مباشر، يبرز السؤال عن الفرق بينها وبين سلسلة القنوات التابعة لـ «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» القائمة على بنية بشرية مترهلة. تقبع خلف «الهيئة العامة» شبكة من «البطالة المقنّعة»، ويصل عدد موظفيها إلى نحو 5 آلاف عامل، ينتجون مجتمعين مستوى إعلامي يتفق الجميع وحتى القائمون عليه بأنه «منقوص ولا يرقى لمستوى الإعلام الحقيقي».

فشل تجربة «تلاقي» يؤشر إلى مشكلة كبيرة في آلية التعاطي مع فكرة الإعلام بالتحديد، خصوصًا أن الإغلاق سيطاول أيضاً قناة «الشرق الأوسط « الناطقة باللغة الانكليزية التي تبث عبر الانترنت للأسباب المالية نفسها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل