المحتوى الرئيسى

«أمريكا العنصرية» تطغى على «أمريكا الديمقراطية».. الرصاص يسطر فصلا جديدا من الدم بين البيض والسود

08/25 19:02

العنصرية، نبذتها الأديان كما نبذتها الدساتير والقوانين، فلا يجوز التفريق بين الأفراد بسبب الدين أو العرق أو النوع أو أي شئ آخر، ولكن القوانين مازالت مكتوبة على ورق، وما في القلب يظل في القلب، في مكان ما نرى صراع بين طوائف من نفس الدين، وفي أماكن أخرى صراع بين معتنقي ديانتين مختلفتين، وهناك أيضا الصراع بسبب اللون.

"الكراهية تشل الحياة، والحب يطلقها.. والكراهية تربك الحياة، والحب ينسقها.. والكراهية تظلم الحياة، والحب ينيرها".. كلمات لمارتن لوثر كنج، عاش من أجل نبذ التمييز بسبب اللون في الولايات المتحدة الأمريكية، ومات بسببها، ولكن رسالته امتدت حتى أصبح أيقونة أمريكية، وكان أصغر شخص يحصل على جائزة نوبل للسلام عن عمر 35 عاما.

وحتى لو كانت رسالة مارتن قد تحققت بشكل كبير، فمازال الموتورين موجودين في كل مكان في العالم، حتى تلك الأكثر علمًا وحضارة، إذ أطلق عدد من رجال شرطة مدينة إنديانا بوليس الأمريكية، أمس، النار على كارل ويليامز وهو رجل أسود من ولاية إنديانا، بعد أن دعاهم إلى منزله لإثبات حالة سرقة، وهو ما يشعل الغضب المستمر الذي يشبه الحطب الأحمر الخامد قبل أن ينطفئ.

وتتوالى العديد والعديد من الحوادث على أرض الديمقراطية، الولايات المتحدة الأمريكية تخص الصراع الدائم بين البيض السود الذي كلما غاب عن السطح، عاد مرة أخرى بفضل شرطي موتور، ترصد "الدستور" بعض منها خلال السنوات الأخيرة فقط.

في 7 يوليو الماضي أثارت لقطات في تسجل مصور لحادث إطلاق النار على رجل أسود من قبل ضابطي شرطة بولاية لويزيانا الأميركية احتجاجات وموجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفق لقطات من تسجيل فيديو صوره عبد الله مفلحي -وهو صاحب متجر تريبل إس فوود مارت- فقد قتل ألتون سترلينغ (37 عاما) في مرآب السيارات بعدما أطلق أحد الضابطين النار عليه خمس مرات من مسافة قصيرة، بينما قام الآخر بنزع شيء ما من جيب بطال سترلينغ الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة.

15 طلقة لا تكفي.. فكانت الـ 16 قاضية

وأيضا ظهرت في 24 نوفمبر 2015 لقطات فيديو مقتل الشاب المراهق الأسود لاكان ماك دونالد على يد ضابط شرطة في شيكاغو، وقام الشرطي الأبيض بإطلاق النار على الشاب البالغ من العمر 17 عاما.

وقد بينت لقطات الفيديو التي نشرت الشرطي جيسون فان دايك الذي يواجه اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى، وهو يطلق النار أول مرة على الشاب الذي كان يمشي بعيدا عنه، وفيما كان ماكدونالد يسقط على الأرض قام الشرطي بإفراغ مخزن المسدس بأكمله في جسم الشاب الأسود.

وأثار نشر الفيديو الكثير من الغضب والاحتجاج في شيكاغو وجميع أنحاء الولايات المتحدة، واتهام الشرطة بالمعاملة الوحشية والتمييز العنصري، واعتبار عدم مساءلة رجال الشرطة مواصلة لخرق تطبيق القانون في البلاد.

مقتل مراهق أميركي من أصول إفريقية

الشرطة مرة أخرى تقتل مراهقا من أصول إفريقية يبلغ من العمر 18 عامًا، في الساعات الأولى من فجر الأربعاء 24 ديسمبر2014 في سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية، وحسب الشرطة فإن الشرطي كان يقوم بعملية مراقبة دورية في محطة وقود مساء 23 ديسمبر عندما اشتبه في رجلين، وعندما اقترب منهما أخرج أحدهم مسدسه وصوبه ناحية الشرطي لدى اقترابه، فما كان من الأخير إلا أن أطلق عدة رصاصات أردت المشتبه به قتيلا فيما فر الآخر. وخرجت احتجاجات في مكان الحادث للتعبير عن الغضب.

علبة سجائر تسببت في مقتله.. واستقالة وزير العدل

كما قتل المراهق براون الذي يبلغ من العمر 18 عاما في وضح النهار على يد ضابط شرطة في فيرغسون بضواحي مدينة سانت لويس في 9 أغسطس 2014 ، وذلك بعد خروجه من مخزن للمشروبات الروحية حيث اتهم بسرقة علبة سيجار.

واستمرت احتجاجات واسعة واشتباكات عنيفة في فيرغسون وغيرها ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري وللمطالبة بتطبيق العدالة في الولايات المتحدة، ما دفع وزير العدل الأمريكي إريك هولدر لتقديم استقالته.

وبعد أيام فقط من مقتل مايكل براون في فيرغسون قتل شاب أسود آخر على بعد أقل من 7 كيلومترات من فرغسون وفي 8 أكتوبر الأول قتل شاب أمريكي أسود بولاية ميزوري على يد ضابط شرطة أبيض خارج وقت الخدمة، وعل إثر ذلك تجددت الاحتجاجات في ولاية ميزوري الأمريكية ضد التمييز العنصري والعنف المسلط من قبل الشرطة، حيث خرج نحو 5 آلاف إلى شوارع مدينة سانت لويس، وفي فيرغسون شارك الآلاف في الاحتجاجات.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل