المحتوى الرئيسى

محمد علي الشتيوي يكتب: العرب لا حول لهم ولا قوة! | ساسة بوست

08/25 17:50

منذ 2 دقيقتين، 25 أغسطس,2016

لا أحد يمكنه الإنكار بأن أمريكا والدول الغربية عمومًا عبر سياساتها التوسعية قد عاثت فسادًا في الدول العربية، وساهمت في انحطاطها وتحطيم آمال شعوبها في التقدم. فمنطقة الشرق الأوسط مثلت ساحة عمليات لاستخبارات هذه الدول, ومنهلًا سرقت منه الشركات الغربية ثروات هذه الشعوب اعتمادًا على جملة من الحكام الذين بايعوا أمريكا، وأعلنوا الولاء والطاعة لها مقابل الكراسي.

لكن يبدو أن لأمريكا عملاء جددًا لم تتكبد عناء تجنيدهم. وهؤلاء بتسويقهم الدائم لصورة الدولة التي لا تهزم, والتي تتحكم بكل شيء, والتي تحقق ما تريد دون إمكانية إيقافها، يقدمون خدمات عظيمة لها تشابه ما تقدمه «هوليوود», ويدعمون سطوتها باستمرار في منطقتنا العربية.

لقد نجحت السياسة الإعلامية الأمريكية في إقناع العرب باستحالة الوقوف في وجه إرادة هذه الدولة. وكأننا لا نعلم أن دولًا عديدة تنافس أمريكا اقتصاديًا وحضاريًا، فلماذا لم يتم تدميرها وإدخالها في حروب وتدبير انقلابات فيها؟ ولما لا يقع التأمر، إلا على العرب؟ هل تخاف أمريكا وأوروبا وإسرائيل من صناعتنا العظيمة أم من تقدمنا التكنولوجي؟ هل يغارون من وحدتنا المقدسة وتعايشنا السلمي في مجتمعاتنا؟ ألم ننساق إلى مبالغة مفادها أن كل مصيبة حلت بهذه الأمة ترجع إلى أيادي استخباراتية؟ ألم يجعلنا ذلك نغفل عن تطبيعنا مع الانهزام والخوف وعدم إبداء أية بوادر مقاومة؟ ألم نصل إلى درجة من الغفلة والوهن جعلت حتى إيران تمتلك مشروعًا لتوسيع نفوذها في العالم العربي؟

صحيح أن دولنا تعرضت لكل أنواع التأمر والتدمير والنهب، لكن ماذا فعلنا في مواجهة ذلك؟ أليست هذه المجتمعات الهشة والعقول المسمومة لا تقل مسؤولية فيما حل بها عن نخب العمالة والأيادي الخارجية؟ إن أمة لا تحصن نفسها لا يمكن أن تسلم من التدخلات الأجنبية.

لا شك في أن أمريكا دولة قوية, تمتلك مصالح وخططا ونفوذا وعملاء، لكن ذلك لا يعني أنها تملك مفاتيح الأرض والسماء. إن كل ظرف جديد يغير شيئا ما من قواعد اللعبة وموازين القوى, ويعطي فرصًا وإمكانات سياسية للتحرك، لم تكن متاحة سابقًا، فعوض أن نبحث عن الاستفادة من المتغيرات نبقى محل المشاهد, نرى ونعلق وكل منا يتحمس لتحليله الفذ، ويرى أنه بفضل تبصره قد كشف الخطط المعدة للمنطقة والمؤامرات التي تحيكها الاستخبارات ضدها.

نلاحظ مثلًا الانقسام الحاصل حول «الثورات» التي عصفت بالدول العربية, يتجادل الجميع حول ما إذا كانت صناعة أمريكية أم هي نتاج لوعي شعبي عربي, لكن لما لا يتم التفكير في إمكانية استغلال هذه الأوضاع لصالح العرب أو على الأقل في كيفية التأقلم معها.

لقد تفشت في العالم العربي ثقافة الهزيمة، وفكرة استحالة التصدي للنفوذ الغربي. إن الخوف من الولايات المتحدة قضى على أي أمل لدينا في قدرتنا على التحكم في مجتمعاتنا، فالجميع يكتب عن «سايكس بيكو» والفوضى الخلاقة وصناعة الإرهاب، لكن لا أحد يقول لنا ما الحل.

يعيش المجتمع العربي وسط محيط مليء بالإطماع والأعداء, أمريكا, إسرائيل, الغرب عمومًا, إيران، لكن العدو الأكبر للعرب هي ثقافة الخضوع والقناعة بالهزيمة، فنحن لا نتجرأ حتى على المحاولة ولا أبالغ حين أقول إن الكثير منا لا يتجرؤون حتى على الحلم بتحقيق أي نصر، مهما كان بسيطًا.

لا شك عندي في أمرين: الأول أن جزءًا هام من الشعوب العربية، صارت تعيش عزوفًا عن الأمل، وعن التفكير الجاد في الخروج من موقف الضعف الذي تعيشه, فلا تهتم سوى بمشاغل حياتها اليومية, أما الأمر الثاني فهو أن ساسة يتلعثمون في قراءة خطابات كتبت لهم، لا يستحقون حتى عناء الكتابة عنهم، وذكرهم في هذا الموضع؛ لأني أظن أنهم يحسبون على الطرف الآخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل