المحتوى الرئيسى

تلميذة جزائرية: تركت الدراسة لأنني لم أعد أقوى على السير

08/25 16:19

الجزائر – بقلم أميل العمراوي:

أيام معدودة تفصل أطفال الجزائر عن بدء العام الدراسي الجديد. وتتفاوت اهتمامات عائلات التلاميذ باختلاف الاستحقاقات التي تواجهها تبعا لوضعها الاجتماعي وللمنطقة التي تقطنها ضمن محافظات الجزائر الـ48.

ولعل الهاجس الأكبر الذي يؤرق أولياء التلاميذ القاطنين بالمناطق النائية يتعلق بالنقل، حيث أن أغلب الطلاب يذهبون للدراسة مشيا على الأقدام.

سعيدة دربوز طفلة في الـ12 من عمرها اضطرت أن تترك مقاعد الدراسة بسبب انعدام وسائل النقل بالبلدية التي تسكنها في أطراف ولاية تلمسان (غربي الجزائر).

وتقول الطفلة لموقع (إرفع صوتك) “لم أعد أقوى على السير، كما أخاف العودة إلى البيت بمفردي عندما تغرب الشمس مبكرا أيام الشتاء. كنت آنس بأخي الذي يكبرني قبل أن ينتقل إلى الدراسة بمدينة تلمسان، لم يعد بوسعي الحضور للقسم”.

ويقول السيد جمال دربوز والد سعيدة، وهو سائق لشاحنة نقل البضائع ما بين الولايات، إنه لم يكن بمقدوره مرافقة ابنته كل يوم وترك التزاماته المهنية مؤكدا أنه لا يمانع أن تكمل ابنته الدراسة حتى النهاية لكن الظروف هي التي أملت عليها ترك مقاعد الدراسة ومتابعتها عن طريق المراسلة.

“ماذا تريدني أن أقول لك؟ لا يسعدني أن تبقى ابنتي وهي في سن صغيرة بالبيت، لكن الأمر يخرج من أيدينا أحيانا لو كانت هناك مدارس بالقرية لما اضطرت للبقاء بالبيت، أتمنى أن تكملها عن بعد (بالمراسلة) حتى تتمكن من معاودتها حين تبلغ المرحلة الثانوية”، يقول لموقع (إرفع صوتك).

على الرغم من تأكيد وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريت رمعون على ضرورة مُحاربة التفاوت في الإمكانيات بين الولايات وخاصة من حيث الوسائل المادية والبشرية، إلا أن الكثير من المناطق لا تزال تعاني من مشاكل النقل، حيث أن التلاميذ هناك يتنقلون لعشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام أو على أظهر الحمير وأحيانا عن طريق توقيف السيارات المارة (أوتوستوب) رغم الأخطار التي يمكن أن تنتج عن ذلك.

وتجد كل طفل يدبر أمره حسب المتاح، ويعمد كثيرون إلى “الأوتوستوب” وهو ما يجعلهم عرضة لخطر التعدي بل والقتل كما يؤكد الوالي محمود وهو أب لثلاثة أطفال، اثنان في الابتدائية والثالث في مرحلة المتوسط.

“عندي ولدان في الابتدائي لا يمكنهم الوصول إلى مدرستهم إلا عن طريق توقيف السيارات بالرغم من الخطورة التي تحدق بهم لكن لا يسعنا إلا مسايرة الوضع، أتصدق إن قلت لك إنهما يخرجان أحيانا بعيد الفجر؟ إنه وضع ينغص حياتنا بمجرد وصول موعد الدخول المدرسي”، يقول عمي ساسي بائع بضائع بالجملة لموقع (إرفع صوتك).

ويعيش أولياء تلاميذ المناطق النائية بالصحراء الجزائرية كابوس النقل حيث تعاني العديد من بلديات ولاية أدرار، من نقص فادح في النقل المدرسي.

ويشتكي تلاميذ الضفة الشمالية من المحافظة من هذا المشكل وخاصة منطقة دلدول التي تبعد مسافة 145 كلم عن عاصمة الولاية.

وذكر بعض أولياء التلاميذ من محافظة أدرار لمراسل موقع (إرفع صوتك) بالجزائر أن أبناءهم يضطرون يوميا إلى قطع أكثر من 15 كيلومترا مشيا على الأقدام للالتحاق بأقسام الدراسة.

“صدقني القول، أحيانا أقول في قرارة نفسي علي أن أبيع المنزل وأنتقل إلى مدينة أدرار حتى يتمكن أطفالي من الدراسة بشكل عادي، لا يمكن أن يركنوا للعلم ما دام الحال على حاله. مشكلة النقل عندنا مشكل عويصة ولا أدري هل هناك حل أم لا؟”، تتساءل السيدة محجوبة عويسي وهي أم لابنتين تدرسان بالمتوسط.

400 ألف تلميذ يتركون مقاعد الدراسة كل سنة

ذات الإحساس عند جمال ومولود اللذين ينحدران من ذات المنطقة وهما من جمعية أولياء التلاميذ عن متوسطة عيشاوي مسعود ببلدية المطارفة.

ويجمع الرجلان أن الاولياء متوجسون من الدخول المدرسي مخافة استمرار كابوس نقل التلاميذ الذي “صاحب أطفالنا لسنوات” يؤكد كل من جمال محمدي ومولود سبوتة لموقع (إرفع صوتك).

ويتساءل الرجلان عن السبب وراء عدم تعميم تجربة المدارس المتنقلة على المناطق النائية كما جرى مع أطفال البدو الرحل.

في هذا السياق، كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت أن قرابة 400 ألف تلميذ عبر مختلف ولايات الوطن في سن الدراسة يتركون مؤسساتهم التربوية بسبب الكثير من المشاكل.

وكانت بن غبريت قد أشارت في تصريح لها على هامش زيارتها لولاية أدرار مطلع السنة الجارية، إلى أن أكبر نسبة من التسرب فيما يخص الطور الابتدائي سجلت بولايات الجنوب خاصة في المناطق النائية.

وتعكف وزارة التربية الوطنية، حسب تصريحات صحافية للمفتش العام بوزارة التربية الوطنية، مسقم نجادي، على توسيع دائرة تجربة المدارس المتنقلة التي بادرت إليها بعض الولايات الجنوبية، وهي التجربة التي وصفها المسؤول بالرائدة، وتتمثل في استحداث عربات متنقلة على شكل أقسام بها طاولات وكراسي يرافقها معلمون، لتدريس أبناء البدو الرحل عبر البوادي.

*الصورة: الكثير من المناطق لا تزال تعاني من مشاكل النقل/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

بغداد – بقلم دعاء يوسف: طرح موقع (إرفع صوتك) على عدد من الأطفال العراقيين هذا...المزيد

بقلم علي قيس: يشهد واقع التعليم في العراق موقفاً مضطرباً بعد احتلال تنظيم داعش لمدن...المزيد

حلقة يوم الأحد، 28 آب/ أغسطس: أنباء عن إصابة عدد كبير من نازحي الموصل في...المزيد

متابعة حسن عبّاس: باشر الجيش التركي، مدعوماً من طائرات التحالف الدولي ضد داعش، فجر الأربعاء،...المزيد

متابعة علي قيس: أعلن الدفاع المدني الإيطالي أن الزلزال القوي الذي ضرب وسط إيطاليا فجر...المزيد

الأردن – حاوره صالح قشطة: في مقابلة حصرية لموقع (إرفع صوتك)، وجّه الفنان الفلسطيني العالمي...المزيد

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل