"السم في العسل".. ترامب "ينبش" الجرح الأمريكي مُجددًا: "واشنطن كذبت على الجميع بأحداث 11 سبتمبر".. نرصد 10 أدلة خطيرة تؤكد تورط أمريكا في تدبير الحادث
ألقى المرشح الأمريكي "دونالد ترامب" الضوء مُجددًا على مدبري أحداث 11 سبتمبر، التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001 باستهداف مبنى وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاجون) وبرج التجارة العالمي، بعدما عاود الحديث، أمس الأربعاء، عن التكهنات التي خرجت بعد الحادث تؤكد تدبير واشنطن للحادث لتحقيق أهداف عدة.
وتحدث "ترامب" الجمهوري، عن تورط أجهزة أمريكية في التخطيط للعملية الإرهابية، ونقلت عنه المتحدثة الرسمية باسم حملته الانتخابية في السباق الرئاسي، تأكيده أن واشنطن كذبت على العالم بشأن أحداث 11 سبتمبر، وأنه عمل داخلي خططت له الحكومة في عهد الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الابن المنتمي لحزب الجمهوريين أيضًا.
لم تكن المرة الأولى التي يلمح فيها المرشح الأمريكي إلى تورط واشنطن في الحادث الإرهابي، فقد سبق في لقاء عقدته معه صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في أكتوبر عام 2015، قال فيه: "عندما تتحدثون عن جورج بوش قولوا ما شئتم، فقد سقط مركز التجارة العالمي في عهده، هو وحكومته مسؤولان عن ذلك الحادث".
وعول الكثيرون وقتها على ذلك التصريح بأنه غير مفهوم فهل يقصد المرشح الأمريكي بكلمة مسؤولية هي التخطيط للحادث، أم مسؤولية بحكم منصب "بوش" كرئيس للجمهورية الأمريكية؟.
وتأكيدًا على ذلك فقد علق وقتها "جيب بوش" شقيق الرئيس الأسبق، عن غضبه من تصريحات "ترامب"، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث قال في تغريدة له: "إنه من المثير للشفقة أن ينتقد دونالد ترامب الرئيس بسبب أحداث سبتمبر، لقد هوجمنا وأبقانا أخي آمنين، فلا تضع السم في العسل".
"هل تورطت أمريكا في الحادث؟"
15 عامًا مرت على ذلك اللغز الكبير، ولازالت الحقائق مضطربة بشأنه، إلا أن الطرح الذي نبش فيه "ترامب" مُجددًا لم يكن بمثابة مفاجئة غير متوقعة، فقد عكف المحللون والمحققون عقب أحداث 11 سبتمبر ليبحثوا في ثنايا الحادث، وكثيرًا ما وصل البعض منهم إلى أن العملية كانت بتدبير أمريكي، ولا تخرج عن سياق نظرية المؤامرة.
بدايةً.. تحدث الكثيرون عن هدف الولايات المتحدة الأمريكية من تدبير الحادث، بأنها أخذت من ذريعة الحرب على الإهارب مظلة لها لشن الحروب بالشرق الأوسط، وهو ما يتضح في القرار الذي خرج به مجلس حرب أمريكا، الذي تشكل من عملاء مخابرات ومستشارين عسكريين عدة، صبيحة يوم الحادث بأن أمريكا ستبدأ من اليوم ما أسمته: "الحرب على الإرهاب".
ومن هنا أعطت العملية الإرهابية "كارت" المرور لواشنطن لشن الحرب على الشرق الأوسط بدعم كامل من الرأى العام الدولي، بدعوى محاربة الإرهاب، واستخدمت الفكرة كذريعة لغزو أفغانستان والعراق، وفقًا لرؤية الكثيرون.
التضارب الذي نضح في تصريحات المسؤولين الأمريكيين وقت الحادث، كان كفيلًا لإشارة بأصابع الإتهام إلى التورط الأمريكي، فعقب الحادث سارع البيت الأبيض قبل بدء التحقيقيات باتهام تنظيم القاعدة بزعامة "بن لادن"، بإنه هو المسئول عن هجمات مركز التجارة العالمي.
وعلى وقع هذا الطرح سار الكثيرون، فهو يتضح أيضًا في تصريح مدير المخابرات "جورج تينيت" آنذاك، الذي أكد إن أسامة بن لادن لديه القدرة على التخطيط لهجمات متعددة دون سابق إنذار، إلا أن مدير المخابرات المركزية وقتها آثار الجدل بتصريح مخالف قال فيه أن العملية تمت تحت رعاية دولة، دون الإشارة عن أي دولة يتحدث.
وعلى صعيد الأدلة التي تشير للتورط الأمريكي في الحادث، ما نشره مركز "جلوبال" البحثي الكندي عقب الحادث، قال فيها: "إن الأحداث المأساوية في ١١ سبتمبر ٢٠٠١ تشكل معلمًا أساسيًا في تاريخ الولايات المتحدة، ونقطة تحول حاسمة، حيث تم تضليل الملايين من الناس حول أسباب وعواقب الأحداث، بغرض عسكرة المجتمع الأمريكي".
ونوه التقرير بشكل غير مباشر، إلى أن تلك العمليات الإرهابية فتحت الباب أمام رغبة بوش الابن في شن العدوان هنا وهناك تحت عباءة مصطلح مكافحة الإرهاب، وأعطته صكًا شرعيًا بما كان يؤمن بضرورته وهو حروب نهاية العالم ضد المسلمين باعتبارهم جماعات إرهابية ليس أكثر.
كما استند أصحاب نظرية المؤامرة الأمريكية إلى الوثائق التي تم الإفراج عنها عام 1998، من قبل الحكومة الأمريكية قبل وقوع الحادث، تكشف عن وجود خطة عسكرية أمريكية سرية مُسبقة، نصت على أن تقوم الحكومة الأمريكية بضرب مصالحها كخطف طائرة ركاب أو تفجير قواعد عسكرية أمريكية، لإلصاق التهمة بكوبا والحصول على تأييد جماهيري لغزوها، وهو ما ينطبق على أحداث 11 سبتمبر.
وكانت نوعية الطائرات التي ضربت "البنتاجون" ونفذت الحادث الإرهابي، أحد الأدلة التي أدانت واشنطن، بسبب أنها صنعت من تقنية إلكترونية تدعى "هولوجرام"، وهي التقنية التي لا توجد إلا في الولايات المتحدة نفسها.
ويستند البعض في اتهامه لواشنطن بتدبير الحادث، ما قامت به خلال عام 2000 أي قبل الواقعة بعام واحد، من تدريبات عُرفت باسم "باسكال"، تضمنت محاكاة مُسبقة لاصطدام طائرة بمبنى البنتاجون، وأصدر خلالها رئيس أركان الجيش الأمريكي، قرار بمنع أي إدارة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات دون تقديم طلب مسبق لوزير الدفاع ليحدد إمكانية التدخل من عدمه.
وهو نفس المدار الذي تحرك فيه الكثير من الكتاب الأمريكان، أمثال الكاتب الأمريكي الشهير "جوزيف بيرسيكو"، في كتابه "الحرب السرية لروزفلت"، حيث أشار إلى تورط الولايات المتحدة في الحادث ميناء "بيرل هاربور"، الواقع بمدينة أواهو بولاية الهاواي الأمريكية عام 1941 .
ونوه إلى الرفض الشعبي الكبير الذي كان موجودًا في ذلك الوقت لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، لكن بعد ضرب "بيرل هاربور"، دخلت الولايات المتحدة الحرب تحت ضغط الرأي العام الأمريكي، وبدأت أمريكا في الظهور كقوة عالمية بارزة، وبذلك تكون قد حققت أهدافها بالمؤامرة على نفسها.
وهو ما يوضح الأسلوب الذي يمكن أن تلجأ إليه أمريكا لتحقيق أهدافها حين تفشل الوسائل الدبلوماسية في تحقيق تلك الأهداف، إضافة إلى أنها هي المستفيد الوحيد مما حدث في 11 سبتمبر والذي لا يصب إلا في مصلحتها، وفقًا لرؤيته.
وتابع الكاتب الأمريكي:" أنه بمطابقة ما قامت به أمريكا لتحقيق أهدافها، فليس من المستبعد أن تكون هي من دبرت وخططت لحادث 11 سبتمبر، خاصة وأن أحد الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة، هي التمركز في آسيا، وما يتطلبه ذلك من أن يكون لها تواجد في أفغانستان يمكنها من السيطرة، وكذلك تفتيت الجيش العراقى والحصول على البترول بها، وهو ما تم فيما بعد".
أما المجندة "سوزان ليندور" ضابط الاتصال في المخابرات الأمريكية، فقد فجرت مفاجأة لا تنسى في هذا السياق، بتأكيدها خلال لقاء إعلامي لها أن ما فعله تنظيم القاعدة تم بتدبير أمريكي عن طريق شخص عرض على بن لادن القيام بهذا العمل ضد أمريكا.
كما كانت من أعتى المفاجأت التي فجرها "أندرياس فون بيلو" وزير الدفاع الألماني، بأن مركز التجارة العالمي قد تم نسفه من الداخل تزامنًا مع اصطدام الطائرة به، وأن الموساد شارك الولايات المتحدة في هذه المؤامرة وكان على علم بها والدليل على ذلك هو إخلاء شركة نقل إسرائيلية قبل الحادث بوقت قصير.
وأكد أن البنتاجون لم يتعرض لهجوم جوي، وإنما تفجيره من الداخل هو الآخر، وأن المكالمات التليفونية التي أجراها الركاب والتي تحدثوا فيها عن خاطفين من العرب لا تزيد عن مجرد فبركة من المخابرات الأمريكية.
Comments