المحتوى الرئيسى

براءة «السيسى» من دماء «رابعة»!

08/24 23:00

لماذا تأخرت شهادة ما يسمى «مجلس شورى العلماء»، السلفى، ثلاث سنوات، لإثبات براءة دولة 30 يونيو، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، من المسئولية عن إسالة الدماء فى «رابعة» على عكس ما أشاع الإخوان والتيار الإسلامى فى مصر والعالم؟

هذا السؤال يقودنا إلى السؤال عن درجات الثقة فيمن يطلق عليهم البعض «علماء ثقات وعدول»، لأنهم تأخروا عن النطق بالحق فى مسألة خلافية فتنت الجماهير ولا تزال عن «المتسبب فى قتلى رابعة.. الدولة أم الإخوان». وإذا بهم ينطقون بحقيقة مسئولية الإخوان عن الدماء بعد أن أكل الناس من لحوم وأعراض الجيش المصرى وقادته وشبعوا حتى صارت عند بعضهم حقيقة لا مراء فيها، ولماذا لم يشهدوا بالحقيقة فى الوقت الذى يجب فيه أن يعرف الناس الحقيقة، وليس بعد أن يعيش البعض فى حيرة تلتبس عليهم المواقف ويتهم الشرفاء بالقتل فيما يظل المجرمون الحقيقيون يدلسون على الناس ويكذبون عليهم ويطعنون فى الشرفاء، مع ملاحظة استثناء الشيخ محمد حسان من التأخر فى شهادته لأنه قال بأجزاء منها بعد الفض مباشرة.

تفاصيل الوساطة التى كشف عنها الدعاة الثلاثة الذين مثلوا مجلس شورى العلماء، وهم محمد حسان والدكتور عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية والدكتور جمال المراكبى الرئيس السابق لجمعية أنصار السنة المحمدية، بين قادة الجيش وقادة الإخوان الذين طلبوا فيها شروطاً لفض الاعتصام وتجنب المواجهة ووافق عليها السيسى، ثم تراجعهم عنها وإصرارهم على البقاء فى الميادين للتمترس بشباب التيار الإسلامى المعتصم بالسلاح والدفع بهم لمواجهة قوات الأمن أثناء عملية فض الاعتصام بالقوة الجبرية، تؤكد للتاريخ مسئولية التيار الإسلامى عن الفتنة التى عاشتها مصر ولا تزال بعد أن أسست لمظلومية كاذبة قامت على أسس من الخديعة واستباحة الدماء المعصومة.

عظمة الشهادة التاريخية لبراءة الرئيس السيسى وثورة 30 يونيو من مسئولية إسالة دماء «رابعة» جاءت من داخل المعسكر المحسوب على الإخوان نظراً لأن بعضاً ممن أدلوا بها كانت ولا تزال تربطهم علاقات وثيقة العرى بالإخوان، فضلاً عن أن هذا المجلس كان الإخوان وراء فكرة إنشائه للسيطرة على دعاة التيار السلفى ومزجهم مع دعاة الإخوان لتكوين مرجع فقهى موحد يتم توظيفة لصالح معارك التيار الإسلامى السياسية.

ولو كانت هذه الشهادات من علماء محسوبين على دولة 30 يونيو كالأزهر مثلاً لكان الطعن فيها سهلاً ويسيراً، لأن من شهد بجريمة الإخوان فى رابعة هو ما يسمى «مجلس شورى العلماء» الذى شكله الإخوان أنفسهم بعد ثورة يناير بهدف «النظر فى أوضاع الأمة الإسلامية ودراسة وبحث المستجدات والنوازل المعاصرة على الساحة، وإبداء الرأى فيها بما يحقق الخير والنفع للأمة الإسلامية قاطبة ويدفع عنها الشر».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل