المحتوى الرئيسى

تركيا تتدخل عسكريًا في سوريا.. الأهداف والأسباب

08/24 14:03

في خطوة مفاجئة، عبرت دبابات تركية إلى سوريا في إطار حملة عسكرية تشنها أنقرة لطرد مسلحي تنظيم الدولة من مواقعهم في شمالي سوريا"، في عملية عسكرية أطلق عليها "درع الفرات".

ويعد التدخل التركي في سوريا الأهم لدى أنقرة منذ فترة طويلة، فهذه المرة هي الأولى التي تقصف فيها طائرات حربية تركية أهدافاً في سوريا منذ 9 أشهر، عندما أسقطت تركيا مقاتلة سوخوي الروسية قرب الحدود، كما أنها أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فبراير 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية.

التوغل التركي داخل الأراضي السورية وملاحقة تنظيم داعش في مدينة جرابلس، سبقه قصف مدفعي مكثف من الجانب التركي، ومطاردة لعناصر التنظيم من قبل المعارضة المسلحة والجيش السوري الحر على حدود منبج وجرابلس.

وكان الجيش التركي قد أعلن وقت سابق أن وحدات منه بدأت حملة عسكرية لطرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من مواقعهم في شمالي سوريا، وتشارك في الحملة طائرات تركية من طراز اف 16.

وأطلقت هيئة الأركان التركية اسم "درع الفرات" على عملياتها العسكرية التي تقودها قوات المهام الخاصة المشتركة بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في بلدة جرابلس شمالي محافظة حلب السورية.

وقصفت المدفعية وطائرات مقاتلة أهدافا تابعة للتنظيم في بلدة جرابلس السورية المحاذية للحدود التركية، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع من مواقع في البلدة بعد القصف.

وأكدت مصادر أن قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية والقوات الجوية للتحالف الدولي تشارك في الحملة العسكرية.

ويشارك في العملية العسكرية وحدات المشاة والهندسة والدبابات والمدفعية القتالية، إضافة إلى عناصر الدعم اللوجستي وعناصر الدعم الجوي والبري بتنسيق متكامل، بحسب المصادر ذاتها.

ورجحت مصادر تركية أن تستغرق العملية المشتركة بين تركيا والتحالف الدولي لتطهير منطقة جرابلس من داعش قرابة أسبوعين.

المفكر السياسي السوري موفق زريق قال، إن حملة تركيا العسكرية في جرابلس تأتي نتيجة التفاهم الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا بشان منع الكيان الكردي وقبول تركيا بالأسد والتطبيع معه وحرب داعش.

وأوضح المفكر السوري لـ"مصر العربية" أن داعش قامت بوظيفتها وسينتهي أمرها الآن، مضيفا أن تركيا لن تساوم على وحدة وجودها القومي وضمنت كل الأطراف إلا الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع: قريبا سيتصاعد الصراع التركي مع الغرب أكثر، مشيرا إلى أنه ليس أمام تركيا ضد التوسع الكردي إلا التدخل المباشر.

ومن الناحية العسكرية تحدث الخبير العسكري السوري موفق النعمان أبو صغر، قائلا: "التدخل التركي في سوريا ومعركته في جرابلس في الأساس هي لدعم الثورة السورية، عبر دعم الجيش السوري الحر ومطاردة تنظيم داعش من جانب والأكراد من الجانب الآخر".

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن عملية جرابلس العسكرية ستنعكس عسكريا على قوى المعارضة السورية، نظرا لأهمية المنطقة والتي تعد مصدر قلق لأنقرة، وبالفعل تم استخدامها نقطة انطلاق مسبقة لبعض العمليات التفجيرية ضد المدنيين في تركيا، كما أنها أيضا ذات أهمية، لوقوعها على آخر منفذ حدودي داخل الأراضي السورية.

وأردف الخبير العسكري السوري قائلا: "العملية أيضا هي رد قوي على هجمات داعش في تركيا مؤخرا، كما أنها نقطة تحول هامة في إطار الحرب ضد داعش سوريا.

وتابع: "الأهم في التدخل التركي في سوريا هو إبعاد شبح التقسيم في شمال سوريا، خصوصا وأنه حال نجاح العملية العسكرية سيسيطر الجيش السوري الحر على مناطق واسعة في الشمال، وبالتالي يصعب قيام الدولة الكردية في تلك المنطقة.

اقتحام دبابات تركية أراضي سورية

في السياق، رأى مصطفى زهران الباحث في الشأن التركي، أن الهدف الأسمى والرمزية الأقوى تجاه العمليات العسكرية النوعية برا في مدينة جرابلس السورية يكمن بالأساس إلى إيصال رسالة إلى الداخل التركى بشكل عام، وإلى دول الخارج بشكل خاص -ممثلا في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية..

وتابع: "فضلا عن منطقة الشرق الأوسط التى تعج بالكثير من الأزمات السياسية والمشكلات الأمنية – مفادها أن الجيش التركى خرج من مشهد الانقلاب -الفاشل - الأخير أكثر قوة، وبدا متعافيا لدرجة كبيرة من خلال تعزيز دوره الحقيقي المنوط به بعد خروجه تدريجيا من المشهد السياسي للقيام بدور حاسم وجاد أمام موجات الإرهاب".

وأضاف، أن مايدعم هذه الفكرة ويشدد عليها هو قيادة رئيس الأركان  "خلوصى آكار"  العملية بنفسه في رمزية أخرى تضاف إلى سابقتها تدعم وحدة الجيش التركى بعد حديث بعض وسائل الإعلام الغربية عن ثمة انقسامات قد تضرب وحدة الجيش التركى أحد أهم الجيوش النظامية في الإقليم والعالم، وأيضا للتشديد على أن تركيا الجديدة مابعد الانقلاب تختلف عن سابقتها، وأنها ستنهي كثير من المفات التى كانت عالقة من قبل وعلى رأسها الملف الكردي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن تركيا تستهدف بعمليتها درع الفرات في سوريا تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري، وحدات الحماية الشعبية، لوضع حد للهجمات عبر الحدود.

وقال أردوغان، في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة صباح الأربعاء "بدأت عملية في شمال سوريا ضد الجماعات الإرهابية التي تهدد بلادنا باستمرار مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي، بهدف إنهاء المشاكل في سوريا".

وذكرت مصادر عسكرية تركية أنها أصابت أهدافا بشكل دقيق، تقدر بأكثر من 80 هدفا، كان من المخطط ضربها من قبل القوات الجوية التركية.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو تعهد الثلاثاء بأن بلاده "ستقدم كل أشكال الدعم" من أجل طرد مسلحي "تنظيم الدولة الاسلامية" من بلدة جرابلس السورية الحدودية.

وتتهم تركيا "داعش" بالمسؤولية عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف عرسا في بلدة غازي عنتاب السبت وأسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا.

ويحتشد معارضون سوريون موالون لتركيا على الحدود للمشاركة في الهجوم على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في جرابلس.

وأمرت السلطات التركية بترحيل سكان بلدة قارقامش التركية الواقعة قبالة جرابلس بعد تعرضها لقذائف أطلقها تنظيم الدولة من سوريا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل