المحتوى الرئيسى

بمطالبة المسيحيين بالاستقلال.. العراق يتفسخ

08/24 09:09

في الوقت الذي تكثف السلطات العراقية من العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، قرر المسيحيون في محافظة نينوى للمرة الأولى في تاريخ العراق بالاستقلال إداريا عن بغداد، ما يزيد من تفكك الدولية العراقية التي تسيطر عليها الطائفية منذ  سوات بحسب مراقبين.

واتفقت قوى وأحزاب مسيحية في محافظة نينوى على مشروع سياسي مشترك، يقضي بتحويل 6 بلدات ذات أغلبية مسيحية في سهل نينوى إلى محافظة مستقلة إداريا في مرحلة ما بعد زوال "داعش".

المطالبات المسيحية أربكت الشارع العراقي وجعلته يزداد انقساما ما بين مؤيد للاستقلال المسيحي ومعارض له.

وتخوض القوات العراقية المدعومة بالمليشيات منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدا لشن هجوم من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014.

 ويدعو المشروع إلى تحويل 6 ماطق في نينوى، هي الحمدانية وتل أسقف وتلكيف والقوش وشيخان وبعشيقة، إلى محافظة مستقلة إداريا.

 وقال القيادي في الحركة الديمقراطية الأشورية يوسف أيشو، إن المشروع متفق عليه من قبل جميع القوى المسيحية، ويرمي إلى "ضمان عدم تكرار ما تعرض له المسيحيون من إجحاف وويلات ومآس في المستقبل.

 وكان المسيحيون أقلية كبيرة في العراق، ولكن عددهم تقلص منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، إذ هاجر كثيرون إلى الغرب هربا من العنف.

وتشير تقديرات إلى أن عدد المسيحيين العراقيين كان يبلغ المليون قبل عام 2003 لينخفض اليوم إلى أقل من نصف هذا الرقم.

بدوره قال الباحث السياسي العراقي أحمد الملاح إن المسيحيون في العراق جزء أصيل من المجتمع العراقي، وهو جزء مهم من فسيفساء البشرية في العراق كان وما زال محط إحترام وتقدير من الغالبية المسلمة على إختلاف تنوعها المذهبي أو العرقي.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه بعد منتصف ٢٠١٤ وتحديداً عند دخول داعش للموصل تعرض المسيحيون للاضطهاد وتم تهجيرهم من الموصل ومصادرة أموالهم ودور العبادة، وهذا الإضطهاد خلق حالة من ردة الفعل تجاه المجتمع العراقي من بعض المسيحين، كما خرجت دعوات هنا وهناك بالانفصال والحكم الذاتي.

وأوضح أن المتابع لما حدث في الموصل فإن كل أطياف المجتمع دفعت ثمن باهظ فقد فجر داعش أكثر ٢٢٠ مسجد وجامع في مدينة الموصل وأطرافها وهي مساجد لأهل السنة كما قام بتفجير حسينيات وأقدم على انتهاكات خطيرة بحق الأيزيدين والمسيحين جزء من هذا الشعب الذي تعرض بمجمله للانتهاك والظلم وليس مكون معين بحد ذاته.

وأكد أن الدعوات للانفصال في وقت نتمنى فيه وزال داعش وعودة النسيج الإجتماعي غير موفقة،كما أن القدرة على الانفصال وفق العدد السكاني والمساحة الجغرافية المتنازع عليها في سهل نينوى يطرح الكثير من علامات الإستفهام كيف سيكون هذا الإنفصال وما هي حدوده؟

وأشار إلى أن فكرة الحكم الذاتي والأقاليم قد تكون حل مؤقت، لكنها بالتأكيد ليس حلاً جذرياً لمشكلة التنوع العرقي في العراق خاصة مع عدم وجود حكومة تحقق مفهوم العدالة الاجتماعية الذي يفتقده العراق وبشدة من عام ٢٠٠٣.

وقالت الإعلامية العراقية  نداء الكناني، إن هذا المطلب عنوان لسيناريو جديد ليزيد تفكك وحدة العراق التي أزعجت الغرب والعجم، وأشارت إلى أن انفصال سهل نينوى غير قانوني ويستدعي موافقة البرلمان.

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية "أن الاحتلالين الأمريكي والايراني، هما السبب في اشعال الحرب بين طوائف وقوميات ومذاهب الشعب العراقي طيلة سنوات الاحتلال، وها هى الصفحة الأخيرة تطوى لتفكيك الدولة العراقية بإعالن المسيحيين الاستقلال.

وأوضحت  أن العراق مليئ بالأقليات ولو افترضنا أن كل أقلية طالبت بالاستقلال فلن يكون هناك دولة كانت تسمي العراق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل