السياحة ليست استجداء | المصري اليوم

فى مقالها بالأمس كتبت د. غادة شريف عن السياحة. أشد على يدها. أحسنت ما فعلت. السياحة مصدر دخل قومى لكل الشعوب الحية. عندنا من الإمكانات ما لا يمتلكه بلد آخر. لدينا الشواطئ الممتدة على الساحلين بالبحر الأحمر والمتوسط. فضلا عن ضفتى النيل. يكفى منظره ليلا. لا يضاهيه منظر آخر. الليل يستر عوراته التى نراها نهارا.

توقفت السياحة عند حادث الطائرة الروسية والشاب الإيطالى ريجينى. المصيبة أننا تخيلنا أن السياحة استجداء. تسول. من هنا أو هناك. عندما يغادرنا السائح الأجنبى. نتسول السياحة العربية. عندما يغادرنا السائح العربى نتسول السياحة الداخلية. كارثة. السياحة سيمفونية متكاملة. صناعة يجب أن نأخذ بأسبابها. نستعين بالخبراء المحليين والعالميين. نوفر لها أسباب النجاح. لأن السياحة لمن يجذبها. كما دبى. جذبت السياحة بلا شىء. بالتسوق وحده جذبت إليها الملايين. من كل أنحاء العالم. لدينا الوضع محبط. قتلنا التسوق بأيدينا. كل المولات فى طريقها إلى الغلق التام. توقفوا عن الاستيراد لسبب أو آخر. الأسباب فليبحثها وزير السياحة أو المهتمون بالسياحة. لأننا نبدد قدرات هائلة متوفرة لدينا. فبخلاف ما ننفرد به من شواطئ. لدينا الأهرامات. معابد الكرنك. مزارات دينية ومواقع تاريخية لا حصر لها. مناخ معتدل طوال أيام العام. فرص كبيرة للسياحة العلاجية.

كل هذا والسياحة تتراجع يوما بعد يوم. لأننا نتعامل مع كل هذه القدرات أسوأ معاملة. أهرامات مصر كان يجب أن تكون بؤرة الاحتفالات والكونسرتات العالمية. لتتكرر كل نصف شهر بأفضل فنانى العالم. ببرنامج سنوى معروف. أسأل من يرفض أن يصنع بوتشيلى عند سفح الهرم. إذا ما أعددنا للهرم سفحا يليق به. ألم تأت طائرات من كل أنحاء العالم العربى لسماع أم كلثوم. الخميس الأول من كل شهر؟. هل يقل معبد الكرنك عن آثار بعلبك فى لبنان. يحتفلون بها وحولها طوال العام. وهكذا.