المحتوى الرئيسى

محمد جامع يكتب: نهاية متوقعة لمفاوضات أديس أبابا | ساسة بوست

08/23 17:31

منذ 1 دقيقة، 23 أغسطس,2016

كما كان متوقعًا انهارت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مباحثات السلام بين الفرقاء السودانيين، الوفد الحكومي ووفد المعارضة المسلحة دون أن تشهد تقدمًا حيال مسارات التفاوض في ملف المنطقتين «النيل الأزرق وجنوب كردفان» وملف وقف العدائيات.

كان «ثابو أمبيكي»، كبير الوسطاء رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، استعجل الحركات المسلحة المعارِضة وحثها للتوقيع على «خارطة الطريق» التي طرحها على طرفي النزاع ووقعت عليها الحكومة السودانية من طرف واحد، قبل حوالي أربعة أشهر.

خارطة الطريق التي وقعت عليها المعارضة قبل أيام مضت، احتوت على سبعة بنود من أهمها وقف العدائيات وإيصال المساعدات للمحتاجين والحوار الوطني. أعادت تعريف الأهداف وترتيب الأولويات في العملية التفاوضية بشكل كامل، وحسب الرئيس «إمبيكي» فإن هذه الوثيقة تمهّد لـ«المرة الأولى الطريق للتوقيع على اتفاق لوقف الأعمال العدائية، وللبدء في مفاوضات سياسية»، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه في السنوات الماضية كانت الحكومة السودانية «ترفض الدخول في مفاوضات سياسية قبل الاتفاق على وقف لإطلاق النار»، والموقف الحكومي الجديد في رأيه هو «موافقتها على الدخول في تفاوض سياسي، بدون تحقيق هذا الشرط المسبق». كما أن المعارضة ظلت تماطل وترفض التوقيع على الوثيقة أشهرًا عديدة حتى تدخل المندوب الأمريكي «دونالد بوث» وضغط عليها.

أيضًا يقول نص وثيقة خارطة الطريق (تستأنف الأطراف وبشكل عاجل المفاوضات لإبرام وقف للعدائيات، بخصوص المنطقتين سيتم إجراء التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال، بشأن دارفور سيتم إجراء التفاوض بين الحكومة وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان – فصيل منى أركو مناوي). وتنص الوثيقة كذلك (سيتم تكوين لجنة/ لجان مشتركة ليضمن المزامنة الضرورية بين تطبيق الاتفاق الدائم لوقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية وإتمام العمليات السياسية ذات الصلة). وشددت الوثيقة على (سوف تستند هذه المفاوضات على مسودات الاتفاقيات المطروحة) أي التقدم المحرز في الجولات السابقة.

فيما يلي ردود الفعل، اعتبر «أمين حسن عمر» رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات أديس أبابا، أن ملف التفاوض حول الترتيبات الأمنية يسير بصورة ممتازة، وتفاءل عمر بالتوقيع على اتفاق لوقف العدائيات في نهاية الجولة الحالية. من جهته أبدى «ياسر عرمان» رئيس وفد الحركة الشعبية المعارِضة «عدم ممانعتهم في وجود جيش واحد بشرط عدم تفكيك الجيش الشعبي قبل الوصول لحل سياسي شامل، داعيًا إلى ضرورة قيام جيش سوداني موحد يعكس تركيبة السودان مستقبلًا».

بالطبع سيسعى قطاع الشمال بالحركة الشعبية المعارضة إلى الاحتفاظ بقواته وسلاحه ليس فقط أثناء الفترة الانتقالية «إذا تم التوصل لاتفاق شامل في الجولات المقبلة»، بل سيطمع في استمرار وجود الجيش إلى فترة أطول من ذلك لأنه يعتبره الضامن الحقيقي بالنسبة لتنفيذ الاتفاق، وربما تطمع كوادر المعارضة في تكرار نموذج اتفاقية نيفاشا التي سمحت لمتمردي الحركة/ الجيش الشعبي بالاحتفاظ بقواتهم بجانب المشارَكة ضمن الوحدات المشتركة المدمجة.

على صعيد المجتمع الدولي، طالب أعضاءُ مجلس الأمن الأطرافَ الموقعة على خريطة الطريق الأفريقية بمواصلة التفاوض حتى الوصول لاتفاق على وقف الأعمال العدائية، واتخاذ طرق لتوسيع وصول المساعدات الإنسانية في دارفور والمنطقتين، والتوصل إلى تسوية سياسية نهائية من خلال حوار وطني شامل، ورحَّب المجلس في بيان له بتوقيع مجموعة من المعارضة السودانية في الثامن من أغسطس (آب) الجاري على اتفاق خريطة الطريق الذي يضع أساسًا لتفاوض الفرقاء السودانيين من أجل الوصول لحل سياسي يشكل مرحلة جديدة من تاريخ البلاد (حسب البيان).

على الرغم من التفاؤل الذي اعترى المراقبين والمهتمين بالشأن السوداني، إلا أن الطريق يبدو شائكًا وصعبًا أمام التوصل لتسوية شاملة لأزمات السودان، كما أن تهديدات «ياسر عرمان» بامتلاك المعارضة للجيش الشعبي يراها البعض مستفزة وغير موفقة، إذ إن هذا الجيش لم يتمكن من دخول واحتلال أيٍّ من المدن الكبرى في ولايات النزاع مثل الرصيرص والدمازين وكادقلي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل