المحتوى الرئيسى

قصة طفلين من الموصل خسرا عامين من الدراسة بسبب داعش

08/23 16:18

أربيل – بقلم متين أمين:

لم يسلم الأطفال وتعليمهم من المعارك التي يشهدها العراق منذ أكثر من عامين، فمئات الآلاف منهم حرموا من التعليم الأساسي، والآخرون خسر كل واحد منهم عاما أو عامين من سنين دراسته إثر النزوح والهروب من مناطقهم، بينما يعيش ما تبقى من الأطفال داخل الموصل والمناطق الأخرى تحت سيطرة تنظيم داعش في أوضاع مأساوية ما بين الخضوع لمناهج التنظيم والتدريب على اعتناق الفكر والفعل الإرهابي عنوة في معسكراته.

عبد الكريم عبد الرحمن، طفل عراقي يبلغ من العمر 14 عاما، يتحدر من قضاء بعاج (غرب الموصل) الخاضع لسيطرة داعش. اضطر إلى ترك دراسته لمدة عامين بسبب رحلة الهروب التي خاضها مع عائلته لحين وصوله إلى إقليم كردستان.

 يقول عبد الكريم، الذي يعيش مع عائلته في مخيم هرشم للنازحين في أربيل، لموقع (إرفع صوتك) إنّه بعد سيطرة داعش على قضاء البعاج عام 2014، “لم نستطع في وقتها الخروج لأننا حُوصرنا في المدينة، وأجبرنا أن نعيش في ظروف صعبة. المدرسة التي كنت أدرس فيها أصبحت غير منتظمة الدوام، والمدرسون لم يبق منهم سوى إثنين أو ثلاثة وكانوا لا يقبلون على الدوام يوميا”.

وفي أحد الأيام، يتابع الطفل، اندلعت اشتباكات قرب المدرسة وحدث قصف، فأغلق التنظيم المدرسة “وكان ذلك آخر يوم دراسة في منطقتنا”.

اتخذت عائلة عبد الكريم آنذاك قرار الهرب، فتوجهوا إلى سورية، ومنها إلى تركيا، ومن ثم إلى أربيل.

ويقول عبد الكريم “قبل مجيء إرهابيي داعش، مدرستي في بعاج كانت رائعة والمدير كان منضبطا وكل شيء كان نظاميا وأنا أتمنى العودة إلى منطقتنا”.

تأثير الحرب على أطفال المدارس

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ذكرت في تقرير لها صدر نهاية العام الماضي، تحت عنوان “التعليم تحت النار”، تأثير الحرب على أطفال المدارس في تسع دول من بينها سورية والعراق واليمن وليبيا. وأشار التقرير إلى أن الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمنع أكثر من 13 مليون طفل من تلقي التعليم في المدارس وهو ما قد يحطم آمالهم ومستقبلهم.

وأشارت اليونيسف إلى أن الهجمات على المدارس واتخاذ مبانيها كقواعد عسكرية للمسلحين في مناطق الحرب، وإشغال البعض الآخر منها  كمأوى للأُسر المشردة والنازحة هي أحد الأسباب الرئيسة لعدم تمكن أطفال كثيرين من الذهاب إلى هذه المدارس. وأوضح التقرير أنه في سورية والعراق واليمن وليبيا، يوجد 8850 مدرسة لا يمكن استخدامها للتعليم، مضيفا أن الخوف دفع آلاف المعلمين في أرجاء المنطقة إلى التخلي عن وظائفهم وهو ما يمنع أيضا الآباء من إرسال أطفالهم إلى المدارس.

ويؤكد عبد الكريم “خسرت سنتين من تعليمي، فلولا هذه الظروف لكنت الآن في الصف الثاني المتوسط، والآن أنا في مدرسة المخيم في الصف السادس الابتدائي. عانيت كثيرا حيث التحقت في النصف الثاني من السنة بالمدرسة وأكملت في مادتين، كما أن المدرسة ليست جيدة فالفوضى تعم الدرس والطلبة يتمردون ويصرخون طوال الوقت والمعلم لا يسيطر عليهم، إضافة إلى قلة عدد المعلمين”.

عبد الكريم ليس الوحيد الذي خسر سنتين من دراسته، فغالبية الاطفال النازحين خسروا سنتين من دراستهم، بينما يهدد الفقر والعوز وظروف العيش الصعبة داخل المخيم مرة أخرى تعليم هؤلاء الأطفال الذين يضطرون إلى الخروج من المدرسة والعمل لإعالة العائلة.

يقول أوس إلياس خضر، 17 عاما، من مدينة الموصل، لموقع (إرفع صوتك) “أنا أيضا خسرت سنتين من الدراسة بسبب داعش، حُرمت من الدراسة ومن أصدقائنا وأقاربنا خسرنا كل شيء، الآن أنا في صف الثالث المتوسط”.

ويمضي بالقول “عندما أتينا الى مخيم لم ندرس لأكثر من سنة ونصف لحين إفتتاح هذه المدرسة، مدرسة الرافدين للبنين، لكنها ليست بجودة مدرستي في الموصل. أتمنى أن تحرر مناطقنا وأن نعود لها وأرى أصدقائي وأقاربي مرة أخرى”.

ويضيف أوس والدموع تنهمر من عينيه “بحسب الأخبار التي تصلنا فإن قسما من الأصدقاء الذين بقوا في الموصل قتلوا من قبل التنظيم، وقسم آخر يعانون من المرض والجوع والفقر، لأن داعش حرمهم من كل شيء”.

*الصورة: عائلات هربت من أماكن القتال في الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

بقلم إلسي مِلكونيان: “رفضوا استقبالي للدراسة فيها، وبرروا عدم استقبالهم لي بقولهم: كي لا يسوء...المزيد

حلقة يوم الأربعاء، 24  آب/أغسطس: بعد إنجابهم للعديد من الأطفال في العراق. كيف يجب على...المزيد

 حلقة يوم الثلاثاء، 23 آب/أغسطس: التعليم بوابة المستقبل… ما هو واقع وتحديات الدراسة والتعليم في...المزيد

متابعة حسن عبّاس: أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الإثنين، 22 آب/أغسطس، أن الحدود...المزيد

متابعة علي قيس: يسود الهدوء حاليا قطاع غزة بعد سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: يقلّل عماد طارق، وهو طالب في مرحلة الرابع إعدادي، من شأن...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل