المحتوى الرئيسى

"سعد زغلول" زعيم الأمة حيًا وميتًا.. قاد ثورة 19 في وجه الاحتلال البريطاني.. وتخلى عن رئاسة الحكومة بسبب السودان.. وترك وصيته للمصريين: "مفيش فايدة"

08/23 15:23

قائدًا للثورة وزعيمًا للأمة.. هكذا عاش الزعيم المصري سعد زغلول، قائد ثورة 1919، الذي قضى سنوات عمره في محراب الدفاع عن القضية المصرية وحقها في الاستقلال، وفي السطور التالية تستعرض "الدستور" أبرز المحطات السياسية في حياة زعيم الأمة الذي تحل ذكرى وفاته اليوم.

في قرية إبيانة بمحافظة كفر الشيخ، ولد الزعيم المصري سعد باشا زغلول في يوليو عام 1858م، ونشأ يتيمًا قبل أن يتجاوز الخمس سنوات من عمره عقب وفاة والده رئيس مشيخة القرية، أما والدته فهي السيدة مريم بنت الشيخ عبده بركات أحد كبار الملاك، وخاله الذي كفله هو عبد الله بركات .

وتلقى سعد زغلول تعليمه في الكتاب، ثم التحق بالأزهر عام 1873م، وتتلمذ على يد السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وعمل سعد في "الوقائع المصرية" إذ كان ينقد أحكام المجالس الملغاة ويلخصها ويعقب عليها، إلى أن اشتغل بالمحاماة.

وفي عام 1883م، قبض عليه بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ "جمعية الأنتقام"، وقضى ثلاثة أشهر في السجن خرج بعدها ليعود إلى المحاماة من جديد، إذ تم تعيينه وكيلًا للنيابة، وتدرج سعد في منصبه إلى أن صار رئيسًا للنيابة، حصل بعدها على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م، ثم حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.

وشارك سعد زغلول في الثورة العرابية وحرر مقالات ضد الاستعمار الانجليزي، حض فيها على الثورة، ودعا للتصدي لسلطة الخديوي توفيق التي كانت منحازة إلى الانجليز وعليه فقد وظيفته.

وبدأ زغلول عمله في مجال السياسة، بانضمامه إلى الجناح السياسى لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاءها عام 1907م، ودافع سعد عن كتاب قاسم أمين في ذلك الوقت بعنوان "تحرير المرأة"، وفي عام 1906 تم تعيينه ناظرًا للمعارف، ثم عُيِن ناظرًا للحقانية في عام 1910م.

وأصبح سعد نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، وفاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية، وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة "جماعة الوفد" فيما بعد، وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية البريطانية.

وتزوج سعد، من السيدة صفية زغلول عام 1895م، ابنة مصطفى فهمي باشا، الذي كان وزيرًا في مجلس الوزراء المصري، ورئيسًا لوزراء مصر مرتين، واشتهرت زوجته بثورتها النسائية ونشاطها السياسي.

وفي عام 1918م، خطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية ضد الاحتلال الانجليزي، وضم الوفد كل من؛ سعد زغلول، وعبد العزيز فهمي، وعلي شعراوي، وغيرهم، وقاموا بجمع توقيعات من أصحاب الشأن، وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية.

وفي 8 مارس 1919م، اعتقل سعد زغلول وتم نفيه إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط مع مجموعة من رفاقه، وهو ما أثارغضب المصريين وكان بمثابة الشرارة الأولى لإندلاع ثورة 1919، التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول.

واضطرت إنجلترا إلي عزل الحاكم البريطاني، والإفراج عن سعد زغلول وزملاؤه، ليشاركوا بعدها في مؤتمر الصلح بباريس بعد أن سمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إليه لعرض قضية استقلال مصر، إلا أن أعضاء المؤتمر، لم يستجبوا لمطالب الوفد المصري.

وعاد المصريون إلي الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول، ونفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالًا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مره أخرى.

وعقب عودته من المنفى، قام سعد زغلول بتأسيس حزب الوفد المصري، الذي نجح باكتساح في الانتخابات البرلمانية عام 1923م، وتولي رئاسة الوزراء في العام نفسه، واستمر حتي عام 1924م، إلى أن تم اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان.

واتخذت سلطات الاحتلال البريطاني من ذلك الحادث ذريعة للضغط علي الحكومة المصرية، فوجه اللورد "اللنبي" إنذارًا لوزارة سعد زغلول طالبه فيه بتقديم اعتذارًا من جانب الحكومة المصرية عن هذه الجريمة، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة والعقاب، كذلك تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استرليني للحكومة البريطانية.

وطالبت انجلترا سعد زغلول بسحب القوات المصرية من السودان، وزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنًا فيها، ووافق سعد زغلول علي النقاط الثلاثة الأولي، لكنه رفض الرابعة، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، وهو ما دفع سعد زغلول إلى التقدم باستقالته.

واجتمع نواب البرلمان خارج المجلس وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء، فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، فقرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتي لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

وفي 24 نوفمبر عام 1924م، تم قبول استقالتة سعد زغلول، وخاض صراعًا مع الملك فؤاد، وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعًا عن الدستور، وتوج كفاح زعيم الأمة بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام ١٩٢٧م وانتخب سعد رئسيا لمجلس النواب حتي وفاته عام 1927م.

وفي مثل هذا اليوم عام 1927م، توفي سعد زغلول ودفن في ضريحه المعروف ببيت الأمة الذي شيد عام 1931م ليدفن فيه زعيم أمة وقائد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919).

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل