المحتوى الرئيسى

أخذوهم عضم... ورموهم لحم! | المصري اليوم

08/22 21:56

بسم الله ما شاء الله.. بارك الله فيكم وزادكم من نعيمه- لا أكاد أضع أحدكم فى الميزان حتى أرى كفته «تطب» راجحة!! تسألونى أى ميزان؟

ميزان «القبانى»، فهو الميزان الوحيد الذى أعتقد أن كفتكم فيه راجحة هاوية.. يا أهل الفن.. يا أهل «المفتقة».. يا أهل الشحم واللحم.. ماذا تأكلون؟ وكيف تربون جثثكم؟

عينى عليكم باردة.. لو كان الفن بالوزن لكنا أكثر أهل الأرض فناً.. ولرفعت «جثث» أهل الفن عندنا رأس مصر عالياً بين غيرنا من الأمم «المسلوعة».. «المقفعة»!!

هل رأيتم فتى مصر الأول فى فيلم «فاطمة»؟

هل رأيتم لُغد فتى مصر الأول وكرش فتى مصر الأول؟ هل رأيتم كيف حاول المخرج أن يستغل مواهب الفتى الأول ويبرز كامن السحر فيه فأظهره بقميص وبنطلون حتى لا يحرم الجمهور من أن يحس بنعمة الله على جثة الفتى الأول؟

وهل رأيتم المطربة بطلة فيلم «ليت الشباب»؟.. هل رأيتم كيف أخطأ المخرج فلم يستغل البطلة ليفصل من جسدها ثلاث بطلات؟

لقد سمعت أنهم قالوا للفتى الأول إنت سمنت.. فقال وإيه يعنى بس بقيت غنى؟!

هذا استهتار.. ويجب أن يوضع حد لوزن البطل والبطلة.. وأن يزنوهم قبل أن يبدأوا التمثيل، كما توزن الخيل قبل السباق.. وبذلك نعزل أهل الفن عن أهل «المفتقة»!!

الذى كتب هذا المقال القصير اللاذع هو الأديب الكبير فارس الرومانسية «يوسف السباعى»، و«القبانى» لمن لا يعرفه هو ميزان كان- ولايزال- يستخدم فى وزن الأحمال الثقيلة، مثل اللحوم والبطاطا، وزكائب الحديد، أما الذى كان يتناول «السباعى» كرشه فهو بالطبع «أنور وجدى» والمطربة بطلة «ليت الشباب»، التى قال عنها إنها تفصل ثلاث بطلات، فإنها رجاء عبده التى اشتهرت لها أغنية «البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلى».. لم يقل أحد إن يوسف السباعى يشتم الفنانين وإنه يحمل فى يده سكيناً بدلاً من القلم، مثلما يتردد هذه الأيام عن كل من يقول رأياً سلبياً فى عمل فنى أو فنان.

رغم أن «يوسف السباعى» تناول أوزان الفنانين وليس أداءهم فأنا أعتبر أن ما كتبه لا يخرج عن قواعد النقد.. وذلك لأن الفنان عندما يقف أمام الكاميرا مؤدياً شخصية درامية يصبح وزنه فى هذه الحالة جزءا من الحالة الإبداعية، التى يقيم الناقد مدى ملاءمتها للدور!!

المقال عمره يقترب من 70 عاماً، طبعا أعيد نشره مجددا بسبب زلزال أوزان مذيعات ماسبيرو، والتى صار يضرب بهن المثل فى أنحاء المعمورة لقدرة أجسادهن على تحويل كل السكريات والنشويات والبقوليات إلى شحم ولحم وخلافه، تتراكم هنا وهناك وتنضح بها الشاشة وتهدد أيضا المشاهدين بالويل والثبور وعظائم الأمور.

أنا أعلم بالطبع أن مأزق ماسبيرو الحقيقى ليس فى أوزان مذيعاته، إنه فقط رأس جبل الجليد البارز، والغريب أن صفاء حجازى، رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، تبدد وقتها وجهدها فقط فى رأس جبل الثلج وتتناسى الجبل، من المؤكد أنك لو بحثت عن العمق ستكتشف أن أغلب مذيعات ماسبيرو هن أبناء الواسطة، بل إن القناة الثالثة من بين أهم أسباب إنشائها، منتصف ثمانينيات القرن الماضى، أن القناتين الأولى والثانية لم تعدا قادرتين على استيعاب الوسايط المتعددة التى كانت تنهال على قيادات ماسبيرو، وخاصة صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، من خلال عدد من أعضاء مجلس الشعب، الذين كانوا يحددون مطالبهم بتعيين بناتهم وذويهم فى التليفزيون طبعا قبل بداية عصر الفضائيات.

القضية تحمل نوعا من الازدراء ولا شك للمرأة، عندما يُصبح وزنها ع المحك، وهكذا غضب الكثير من الجمعيات النسائية بسبب التقييم بالكيلو جرام، المشكلة الكُبرى أن ماسبيرو أصبح فاقدا المصداقية، لو اشترى ملكات الجمال وأجسادهن ع ((الفرازة)) ووضعهن على الشاشة فلن يتغير الموقف ولن يستطعن تحويل ((البلوظة إلى وظوظة))، عندما تتابع ما يجرى فى القنوات الخاصة والعربية لن تجد أبدا من يلوح للمذيعة بكارت أحمر لو زاد وزنها، لأن كل مذيعة تدرك أنها لو لم تحافظ على نفسها فكريا وجسديا فهى عرضة للإزاحة، التليفزيون يحتاج إلى إعادة لتقييم مذيعاته فى الأداء، ولأنه لا يملك القدرة ولا الجرأة على فعل ذلك فلقد بدأ بأسهل الأشياء، وهو أن يضع الميزان أمام باب الاستوديو.

هل حقيقة أن الجمهور يفضل النحيفات؟ لا أتصور أن المزاج النفسى للجمهور واحدا، بدليل النجاح الذى تحققه حاليا السمينة شيماء سيف فى برنامجها التليفزيونى ((نفسنة))، هناك تباين فى المشارب، وكل حبة ولها كيال، ويظل الحضور الشخصى فى النهاية هو الذى يَجُب كل هذه التفاصيل، لو طبقنا معايير الوزن الصارمة على أشهر مذيعة حاليا أوبرا وينفرى لرسبت بالثُلث فى الالتحاق بالتليفزيون المصرى.

مذيعة الدولة لدينا صارت مثل البضائع التى تباع فى الجمعيات الاستهلاكية، ثمنها طبعا أرخص، ولكن بلا اهتمام ولا تغليف ولا دعاية، حتى رئيس الجمهورية السيسى يفضل أن يجرى لقاءاته مع مذيعى الفضائيات الخاصة. مذيعو ماسبيرو لايزالون يطبقون قانون الهواية ولا ينطبق عليهم قانون الاحتراف، هذا النظام الذى يفرض على مذيع الفضائيات أن يُدرك جيدا أنه سيصبح خارج الزمن لو لم يجدد نفسه، وأن هناك بديلا ينتظر على الخط، مذيع الدولة يثق تماما أنه سيكمل الطريق حتى يصل لسن المعاش، ولن يستطع أحد إزاحته، فهو متواجد بحكم الدرجة الوظيفية والأقدمية، لا يهم أين هو موقعه من الجمهور، وهكذا اختفى التنافس تماما، وعلى مدى 40 عاما كثيرا ما كان يتم التلويح بالميزان أحيانا والسن أحيانا، وفى توقيت ما حددوا العمر الزمنى لمذيعة الربط بألا يتجاوز 45 عاما، ولكن تكتشف أن قانون ماسبيرو كالعادة ((فيه زينب)).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل