المحتوى الرئيسى

أشرف نهاد يكتب: الاعتراف بالمشكلة جزء من الحل | ساسة بوست

08/22 21:29

منذ 10 دقائق، 22 أغسطس,2016

دائمًا ما كان الاعتراف بالمشكلة خطوة جيدة وصحيحة نحو حل لتلك المشكلة، ولكننا الآن في زمن: الاعتراف بالمشكلة طريق نحو الانتقاد، فتجد الكثير ينتقدون لدرجة قد لا تتصورها.

مشكلتنا نحن في الدول الإسلامية أننا نسعى إلى الانتقاد في كل كبيرة وصغيرة، ولا نسعى إلى البحث عن حلول تغير من واقعنا الكثير، فعلى سبيل المثال نحن في دول إسلامية نعاني من موجة تشدد ديني في بعض الأحيان، تؤدي إلى إزهاق أرواح أبرياء، كلهم يدينون ويستنكرون وحتى ينتقدون ولكن لا يبحثون عن جذور المشكلة لمعالجتها.

انتقدنا وسائل الإعلام الغربية في التعامل مع الهجمات المسلحة، فإذا كان مسلمًا يوصف بالإرهابي، وإذا كان غير مسلم فهو مضطرب عقلي ومكتئب، نعم لديهم ازدواجية في التعامل، وربما تجدهم منافقين، ولكن ما موقفنا نحن إذا ما سمعنا الخبر، نسعى إلى أن نستنكر وندين ونبرئ الإسلام من هكذا أفعال، وربما يخرج من عندنا تصريح ناري أنها مؤامرة ضد المسلمين؛ لتشويه سمعة هذا الدين الحنيف، نعم قد تكون مؤامرة ضد هذا الدين، وقد لا تكون. وإن صح القول وكانت مؤامرة فمن هم وقود تلك المؤامرة، مؤكد نحن.

نحن وقود تلك المؤامرات التي تجري ضدنا، ونحن سبب الذي يحدث باسم الإسلام والمسلمين، لو اعترفنا وصارحنا أنفسنا لما حدث لنا ما حدث.

لماذا نحن المشكلة وهم الحل؟ الشعوب الحرة والقوية لا يستطيع أحد أن يجعلها جنديًا يضحى به في أي لعبة. خذ مثالًا على ذلك الشعب الياباني، نعم ليسوا مسلمين، لكنهم دولة صناعية وتعتبر تهديدًا لكل دول العالم، وهم أصحاب مبادئ وأخلاق عالية لن تنجح أي مؤامرة عليهم سبب كونهم شعبًا واعيًا ومثقفًا، كذلك تركيا في وقت قريب عانت من انقلاب عسكري دولي إذا صح التعبير، اجتمع العالم على تركيا، ولكن إرادة الشعب التركي ووعيه الثقافي وقفت بوجه المتآمرين.

وعي الشعوب يزرعه القادة وعلماء الدين ومشايخه، ونحن نعاني من شرخ كبير بين علماء الدين، ومشايخ الكرم، وشعوبهم، فعلى سبيل المثال افتح التلفاز وشاهد أي قناة دينية، سوف تجد عالم دين كبيرًا يتحدث عن الزهد في دنيا، وأنه يجب ترك الدنيا وملذاتها، ثم ينتهي البرنامج ويخرج العالم من الأستوديو ليركب سيارته الفاخرة، ليذهب إلى بيته الذي لا يشعر فيه بحر الصيف، ولا برودة الشتاء، وهو يدعو الناس إلى زهد. آخر يدعو الناس إلى الجاهد وقتال الكفار، ويغار على دين لدرجة قد تجعلك تقتل جارك الذي لا يذهب إلى المسجد ليصلي معك، بعدها بدقائق يتصل به ابنه الذي يدرس في بريطانيا ليسأله عن حاله وأحواله، وآخر يدعو الناس إلى عدم الخروج على الحاكم الظالم، وهو ينسى الآلاف الذين قتلهم وشردهم هذا الحاكم الظالم.

هناك فجوة كبيرة بين من يجب عليه أن يقود الشعوب ويزيد من وعيهم، وبين الشعوب التي تعاني من الفقر والجهل والحرمان، أول خطوة نحو إصلاح وتبرئة الإسلام من كل تهمة، هو نزول علماء الدين إلى مستوى الشعوب، يعني ذلك بدل أن يكون البرنامج ذا 30 حلقة كلها عن الجنة والنار، اجعله كلها عن توعية الشعوب، عن الديمقراطية والحرية وما لها وما عليها من واجبات، كان واجب عليهم أن يكونوا كالإمام أحمد بن حبل حينما ينصح الناس بزهد، كان هو أزهدهم، والشافعي حينما نصح الناس بالجاهد، ذهب إلى فلسطين يجاهد ضد الحملة الصليبية.

متى ما نزل علماء الدين ومشايخ الكرم والحاكم إلى مستوى شعوبهم، سوف تزدهر تلك الشعوب وتصبح كيانًا يصعب تحديد مستقبلهم بمؤامرة دولية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل