المحتوى الرئيسى

البعثة الأوليمبية عكس الاتجاه

08/22 21:12

والآن ماذا عن البعثة المصرية.. ماذا عن فلسفة مشاركة مصر فى الألعاب الأوليمبية؟

أبدأ برجاء يسير عكس التيار وعكس الاتجاه. وهو تكريم رئيس الجمهورية للفائزين بميداليات فى ريو دى جانيرو ومعهم السباحون والرماة، والذين حققوا مراكز متقدمة، فالمركز 11 فى 1500 متر حرة على 48 سباحا عالميا، يعد مقبولا قياسا بصعوبة اللعبة. وكذلك المركز الخامس فى الرماية.. فهذا التكريم للميداليات ولأفضل النتائج يعكس فلسفة مصر فى المشاركة الأوليمبية وماذا يعنى التمثيل المشرف.. والفارق بينه وبين التمثيل الهزلى.. وأعلم أن البعض سوف يرفض هذا التكريم. وربما هؤلاء معذورون فهم لايعلمون بالمستويات العالمية؟!

إن الألعاب الأوليمبية قمة المستوى الرياضى. وقد وزعت فى الدورة 974 ميدالية، وبالتالى لم يفز 10314 رياضيا ورياضية بأى ميدالية. فيما لم تحصل 120 دولة على ميداليات، فهل كل هؤلاء الذين لم يحققوا ميداليات يستحقون العقاب والحساب؟

لست من الذين يفتشون عن الفشل والأخطاء كمن يفتش عن كنز لنشر الإحباط بأى وسيلة.. وقطعا هناك دول أخرى، أصغر، وأقل دخلا من مصر، ولا تملك تاريخها، وحققت ميداليات وقفزت فى ترتيب أعلى بجدول الميداليات. إلا أن التقييم لا يكون بهذا الشكل. فلابد من دراسة علمية وتحليلية للعبات التى حققنا فيها ميداليات وللعبات التى حققنا فيها مراكز متقدمة، وأذكر منها الرماية، والسباحة، لاسيما أحمد أكرم ومروان القماش. فى 1500 متر و400 متر حرة. وكان رقم أكرم الشخصى يكفل له التأهل للمركز السابع بدلا من الحادى عشر.

الجديد هو التنوع فى اللعبات فلم تعد الميداليات المصرية الأوليمبية قاصرة على رفع الأثقال والمصارعة، علما بأن ميداليتى سارة وإيهاب هما أول إنجاز لرفع الأثقال المصرية منذ عام 1948. ويتضمن التنوع فوز سارة وهداية فى التايكوندو بميداليتين وحصول هدهد على المركز الخامس فى الرماية. بينما لا جديد فى اللعبات الجماعية. نفس التذبذب، ونفس التأرجح. وحين فاز منتخب كرة اليد على السويد لم أعلق لأننى كنت أرى الهزيمة أمام بولندا قادمة. والأمر نفسه بالنسبة للكرة الطائرة. وتلك ظاهرة اجتماعية مهمة لم يدرسها أحد.. فنحن مجتمع يفتقد روح العمل الجماعى، بينما نجد إنجازاتنا الرياضية فردية، تستند على قدرات الفرد وإصراره، دون إنكار لدور بعض المؤسسات فى تنمية القدرة الفردية بالرعاية والتدريب كما الحال فى القاعدة الرياضية بالقوات المسلحة..

جمعت مصر فى تاريخها الأوليمبى 27 ميدالية، وجمع العرب كلهم حتى دورة ريو 108 ميداليات، بينما جمعت الولايات المتحدة منذ أثينا 1896 إلى ريو 2523 ميدالية.. وهناك نظام تعليمى رياضى فى أمريكا يفرز تلقائيا الأبطال. فهم جميعا من أبناء المدارس والجامعات. ولايصنع بطل بدون ملعب أولا. وبدون تدريب علمى ووسائل تكنولوجية ثانيا. تنمى من الموهبة والمهارات. ومن رابع المستحيلات أن نصنع الأبطال فى المدارس وإنما ببناء الأندية والمراكز الرياضة المتخصصة وتنوعها فى الاشتراكات الخاصة. ولكننا نستطيع أن نعلم التلاميذ أهمية الرياضة بكلام جديد بعيد عن قصة «العقل السليم فى الجسم السليم» (كفاية ضحك على النفس بلغة قديمة بالية)..

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل