المحتوى الرئيسى

محطات في حياة إمام الإصلاح محمد المراغي

08/22 20:40

لعب دورًا قويًا في الحياه الفكرية والدينية خلال النصف الأول من القرن العشرين، عُرف بكونه أحد عظماء وشيوخ الدين الإسلامي، ومُصلحًا اجتماعيًا كبيرًا ووطنيًا، فكان أول من دعا إلى إصلاح الأزهر ليكون منارة وقلعة للإسلام والمسلمين، كما دعا لإصلاح القضاء والتقريب بين المذاهب الإسلامية وطوائف المسلمين المختلفة.. هو الإمام محمد مصطفى المراغي أحد علماء المسلمين وشيخ الأزهر خلال عام 1928.

تحل اليوم الذكرى الـ 71 لوفاة الإمام المراغي، القيمة العلمية والدينية الكبيرة، الذي ساهم بأفكارة وأرائه في إثراء الحياه الدينية بمصر، بعدما كرس مهامه لخدمة الإصلاح والتجديد للدين الإسلامي، وتلقى "الوفد" في التقرير التالي الضوء على محطات في حياة الإمام "المراغي".

من قلب قرية المراغة بمحافظة سوهاج، ولد الشيخ محمد مصطفى المراغي عام 1881، وأتم حفظ القرآن الكريم مُبكرًا، والتحق بالأزهر الشريف، وتلقى العلم على يد كبار العلماء والمشايخ، كان منهم الإمام محمد عبده، الذي انتفع بدروسه في التاريخ والاجتماع والسياسة، وتوثقت صلته به، وسار على نهجه في الإصلاح والتجديد فيما بعد.

تخرج الإمام المراغي من الأزهر بعد حصوله على الشهادة عام 1904، في سن الثلاثة والعشرين، وكان ترتيبه الأول على زملائه، وعقب التخرج عمل قاضيًا في مدينة «دنقلة» بالسودان، بعدما اختاره الإمام محمد عبده لذلك المنصب، الذي استمر فيه لمدة ثلاث سنوات، حيث قدم استقالته منه بسبب خلافه المستمر مع الحاكم العسكري الإنجليزي للسودان.

 عاد لمصر يتدرج في مناصب القضاء حتى تولي رئاسة المحكمة الشرعية العليا عام 1923، وجاء عام 1928 محملًا بالخير للإمام الجليل، حيث تم تعيينه شيخًا للأزهر وهو في السابعة والأربعين من عمره، وكان معنيًا بإصلاح الأزهر، ولكنه لما وجد أن هناك عقبات كثيرة تحول بينه وبين ذلك استقال من منصبه في أكتوبر 1929.

 وخلال عام 1935 أعيد تعيين الشيخ المراغي شيخًا للأزهر مرة أخرى، بعد المظاهرات الكبيرة التي قام بها طلاب الأزهر وعلماؤه للمطالبة بعودته لتحقيق ما نادى به من إصلاح.

وظل الشيخ المراغي في منصبه شيخًا للأزهر لمدة عشر سنوات إلى أن توفي في 22 أغسطس 1945، وكان إصلاح القضاء على رأس أولوياته فأتبع أسلوبًا جديدًا مع المتقاضين، حيث كان يحاول أن يوفق بينهما دون اللجوء للتقاضي، وكان يرى أن القاضي يستمد أحكامه وقدراته من القرآن الكريم.

وعمل على نصرة الإسلام وتطوير وإصلاح الأزهر، لذلك شكل فور توليه مشيخة الأزهر لجانًا لإعادة النظر في قوانين الأزهر، ومناهج الدراسة فيه، كما قدم قانونًا لإصلاح وضع الأزهر للملك فؤاد الذي كان مشرفًا على شئون الأزهر آنذاك.

ودعا الإمام المراغي إلى ضرورة العمل على تحرير مناهج الأزهر من التقليد والتلقين في التدريس، والأخذ بالأساليب الحديثة، والتوسع في الاجتهاد، ودعا الطلاب إلى دراسة اللغات الأجنبية ليكونوا أكثر قدرة على نشر الإسلام والثقافة الإسلامية لغير المسلمين.

و شكل لجنة للفتوى داخل الجامع الأزهر تتكون من كبار العلماء تكون مهمتها الرد على الأسئلة الدينية التي تتلقاها من الأفراد والهيئات، كما شكل أكبر هيئة دينية في العالم الإسلامي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل