المحتوى الرئيسى

رحلة الحجاج لبيت الله الحرام.. «ينقصها ريال»

08/22 17:22

بجلسة أسرية جمعت الأب البالغ من العمر 58 عاما، وأبنائه الخمسة، أعلن نيته لحج بيت الله هذا العام، وتفاصيل تدبير الموارد المالية اللازمة لإتمام رحلة الحج، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بإجمالي 34 ألف و120 جنيها، للفائزين بالقرعة.

استكمل محمود ابن محافظة سوهاج الأوراق المطلوبة، واتبع الإجراءات المعلن عنها -في كتمان تام- حتى الإعلان عن نتيجة القرعة، والتي جاءت بما لا تشتهى السفن، برفض طلبه، ليتقدم بطلب آخر للحصول على فرصة حج عن طريق الجمعيات الأهلية.

فشلت محاولته الأخيرة، حتى بشّره ابنه بحصوله على «تأشيرة» حج خاصة، لتسبق دموعه كلمته متسائلا عن الإجراءات المطلوبة للإتمام عملية السفر، «حجز طيران – شيك مطوف – حجز شركة سياحة»، وفي ظل مجموعة من القواعد الصارمة لم يفقد الأمل في السفر.

خط ساخن من المكالمات اليومية فتحه الأب مع ابنه المتواجد بالقاهرة للانتهاء من إجراءات السفر وإطلاعه على التفاصيل، والتي كانت تنتهى يوميا بمقولة: «الإجراءات محتاجة ريالات ومش موجود غير في السوق السوداء»، بسبب الضوابط التي وضعتها البنوك لصرف العملات الأجنبية منها توافر «تأشيرة» سفر وحجز طيران، بالإضافة لتحديد مبلغ بسيط لا يكفي لإتمام الإجراءات المطلوبة.

مئات من الحجاج عانوا بسبب قواعد البنوك لصرف العملات الأجنبية، في الوقت الذي شنت فيه وزارة الداخلية عدد من الحملات على مكاتب الصرافة، بسبب ارتفاع سعر الدولار، ما أدى إلى إغلاق معظمهم.

يقف رجل خمسيني يبدو على لهجته وملابسه أنه من أبناء الصعيد، داخل صالة أحد البنوك بالقاهرة أثناء إنهاء إجراءات السفر. ينادي بصوت عالٍ: «ناقصني 100 ريال يا جماعة عشان أخلص الورق، مفيش حد يديهوملي بأي مبلغ، الحجة هتضيع مني»، ليخبره موظف البنك، أن تصرفه مرفوض وغير مقبول، في الوقت الذى رفض فيه الموظف توسلات المسافر لاستكمال الإجراءات بالجنيه المصري.

«يارايحين للنبي الغالي.. هنيالكم وعقبالي».. كلمات تغنت بها ليلى مراد في خمسينيات القرن الماضي، ورددتها الأستاذة وفاء منذ عودتها من أداء منسك العمرة هذا العام، أملا أن تكرر الزيارة كحاجة.

رغبة الأستاذة وفاء التي تمر بظروف صحية خاصة، لم تمنع ابنها الوحيد أحمد من السعي لتلبيتها، ليكلل سعيه بالحصول على «تأشيرتين» للحج هذا العام، يقول أحمد الذي بدا متعجلا في إنهاء إجراءات السفر، إن والدته لم تسعها الدنيا من الفرحة بالرغم من المشقة التي تواجهها، في الوقت الذي يجلس فيه بين أصدقائه في حيرة من أمره، كيف يجد الريالات اللازمة للسفر؟ خاصة وأن إجراءات السفر والإقامة بالمملكة العربية السعودية تحتاج إلى عملة الريال.

ويروي عوني الشاب الثلاثيني تفاصيل البحث عن عملة الريال بمكاتب الصرافة، التي باءت بالفشل، بسبب حالة الذعر لدى أصحاب مكاتب الصرافة والعاملين، عقب الحملات التي شنتها مباحث الأموال العامة، وأسفرت عن إغلاق 47 شركة صرافة وشطب البعض منها.

«إحنا بقينا بندور على الريالات زي اللي بيدور على إبرة في كوم قش» هكذا وصف محمد صاحب إحدى شركات السياحة الدينية معاناته هذا العام، مشيرا إلى أن سعر صرف الريال بالبنوك 2.36 جنيه، وبمكاتب الصرافة 3.20 جنيه، ولكن على اللوحة فقط دون تعامل فعلي.

وشرح محمد مخاطر التعامل مع تجار العملة في السوق السوداء، في الوقت الذى وصفة بـ«شر لا بد منه»، حتى يستطيع أن يلبي، احتياجات عملائه الراغبين في السفر.

ومن جانبه قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصاد، إن مصر تعاني من أزمة في العملات الأجنبية وليس الدولار والريال السعودي فقط، مشيرا إلى أن السبب في ذلك سياسات البنك المركزي الخاطئة.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل