المحتوى الرئيسى

انطلاق ماراثون زعامة «حزب العمال» البريطاني في أجواء مشحونة

08/22 17:14

يشهد حزب العمال البريطاني أجواء مشحونة وانقسامات كبيرة في صفوفه بسبب الخلافات القائمة حول زعامة الحزب، حيث انطلقت المعركة الانتخابية، إذ يبدأ أعضاء الحزب التصويت اعتباراً من اليوم الإثنين، لاختيار زعيم لحزبهم من بين مرشحين هما جيريمي كوربن، وأوين سميث.

وأمضى الحزب الرئيسي المعارض الغارق في أزمة عميقة منذ الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو، صيفاً سيئاً تبادل فيه المعسكران الهجمات أمام أعين المحافظين الذين كانوا يراقبون الوضع بهدوء.

ومع بدء التصويت بالمراسلة، أمام الناشطين حتى 21 سبتمبر لحسم الحرب على القيادة، وستعلن النتيجة بعد 3 أيام على هذا الموعد في مؤتمر استثنائي في ليفربول.

ويبقى كوربن الذي حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات سبتمبر 2015 التي حصل فيها على 59.5% من الأصوات، المرشح الأوفر حظاً لقيادة الحزب مقابل النائب عن ويلز أوين سميث، الصحفي السابق في شبكة "بي بي سي".

ويتمتع داعية السلام القيادي القديم في الجناح اليساري للحزب بدعم النقابات وغالبية الناشطين الذين ارتفع عددهم بشكل كبير في عهده وتجاوز عتبة النصف مليون.

إلا أن أكثر من ثلاثة أرباع نواب الحزب البالغ عددهم 230، لا يزالون يعارضونه، وغداة التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي قام 172 منهم بتوقيع مذكرة بحجب الثقة عن زعيمهم الذي يتهمونه بالتقصير في الدفاع عن بقاء المملكة المتحدة في الكتلة الأوروبية.

رئيس بلدية لندن يدعو لإسقاط كوربن

دعا رئيس بلدية لندن صادق خان، إلى إسقاط كوربن، قائلاً إن "جيريمي أثبت أنه غير قادر على كسب ثقة واحترام الشعب البريطاني، وشعبيته في أدنى مستوى تاريخي لزعيم للمعارضة"، مضيفاً "إذا بقي جيريمي زعيما، فسيكون احتمال فوز حزب العمال في الانتخابات التشريعية المقبلة ضئيلا"، مشيراً إلى أنه خسر دعم أكثر من 80% من النواب العماليين، وتابع بقوله: "لا يمكننا ببساطة الاستمرار بهذا الشكل".

وكغيره من المتمردين على كوربن، قال خان إن زعيم حزب العمال لم يدافع بقوة عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو، مضيفاً "لقد أخفق بالكامل في إظهار القدرات القيادية التي كنا بحاجة ماسة إليها؛ فكيف يمكن أن نتصور أن الأمر سيكون مختلفا خلال الانتخابات التشريعية؟".

وتابع صادق خان "لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بإضاعة مزيد من الوقت في الخلافات الداخلية، فيجب أن نركز جهودنا على كسب الانتخابات المقبلة واعتبر أن اوين سميث هو أفضل شخص لخوض هذه المعركة".

فيما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري في صحيفة "إيفنينج ستاندارد"، تيم بيل: "لا أرى بديلاً عن انشقاق في الحزب إذا فاز مرة ثانية".

وأصبحت الأجواء داخل حزب العمال مسمومة والمناظرات بين المرشحين جرت في مناخ متوتر جداً، وقال نواب إنهم تلقوا رسائل تتضمن شتائم أو عبارات ترهيب.

وألقي حجر من الآجر كسر زجاج نافذة المقر السياسي لأنجيلا إيجل التي كانت مرشحة للمنصب لفترة من قبل، بينما أرسلت صورة إلى برلمانية أخرى هي جيسي فيليبس، تبدو فيها وقد اخترقها سهم، قائلة إنه إذا لم يتم تغيير زعيم الحزب، فستغادره.

تصريحات أوين سميث حول "داعش" تثير الجدل

ويبدو أن الحزب على وشك الانفجار من الداخل لأن قوتين لا يمكن الجمع بينهما ظاهرياً، تتواجهان فيه. فمن جهة هناك البرلمانيون الذين لم يؤمنوا يوماً بأن الزعيم اليساري الراديكالي يمكن أن يفوز في انتخابات تشكل هدفًا أي حزب سياسي.

وفي الجهة الثانية هناك الناشطون ومعهم النقابات الذين يرون أنه الرجل الوحيد القادر على ممارسة قيادة سياسية يسارية حقيقية واستعادة دعم ملايين الناخبين المستائين في شمال إنجلترا معقله التقليدي.

أوين سميث خبير الترويج السابق غير المعروف خارج البرلمان، ينتمي هو نفسه إلى الجناح اليساري للحزب، وهو يعد بـ"ثورة اشتراكية" لكنه يقول إنها ستكون "براجماتية" وليس "صيغة رومانسية تطيح الرأسمالية وتعود إلى نيرفانا اشتراكية".

لكن يبدو أن هوة تفصله عن كوربن، وحتى محاولته استخدام الحجج السلمية لخصمه عندما قال إنه سيتحتم في وقت ما بدء محادثات مع جهاديي تنظيم "داعش"، حتى تتمكن من حل أزمات الشرق الأوسط ، لم تسمح بتحقيق أي تقارب بينهما، ورد جيريمي كوربن بوصفه بـ"المتسرع والمتهور".

و أثارت دعوة سميث أيضاً، جدلاً واسعاً في البلاد، إذ انتقد النائب عن حزب المحافظين "جوني ميرسر" دعوته قائلاً: "إنه أثبت عدم أهليته ليتولى القيادة"، وأضاف أن "اقتراح التفاوض مع داعش من شأنه أن يوقع في سوء فهم ويعرقل مواجهة التحدي الإرهابي الذي تطرحه، حتى إن كان التفاوض أمرا مرغوبا فيه لحل أيّ نزاع".

بينما خرج سميث بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته بتوضيح عبر المتحدث باسمه، قال فيه: "إنه يراهن إجراء أيّ حوار مع داعش بتخليه عن العنف والتوقف عن الأفعال الإرهابية كافة الذي يقوم بها" على حد قوله.

ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الأحد، أن مانحا يهوديا هاما لحزب العمال البريطاني، قارن بين داعمي رئيس الحزب "جيرمي كوربن" وبين جنود كتائب العاصفة "النازية"، حيث قال "مايكل فوستر"، الذي قدمت عائلته أكثر من 500 ألف دولار للحزب في الانتخابات الأخيرة، أن داعمي كوربن مثل "كتيبة العاصفة" النازية، واصفاً إياهم بمعاداة السامية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل