المحتوى الرئيسى

غزة تحت القصف.. حرب رابعة تلوح في الأفق

08/22 13:38

بقصف مدفعي وصاروخي على قطاع غزة المحاصر، بدأت تلوح في الأفق بوادر الحرب الرابعة في القطاع الذي يئن وجعًا من كثرة آلامه. ثلاثة حروب كانت كفيلة بأن تقضي على أجيال ولدوا تحت وطأة الحصار والفقر.

قصف غزة، وصف بالأعنف منذ فترة طويلة، خاصة وأنه منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، نشأت بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، آلية التناسب بين الفعل ورد الفعل، صاروخ من غزة يقابله آخر من "إسرائيل"، وهكذا كانت تسير الأمور..

لكن على غير عادته رد جيش الاحتلال الإسرائيلي، على سقوط قذيفة صاروخية واحدة من غزة، بنحو 70 غارة على القطاع المحاصر، في أول اختبار لسياسة قائد الجيش الجديد الأكثر تطرفاً، أفيغدور ليبرمان، والذي باعتدائه الأخير يبرهن عن تغيير وحشي وهمجي في معادلة الرد.

مقدمات الحرب الرابعة باتت متوافرة، بحسب مراقبون، وسائل الإعلام الموجهة للجمهور الإسرائيلي تتحدث عن احتمالية الحرب، إلى جانب حالة الطوارئ الوقائية والتي باتت حديث الشارع الإسرائيلي، فضلا عن دموية وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد ليبرمان، إلى جانب حالة الغليان التي يعيشها سكان القطاع بسبب تشديد الحصار والتصعيد العسكري الأخير على غزة.

قصف إسرائيل لمناطق بقطاع غزة

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، منتصف ليل أمس، غارات متفرقة، بالإضافة إلى قصف مدفعي من الآليات على مواقع عسكرية تتبع فصائل المقاومة. وأصيب في هذه الغارات، بحسب وزارة الصحة، فتى بشظايا في قدمه، وثلاثة أطفال بالهلع الشديد.

القصف الإسرائيلي جاء لأول مرة، بالطائرات الحربية "اف-35" في تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لكتائب القسام وأراضي زراعية في المنطقة الشمالية للقطاع.

وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال: إن "الجيش نفذ سلسلة من الهجمات على أهداف وبنى تحتية لحماس بقطاع غزة؛ وذلك رداً على الصاروخ الذي استهدف بلدة سديروت.

وأضاف الناطق العسكري، موتي الموز، أن جيشه "يعتبر حركة حماس مسؤولة عن أي اختراق للتهدئة من جانب القطاع، وأنها العنوان لأي رد، سنواصل الرد على الهجمات القادمة من القطاع، سعياً لعدم تعكير صفو الحياة الطبيعية لسكان مستوطنات الغلاف"، على حد قوله.

في السياق، قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع "أصيب مواطنان بجروح متوسطة جراء عدة غارات جوية شنها الاحتلال على شمال القطاع.

وأصيب اثنان آخران بجروح طفيفة أحدهما شاب يبلغ من العمر 20عاما بـ"شظايا في الوجه جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي منطقة شمال القطاع" وفق القدرة.

الدكتور عبد الكريم  كامل شبير خبير القانون الدولي ورئيس التجمع الفلسطيني المستقل قال، إن قصف الاحتلال لقطاع غزة ليس بالجديد، فقد حدث مرات عديدة من قبل، مضيفا: "الصهاينة يريدون إفشال أي عملية ديمقراطية، سواء بانتخابات محلية على الأبواب، أو تصالح للفصائل،لذلك يزداد وسيزداد التصعيد ضد الفلسطينيين، وبالتالي هذه أحد السيناريوهات التي يسعى لها المحتل.

الدكتور عبد الكريم شبير السياسي الفلسطيني

وأوضح شبير لـ"مصر العربية" أن عدم رد الطرف الفلسطيني، هو انشعاله بالعملية الانتخابية والتي يسعى المحتل لإفشالها، قائلا: "الاحتلال بقصف هذا يقول نحن هنا، نحن من نحكم، ولا شيء سيحدث إلا بموافقتنا"، لذلك ستعرضون قوتهم بقصف مناطق بقطاع غزة.

وعن استخدام الاحتلال للطائرات الـ" اف 35"، في قصف القطاع، أشار رئيس التجمع الفلسطيني المستقل إلى أن الاحتلال يجرب كل الأسلحة العادية والمحرمة والتي يتم استحضارها من الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الأول للصهاينة.

وتابع: "الاحتلال يرسل رسائل للشعب الفلسطيني، أولها: إثارة الرعب، وثانيها: أنه يقول نحن الأقوى والحاكم الفعلي، وثالثها: "أنه يريد معرفة نتائج أسلحته المحرمة، لافتا أن الشعب الفلسطيني لن تهيبه أسلحة المحتل، فنحن أصحاب الحق.

في حين، قال ضابط كبير في جيش الاحتلال اليوم الاثنين، إن الهجمات الجوية التي شنت على قطاع غزة أمس "رد غير اعتيادي مقارنة بكمية الأهداف التي كانت تقصف سابقًا".

وأضاف الضابط خلال لقاء مع الصحفيين:" إن قصف قطاع غزة أمس هو جزء من نمط الرد الثابت حسب أوامر وخطط الجيش، و ما حدث هو رد غير اعتيادي مقارنة بكمية الأهداف، بالأمس تم خرق السيادة وتقرر الرد مثلما نجيد الرد بما فيه ضد أهداف هامة، خلال الهجمات تم تضافر ودمج الكثير جدا من القدرات ونعلم تقارير حماس". مؤكدا أنه لم يتضح لنا بعد نتائج الهجوم.

وأشار إلى أن تقديرات الجيش هي أن الطرف الآخر لن يجر المنطقة إلى تصعيد ولا يعلم الجيش بعد من الذي أطلق صاروخ أمس تجاه سديروت. وفي الأثناء سيبذل الجيش قصارى جهوده لإعادة المسار الإنساني إلى وضعه الطبيعي.

وزعم أنه لا توجد لدى "إسرائيل" أي نية للتصعيد وإنما نية للحفاظ على الردع الذي تحقق في الحرب الأخيرة على غزة على حد زعمه.

وواصل حديثه "نحن لا نستخف بالصاروخ الذي أطلق وسقط داخل إحدى المستوطنات منتصف أغسطس ليس من الصواب ترك حماس أن تفعل ما تشاء ومن ثم تلقي بالمسئولية على هذه التنظيمات أو تلك".

وأضاف "هجمات أمس تمت بالأساس من قبل طائرات سلاح الجو وجهزت مسبقا كجزء من بنك الأهداف التي يجمعها الجيش منذ انتهاء عملية الجرف الصامد".

ويقول الضابط الكبير: "لدينا نية بمعالجة جميع البنى والأهداف للتنظيمات في القطاع، فقد هاجمنا عشرات الأهداف وبالتأكيد هذا رد غير اعتيادي". وفقا لفلسطين اليوم.

وتابع "في قطاع غزة ذهلوا من الرد الإسرائيلي وبدلا من الرد بإطلاق النار ردوا بتقارير تحدثت أن إسرائيل استخدمت طائرات F-35 وهي تقارير غير صحيحة. وهنا أوضح الضابط الكبير (لم نهاجم بطائرات F-35 مثلما قيل في قطاع غزة).

سامي أبو زهري القيادي بحماس

من جهته، حمل سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن حماس إسرائيل مسؤولية التصعيد في قطاع غزة وتشدد على أن عدوانها لن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإملاء شروط على المقاومة.

يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في لقائه الأول مع القيادة المركزية للجيش، أكد أن "الحرب على قطاع غزة ليس منها أي مفرّ، إلا أن إسرائيل لن تستعجل لاندلاعها"، وأضاف في تصريح مثير للاهتمام أن الاحتلال سيعمل على إسقاط نظام حماس في غزة، وسيمنح دفّة القيادة لجهة أخرى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل