"كابوسُ أينشتاين" مسرحية جديدة لكمال العيادي

صدر حديثًا عن دار سما للنشر مسرحية "كابوسُ أينشتاين" تأليف كمال العيادي.

"الذكاء هو تمامًا كالنور. هو هِبة من الله ونعيم. وقد يُجنّبنا الأخطار ويلطف مِزاج الحياة كثيرًا، لكنّ المبالغة فيه قد تُعمي وتغشّي الأبصار وينقلب السّحر حينها على الساحر، وعندئذٍ سيغيب الفرق بين اللّبّ والقشور، وينقلب الذّكاء إلى وبال، وتصبح العبقريّة لعنة وشقاء، وخسران لا عزاء معه. كان خطأ فادحًا يا جودل. كان خطأ لا يغتفر. وكدت أكون السبب في خراب هذا التقدير الربّاني البديع لتسيير الكون بمنطق وحكمة. لقد كدت أساهم في أن ألعب دور الله يا جودل. بل لقد لعبت دور الله فعلاً، وعبدني البشر. رأيت ذلك بنفسي يا جودل, ولم يكن حلمًا أو كابوسًا. كانت حقيقة بشعة. أنت لا تفهم شيئًا يا جودل. أنا أضيّع على البشريّة الانتفاع بدماغي الذي وهبني الله. دماغي، هذه الآلة الجبّارة التي أبدّد طاقتها في البحث عن حلول لمشاكل لن تحدث أبدًا, وليس مقدرًا لها أن تحدث. كلّ باحث أو عبقريّ يبحث عن إجابات مفيدة ونافعة لأسئلة قد تكون مربكة وقد تعيق حياته، وأنا الأحمق الغبي، بكلّ أنانيّة واستهتار, منغمس في البحث عن أسئلة جديدة لكنّها زائفة وستزيد همومنا وترهقنا أكثر. وليت الأمر وقف عند ذلك. أنا أزوّر وأتدخل في مشيئة الربّ وتقديره يا جودل. كنت أتصوّر أني أحقق مشيئة الربّ ولكن الحقيقة أنّي أحقق مشيئة الشيطان".