المحتوى الرئيسى

متخصص بالشؤون الأمريكية: لهذا انهارت أسهم ترامب.. وتدخل واشنطن بليبيا مظهري

08/22 09:05

انقلاب ناعم في السياسة الخارجية الأمريكية، تصالح مع عدوتها اللدودة منذ أكثر من ربع قرن وهي (إيران) وتقارب آخر مع خصمها الأزلي لأكثر من نصف قرن (روسيا)، مع تخلٍ عن حلفائها الخليجيين .. كل هذه التطورات خلفت علامات استفهام غير مفهومة.

"مصر العربية" التقت عاطف الغمري المتخصص في الشؤون الأمريكية للوقوف على إجابة لهذه بجانب تفسير لغز التدخل الأمريكي في ليبيا دون أوربا بخلاف الترتيبات السابقة، والحديث حول الانتخابات الأمريكية والأقرب للفوز.

هناك تحليلات تقول إن الكفة أصبحت في  صالح مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون وليس دونلاد ترامب هل تتفق مع ذلك؟

دعنا نتفق في البداية أن كل من دونلاد ترامب وهيلاري كلينتون لا يحظيان بشعبية كبيرة ولكن مقياس الانتخابات الأمريكية حاليا أصبح من فيهما أقل سوءا.

والدليل على ذلك  أن استطلاعات رأي أجريت في أمريكا حول " من تكره أكثر كلينتون أم ترامب" فجاءت النتيجة 58% لا يثقون في كلينتون، و68% يكرهون ترامب.

و بالفعل التيار العام بدأ يميل لصالح كلينتون ولكن منذ فترة وليس حديثا واستطلاعات الراي العام أكدت ذلك فنسبة القبول لها تزيد على ترامب ما يتراوح بين 8 -15 % .

ويرجع ذلك لحالة الانفلات في الأداء واستخدام الألفاظ والتعبيرات وتناول القضايا السياسية المتعددة بالنسبة لترامب التي خلقت قلقا حتى عند الناس الذين منحوه أصواتهم في البداية وجعلوهم يقفز على كل مرشحي الحزب الجمهوري، فبدأوا يتراجعون بشكل يصب في  صالح كلينتون.

ولماذا كانت أسهم المرشح ترامب مرتفعة في البداية؟

هناك كثيرون في أمريكا رافضون للسياسيين التقليديين ورأوا أنهم لم يلبوا مطالبهم وأن هناك حالة من السيطرة على القرار السياسي الأمريكي ليس من جانب الرأي العام ولكن من جماعات المصالح والضغط ومن هنا  حدث نفور تجاه السياسيين التقليدين، فكان هناك رغبة في الاستبدال والاستعانة بشخص اخر يسمونه "أوت سايدر" مثل ترامب من خارج المؤسسة السياسية ولكن التجربة لم تكن في صالحه وكثيرون رأوه لا يناسب منصب رئيس الجمهورية.

من جانب آخر المرحلة النهائية للتصويت يدخل بها حسابات العقل وهو ما حدث في الانتخابات الماضية، والتصويت لترامب كان نابعا من المشاعر وليس إعمال العقل.

البعض يرى أن أمريكا سلمت سوريا لروسيا، خاصة بعد إعلان روسيا إطلاق عمليات عسكرية مشتركة ضد أهدافا إرهابية في حلب حيث معقل المعارضة المناهضة لاستمرار بشار الأسد هل تتفق مع ذلك؟

لم تسلم أو تنسحب ولا يمكن لها الانسحاب، ولكنه تغيير تكتيكي فأمريكا لها مصالح في الشرق الأوسط وتريد الإبقاء عليها وسياسة طويلة المدى للهيمنة على المنطقة  بما مصر ليبيا والخليج وسوريا.

لكن ما حدث أن التدخل العسكري الروسي في سوريا أحرج أمريكا حقيقة وقلب المعادلة التي كانت أمريكا تنفرد فيها بالموقف السوري لأنه مر أكثر من سنة التحالف الذي تقوده أمريكا لم يستطع تحقيق الهدف المعلن وهو القضاء على داعش أو حتى إضعافه.

ولما دخلت روسيا بقواتها العسكرية وغاراتها وضعت أمريكا في أزمة وبدأت تفكر في نوع من التعاون مع روسيا من أجل إغلاق ملف داعش، وسهل ذلك أن مصلحة أمريكا الاستراتيجية وهي إسرائيل تقاربت مع روسيا مع تقديم ضمانات ألا يؤثر وجود روسيا في سوريا على إسرائيل على المدى البعيد أو يعرضها لمخاطر.

في النهاية هذا لا يعني أن أمريكا تنسحب هي تتعاون مع روسيا حتى يتاح لها فرصة للعودة والسيطرة على الأمور.

تقارب أمريكي إيراني بعد الاتفاق النووي يقابله حضور أمريكي غير مسبوق في مؤتمر المعارضة الإيرانية.. معادلة غير مفهومة للكثيرين.. فكيف تسير العلاقة بين أمريكا وإيران؟

هناك تغيير كبير في الموقف الأمريكي من إيران وحاولت منذ يوم الاتفاق ما بين أمريكا وايران فجدت واشنطن في التعاون مع إيران مصالح عديدة مثل الوضع في سوريا والعراق ولحل مشاكل لأمريكا في أفغانستان فبدأت تميل لإعادة التوازن في المنطقة ليس للميل تجاه إيران وحدها ولكن من خلال التوازن بين مصالحها بالخليج وإيران حتى شرعت أمريكا تتحدث بلهجة أن إيران لا تمثل خطرا للخليج.

وهذا خلق مخاوفا لدى دول الخليج ما دعا أوباما لدعوتهم لعدة مؤتمرات ولقاءات من أجل طمأنتهم ولكنه لم يلتزم بالوقوف معهم في التصدي لخطر إيران واكتفى مجرد الطمأنة.

إذا كانت أمريكا تقبل على إيران.. فلماذا كان الحضور الأمريكي الكبير في مؤتمر المعارضة الإيرانية؟

أمريكا لابد أن تتواجد في كل المناسبات وهذا لا يعني شيئا ولكن المهم الترتيبات التي تعدها واشنطن مع طهران، فمهما بلغت علاقة أمريكا بالمعارضة هذا لا يساوي شيئا في علاقتها بالنظام.

مثال على ذلك بعد 25 يناير كانت علاقة واشنطن قوية مع الإخوان ومع هذا أمريكا لم تقطع علاقتها مع قوى أخرى مختلفة عن الإخوان وهي لا تغير السياسة ولكن تحب أن يكون لها علاقات متنوعة مع مختلف الأطراف في أي مشهد فربما أي طرف هو من يسيطر فلا تخسره.

التوتر الأمريكي التركي عقب محاولة الانقلاب وحملة التطهير التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان.. هل يصل للخصام؟

لن يدخل في مرحلة الخصام لأن تركيا عضو في التحالف الأطلنطي والقاعدة هناك تستخدمها أمريكا وحلف الأطلنطي في شن هجمات ولكن هناك جرح كبير أصاب أروغان بعد الانقلاب نظرا لأن فتح الله كولن الذي يتهمه أردوغان بتورطه في الانقلاب موجود في أمريكا فطبيعي أن يتسبب في رد فعل حاد من جانب أردوغان وحينها حدث الاعتداء على سفينة مرمرة عندما اعتدت لعيها إسرائيل عندما وعندما لم يصل لشيء حسن العلاقات مع تل أبيب ولكن يحصل في عالم السياسة بها شيء سواء إعادة العلاقة وهذه التناقضات طبيعية في السياسة.

بالنسبة لروسيا كانت أخذت موقفا ضارا من قطع العلاقات الاقتصادية ووقف السياحة لتركيا وأثر ذلك على تركيا وحينما أيدت روسيا أردوغان برفض الانقلاب أدى بتركيا لمحاولة استعادة مصالحها الاقتصادية مع روسيا من أجل الاقتصاد.

وكيف تنظر للتدخل الأمريكي في ليبيا؟

التدخل الأمريكي مظهري وليس حقيقي لأنها لو أرادت  التدخل في ليبيا ضد الإرهاب لرفعت الحظر على تسليح الجيش الليبي أو تكون هناك عمليات جوية جدية مثل سوريا والعراق ضد تجمعات داعش الكبيرة في ليبيا وليس  مجرد مجموعة أفراد من القوات الخاصة تنفذ عمليات وليست قوة عسكرية حقيقية، وكل ما تفعله أمريكا لن يغير الموقف على الأرض.

لماذا لم تنتظر موقفا موحدا مع أوروبا خاصة وأنها ظلت طويلا تريد التدخل ومنعها اختلاف وجهات النظر مه فرنسا وإيطاليا؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل