المحتوى الرئيسى

الـ "سلويت".. حكاية فنٍ دعمه عبد الناصر قبل أن يتحول إلى ذكرى

08/21 22:47

فنان من طراز مختلف لا يفطن إلا لموهبته، مسكون بالخيال والصور، وذاكرة تزخر بالأجسام والوجوه والمناظر الذي أتقن رسمها وعاش في ظلها، يستمد منها زخم إبداعه في هدوء يليق بطبيعة فنه الهادئ وأحواله.

بأدوات بسيطة لا تتعدى مقصاً وورقة يستطيع فنان السلويت المصري محمد القاضي، أن يجذب الجميع بفنه الذي لا يتقنه الكثيرون، وربما لم يسمع عنه غالبيتهم ليقدم لنا شكلا نادراً من التصوير الذي تظهر فيه الأجسام سوداء محددة دون إظهار ملامحها والخلفية ملونة.

بدأ ابن محافظة الإسكندرية كمصمم طباعة، ما ساهم في تطوير فنه على السلويت في العشرينات من عمره بعد حضور معرضٍ للفنانة المصرية فتنة رشاد - رائدة فن السلويت في العالم العربي -، فقرر أن يستخدم المقص ويخوض التجربة ليجد نفسه خليفةً لها في المعارض، ويصبح بعد 40 عاماً أحد رواد السلويت في المنطقة العربية.

السلويت كلمة فرنسية الأصل تنسب إلى أحد الوزير الفرنسي تين دي سلويت، حيث يقال إنه أول من قام بقص مجموعة أشكال محددة بالورق الأسود ووضعها على خلفية بيضاء دون تحديد ملامحه، فعرف أنه نوع من الفنون يعتمد على استعمال اللون الأسود على خلفية بيضاء لإظهار الحدود الخارجية للرسم أو الصورة، ويطلق عليه أحيانا "التصوير التضادي" لأنه ينفذ بطريقة عكسية للإضاءة أو الرسم، وتطور هذا الأمر عند بعض الفنانين فأصبحوا يوضحون الملامح. صعوبة هذا الفن ساهمت في عدم انتشاره.

ظهر هذا الفن في مصر بمقص الفنانة المصرية فتنة مؤمن في العام 1960 وكان أول من اهتم بموهبتها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي دعاها لحضور لقاءات هامة لرسم الشخصيات البارزة.

رائد السلويت في الوطن العربي

يقول الفنان محمد القاضي، "أتقنت الرسم بالفحم وألوان، حتى علمت بوجود هذا الفن وشهدته في إحدى معارض الفنانة فتنة رشاد، فأسرعت إلى المنزل وحاولت استخدام المقص والرسم على الورق لأبدأ بوجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. عرضت الرسم على أسرتي دون علمهم بصاحب الوجه، ففوجئت أن جميع الحضور انتبه أنه وجه الراحل جمال عبد الناصر. شعرت أنني أملك تلك الموهبة، ثم بعد ذلك ذهبت لحضور معرض الفنانة فتنة مؤمن في الإسكندرية، وأخبرتها بتأثري بفنها وعند رؤيتها أعمالي، طلبت مني ترك كل أنواع الفنون والتركيز على السلويت".

وأردف فنان السلويت، أنه يستغرق في رسم الوجه 40 ثانيةً فقط بعد أن تقف الشخصية أمامه، مضيفاً أن هناك بعض تفاصيل الوجه التي يصعب رسمها "تجذبني لأنها تظهر قدرتي وتدعم ثقتي الشخصية بفني، مع المحافظة التامة على النسب. خاصةً أن هذا الفن ليس له منهج تعليمي إنما يعتمد فقط على الذكاء والقدرة على تركيب النسب، وقوة الملاحظة، مع التأكيد أن الأطفال هم الفئات العمرية التي يصعب رسمها، لأن عدم ضبط النسب يحول ملامح الطفل إلى رجل عجوز ولا يستطيع أحد تميز ظله".

القاضي قال إن هناك العديد من المواقف التي يصعب نسيانها، "فبعض الأشخاص أعتقد أنني أقوم بخدعة ما، ومنهم من أتى ليسألني إذا كان هناك سحر في المقص الذي استخدمه، والبعض الآخر أتى ليبحث في الورق الأسود معتقد بنسخي للصورة".

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل