المحتوى الرئيسى

محاميات الفيوم: المجتمع ذكوري لا يريد نجاح المرأة

08/21 19:58

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » محاميات الفيوم: المجتمع ذكوري لا يريد نجاح المرأة

عرف النصف الأول من القرن الماضى، بحقبة التحرر الوطني، وكان على المرأة المصرية خلال هذه الفترة أن تستغل كل الفرص المتاحة أمامها لكسر القيود الاجتماعية والثقافية والتى كانت تقف حائلا أمام طموحها ونيلها لحقوقها، ومن بين الفرص التى استغلتها العمل بمهنة المحاماة ، وكانت “نعيمة الأيوبى” التى تخرجت من كلية الحقوق فى عام 1931 ، أول محامية مصرية وعربية، ترتدى روب المحاماة، وأول امرأة قيدت بنقابة المحامين، وبعدها  فى عام 1938عملت  أيضا “مفيدة عبد الرحمن” بالمحاماة

وفى سياق التطور الاجتماعي فى تلك الفترة، جسدت السينما المصرية عملين سينمائيين  هما “الأفوكاتو مديحة” عام 1950 ، وفيلم ” الأستاذة فاطمة” عام 1952،عن عمل المرأة بمهنة المحاماة، والصعوبات التى تواجهها والتى تعلق أغلبها بمدى انفتاح المجتمع وتقبله لعمل المرأة وخاصة فى مهنة المحاماة

ولاد البلد ترصد ما تواجهه المحاميات بالفيوم، ويقف عائقا فى سبيل تقدمهن حيث يذهب معظم الموكلين لمكاتب محاماة يديرها محامون، لعدم الثقة في كفائتهن، ما يجعلهن أمام خيارين كلاهما صعب إما النزوح إلى القاهرة للبحث عن فرص عمل أفضل وتحقيق النجاح، أو إغلاق مكاتبهن والعمل فى مجال آخر.

تقول ليلى محمود، مقبلة على الجامعة،أنها ابتعدت تماماً وقت اختيار رغبات التنسيق عن اختياركلية الحقوق لأنها تعلم جيدأ أن مهنة المحاماة أصبحت فى الفيوم، مهنة للذكورفقط، وبحسب قولها “لا أقبل فى يوم من الأيام أن أسير بحافظة أوراق  القضايا خلف محام قد لايقل عنى كفاءة.

وتعتقدإيمان سيد سعد،المحاميه بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، أن المحاميات يواجهن موروثات ثقافية  متخلفة تمثل عقبة في طريق عملهن بمهنة المحاماة، خاصة فى الفيوم ، التى تتسم بطابع ثقافى ذكورى محافظ، وغالبا ما تواجه هذه العقبة في بداية اشتغالها بالمهنة، حيث ينظر للمحامية الشابة أنها تفتقر إلى الخبرة رغم أن الموكل يستعين بمحام فى نفس عمرها، وهذه النظرة دفعت بعض المحاميات إلى ترك المهنة أو التخصص فى قضايا الأحوال الشخصية .

وترى سعد، أن علي المحاميات أن يشتغلن فى مختلف تخصصات القانون سواء كان جنائى أو مدني، وإثبات جدارتهن وهو ما فعلته محاميات قررن تخطى هذه العقبات، وتبدلت نظرة المجتمع لهن وبات الموكلين يثقوا فى كفائتهن، لذلك على المرأة التى تخوض أى عمل ألا تستسلم لنظرة المجتمع الدونية لها، وأن تقدم آداء مهنى أفضل يجبر الجميع على الاعتراف بكفائتها.

وتوضح الدكتورة شيماء الشيمى،ناشطة اجتماعية وأمينة المرأة بحزب مستقبل وطن، هناك محاميات ذو كفاءة عالية ويثق فيهن الكثير، لكن المحاماة كأي مهنة أخرى تحتاج إلى تطوير الذات والإمكانيات.

وتضيف الشيمى، أن قيام معظم العاملات بأى مهنة بدورهن فى رعاية أسرهن يجعل أغلبهن لايعملن على تطوير ذواتهن ويهملن في عملهن، ورغم أننا فى مجتمع ذكورى إلا أنى أعتقد أن السبب بالأساس يعود لمدى ثقة المرأة فى قدراتها وكفائتها.

ليست مهنة المحاماه فقط، كثير من المهن يفضل المجتمع التعامل فيها مع الرجال دون النساء، هكذا ترى مارينا سليمان،أمين مساعد الحزب المصرى الديمقراطى، مضيفة أن مهنة المحاماة تحتاج إلى شبكة علاقات قوية، ومن الممكن أن تجد بعض المحاميات صعوبة فى ذلك.

وتشير سليمان، أن ثقافة المجتمع ووعيه بدور المرأة ستتغير إذا فرضت المرأة نفسها من خلال الكفاءة وامتلاك أدوات المهنة وخاصة فى مهنة المحاماة، وهو ما يفرض على الإعلام طرح النماذج الناجحة لعمل سيدات بالمحاماة، وتقترح سليمان، أن تعمل المحاميات الناجحات فى مجال حقوق الإنسان لأنها قضايا يكون لها صدى يمكن أن يغير النظرة الدونية لعمل المحاميات.

“الثقافة الذكورية فى الفيوم، لاتتحمل رؤية محامية ناجحة “بهذه العبارة تروى ياسمين حسام، محامية، ومن النماذج التى حققت نجاحا شهد بها الجميع رغم حداثة سنها، عن سبب نجاحها، تقول ياسمين، الفيوم قمعتنى لكنى كنت مصرة على النجاح، فأسست مكتبا للمحاماه، وتم محاربتى من مجتمع المحامين الذكورى، ما اضطرنى لفتح مكتب بالقاهرة.

وترى حسام، أن الموكل الذى لايثق فى المرأة التى تعمل بالمحاماة يعتقد أنها مثل زوجته فى المنزل “يقدر يمشى كلامه عليها” كما يعتقد أن المحاميات غير متفرغات للعمل.

لم أواجه متاعب فى بداية مزاولتى للمهنة لأنى قمت بالتدريب مع عمى بعد التخرج مباشرة، بعدها أنشئت مكتبى الخاص، وذاكرت المهنة بشكل جيد، وأصبحت من أول المحاميات التى تحضر أمام محكمة الجنيات بالفيوم، إضافة إلى التزامى بالقسم ومبادئ المحاماة والأمانة والصدق مع الموكلين الذين نجحت فى اكتساب ثقتهم.

وتكمل حسام، حققت نجاح فى مجال الدعاوى الجنائية فقدم بعض محاميو الفيوم شكاوى ضدى لمحكمة الجنايات لمنعى من الترافع أمامها بسبب صغر سنى، لكن المحكمة أصدرت قراراً خاصا بقبول حضورى أمامها لأنى كنت مترافعة جيدة، ولأنى عنيدة قررت خوض انتخابات النقابة فشنت ضدى حربا شعواء من محامين، وحاول أحدهم التحرش بى أثناء عملى حتى يكرهونى فى مزاولة المهنة لكنى واجهتم بالطرق القانونية، وتركت مكتبى مفتوحا بالفيوم، وفتحت مكتبا أخربالقاهرة، وحققت نجاح أكبروحافظت على اسمى ومهنتى.

ويرى محمد مصطفى البرغوثى،محام حكومى، أن المحاماه هى خط الدفاع الأول عن الحقوق والحريات، وتقتضى حنكة وجرأة والمحام الذكر يملك آليات لا تتوفر لدى المحامية، كما أن الجرائم المتعلقه بهتك العرض والاغتصاب والأفعال الفاضحة تذكر فيها أوصاف جنسية قد لايمكن للمحاميات التعرض لها.

ويضيف البرغوثى، أن مهنة المحاماة يتوقف عليها مصير الكثيرين ومن يعمل بها يجب أن يمتلك قدرات ذهنية ولغوية ومهارة فى الإقناع والإثبات بالحجج إضافة للثقة بالنفس، والمحاميات اللائى  تتوفر فيهن هذه الامكانيات ينجحن بشكل مبهر.

ويقول محمد عبد الغنى، محام، المشكلة ليست فى احتكار الذكور للمهنة، المشكلة تكمن فى العدد حيث أن أعداد المحاميات قليل جدا قياسا بعدد الذكو،  وهو ما يجعل عدد الموكلين لدى مكاتب المحامون الذكور أكبر، رغم وجود نماذج لمحاميات يعملن بحرفية عالية فى الدعاوى الجنائية والمدنية والأسرة والأحوال الشخصية.

ويوضح هشام الدش، نقيب المحامين، أن مهنة المحاماة تحتاج إلى صبر وحرفية وتجديد ودراسة كافية، وذلك يرجع لممارس المهنة إذا كان رجل أو سيدة. مشيرا إلى  وجود نماذج من المحاميات الناجحات أكثر من الذكور خاصة فى قضايا الشهر العقارى والأراضى و قضايا الأحوال الشخصية، ومركز “طامية ” يضم العديد منهن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل