المحتوى الرئيسى

«العالم العربي» يتأرجح بين الفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي.. «ترامب» الأفضل للمنطقة رغم «إتاوة» دول الخليج.. و«كلينتون» مصابة بـ«شيزوفرنيا»

08/21 16:58

- «ترامب» الأفضل لأنه صريح وسيبني علاقات رائعة مع العرب.. و«كلينتون» لن تحترم القادة العرب..وستهتم بجمع الأموال والنفط

- «سايكس بيكو» جديدة لتفتيت المنطقة.. وهدف أمريكا هو تفريغ خزائن الخليج

- 5 دول ستعاون الولايات المتحدة على شفط ثروات البلدان العربية.. والتقسيم المذهبي للخليج خطوة الأمريكان القادمة

يترقب العالم العربي نتيجة السباق الحالي في انتخابات الرئاسة الأمريكية بين كلًا من دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، ونظيرته هيلاري كلينتون، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، إذ ينقسم الشعب العربي ما بين منتظر لتغير محتمل في سياسة البيت الأبيض تجاه قضايا وملفات المنطقة، وأخر لا يجد أن تغير رأس أو وجهة البيت سيضفي بظلاله على أساسته أو حتى جدرانه.

واستحق ترامب لقب المرشح الأكثر إثارة للجدل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إذ ساهمت تصريحاته في تصاعد موجة "الإسلاموفوبيا" في واشنطن، واستغل كلماته العنصرية ضد العرب عامة، والمسلمين خاصةً، كوسيلة ترويجية لنفسه في سابق الانتخابات الرئاسية، بينما تصاعدت أصوات ضده، ترفض تلك التصريحات العنصرية التي يضعها في قاموس كلماته كلما طل ليلقي كلمة.

رجل الأعمال الأمريكي العجوز، صاحب الـ70 عامًا، يرفض شغل بلاده لمنصب "شرطي العالم"، ويعارض الاتفاقيات التجارية الدولية، ويستغل هذا الأمر جيدًا في ظل تنامي العمليات الإرهابي داخل واشنطن، وه ما دفع الجمهوريين إلى تأييده في آرائه، ومساندته في الانتخابات.

بدأ ترامب رحلة تصريحاته العنصرية ضد المسلمين والعرب منذ انطلاق حملة الدعاية لانتخابات الرئاسة الأمريكية في ديسمبر العام الماضي، إذ طالب بطرد المسلمين ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، خاصةً بعد تزايد الأعمال الإرهابية، كما قال في إحدى ندواته: "الإسلام يكرهنا".

- الحرب بريًا ضد "داعش"

واهتم ترامب في تصريحاته بالصراعات الدائرة داخل الدول العربية، بدأها بالحرب في سوريا، إذ أعرب عن إعجابه بما يقوم به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في دمشق، قائلًا إنه يعطي أولوية لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، ووقف المذابح في سوريا والعراق.

وأضاف ترامب أنه حال تنصيبه رئيس للولايات المتحدة الأمريكية فسيتم إعداد قوة عسكرية ضخمة، تشمل 43 نحو ألف جندي، لضرب تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، رغم أنه أعرب عن رفضه قرار حرب العراق الذي اتخذه الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، واستمرت أكثر من ثماني سنوات.

- "ناتو" عربي بدون لبنان

أما لبنان، فيقول مستشار ترامب، وليد فارس، اللبناني الأصل، إن دونالد مصمم على التعامل مع حزب الله كتنظيم إرهابي، بينما ستكون علاقته بالسعودية ودول الخليج ممتازة، وسيسعى لتكوين حلف عربي على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولكن دون اشراك لبنان.

- مقاطعة شراء النفط من السعودية

وعلى نقيد تلك التصريحات، هاجم ترامب المملكة العربية السعودية، خلال حواره مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قائلًا إنه سيتبع سياسة مقاطعة شراء النفط من الرياض ودول الخليج، حال رفضهم إرسال قوات برية لمحاربة "داعش" في سوريا والعراق.

وأشار إلى أن مقاطعة شراء النفط لن يكون الحل الوحيد، ولكن السعودية ودول الخليج ستقوم بدفع الأموال إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل محاربتها للجماعات الإرهابية التي تهدد المنطقة العربية بأكملها.

وقال المرشح الجمهوري لرئاسة أمريكا: "لا أعتقد أن الرياض تستطيع البقاء إذا لم تقم الولايات المتحدة بدورها في حمايتها".

- جمع "إتاوة" مقابل الحماية

وأضاف أن الولايات المتحدة ستقيم مناطق معسكرات أمنة للاجئين داخل سوريا، لوقف تدفق اللاجئين إليها، مقابل أن تدفع كافة دول الخليج، بما فيهم السعودية، مبالغ مالية لأمريكا، قائلًا نحن ندافع عن الجميع، وهم يريدون ذلك دون مقابل، هذه منطقتهم ويجب أن يدفعوا أمولا مقابل حمايتها"، وكأنه يتعامل بنظام الـ"إتاوة".

وهاجم ترامب دول الخليج قائلًا: "لا يملك الخليج سوى الأموال ولا يفعل بها شيء، ولا تنسوا أنها بدوننا ليس لها وجود، سأجعلها تدفع لنا هذه الأموال، لدينا دين عام يبلغ 19 تريليون دولار، ولن ندفع نحن هذا المبلغ".

وعاد ترامب ليحاول استرضاء أي دولة عربية، إذ قال إنه سيتعاون مع العاهل الأردني، عبدالله الثاني، من أجل الحرب ضد "داعش"، في رسالة ربما هي الأولى في سلسلة كلمات سيطلقها لطمأنة العرب حال فوزه برئاسة البيت الأبيض.

أما هيلاري كلينتون فهي تستند إلى الرؤية التقليدية للأمن القومي الأمريكي، تجاه دول العالم أجمع، والدول العربية والخليجية خاصة، خاصةً أنها شغلت منصب وزيرة الخارجية من قبل.

ومن المتعارف عليه أن مرشحة الحزب الديمقراطي، ذو الـ70 عامًا أيضًا، تتعامل برعونة مع المشكلات التي تخص الدول العربية، ولكن من المتوقع أن تخالف هيلاري السياسية المتبعة حاليًا مع دول الخليج، إذ أنها ستهدف إلى حماية المصالح التقليدية الأمريكية داخل المنطقة العربية، مقابل معاداتها لإيران، حسبما توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مقال تحليلي.

- حرب العراق كان خطأ

وفي أولى كلماتها عن الدول العربية، أعترفت كلينتون أن تصويتها في مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2002 لصالح إرسال قوات أمريكية إلى العراق، وشن الحرب كان خطأ، مشيرةً إلى أنها لم تكن الوحيدة التي أخطأت، ولكنها تتحمل مسئولية الدمار، حسبما أذاعت قناة "ABC" الأمريكية.

- سوريا بلا "بشار الأسد"

وفي خطوة لإثبات اهتمامها بالصراع داخل دمشق، إلتقت كلينتون بنشطاء سوريين داخل واشنطن، في بداية العام الحالي، وناقشت تطورات الأوضاع آنذاك، وناقشت خطة لإقامة مناطق حظر جوي، حال فوزها برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

ووعدت مرشحة الحزب الديمقراطي، المعارضة السورية بمساندتها، وعاهدتهم برسم مستقبل سوريا بلا بشار الأسد حال وصولها لكرسي الحكم بالبيت الأبيض.

- مواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط

وأكدت كلينتون، خلال كلمة لها في مجلس العلاقات الخارجية بمدينة نيويورك حول سياستها للأمن القوي ومحاربة داعش، أنه يجب مواجهة إيران ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط عن طريق التصدي للمجموعات الإرهابية التي تعمل بالوكالة لصالح التوسع الإيراني، مثل ما هو الحال في اليمن ولبنان وقطاع غزة.

وقالت كلينتون، في إحدى خطاباتها، إن سوريا هي أكبر إخفاقات الإدارة الأمريكية الحالية، ولكنها لم تعلن موقف محدد لها تجاه الحرب الدائرة هناك، وقالت إن التدخل الروسي في سوريا زاد الوضع سوءً، وإن موسكو تعاند واشنطن، وتساند الرئيس السوري، بشار الأسد، من أجل الاستمرار في الحكم واستعادة العديد من الأراضي التي فقدها.

- "شيزوفرينيا" الاعتذار عن الحرب والتهديد بها

ورغم اعترفها بخطأ الحرب في العراق، ناقضت كلينتون نفسها، ودعت إلى إرسال قوات أمريكية خاصة لمساندة وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، لأن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي غير كافية، مضيفةً أنه يجب إقامة مناطق آمنة على الحدود السورية التركية، حسبما نشرت وكالة "سكاي نيوز" البريطانية.

وأشارت إلى أن دائرة الحرب على الإرهاب يجب أن تتوسع لتشمل عدة مجموعات إرهابية كحزب الله وحماس، موضحةَ أنه يجب تعزيز التعاون مع الحلفاء العرب.

وتميل "كلينتون" مرشحة الحزب الديمقراطي، لسياسة أكثر تدخلا في شئون المنطقة، بينما يبدو نظيرها الجمهوري، ترامب، يملك رغبة في النعزال عن العالم، والتركيز في الداخل الأمريكي أكثر من أي وقت مضى.

واتفق الخبراء حول أن علاقات الولايات المتحدة تجاه الدول العربية والخليجية ستحتفظ بصورتها النمطية التي تعتمد على تحقيق المصالح، خاصةً المصلحة الأمريكية، بينما اختلفوا حول من الأفضل لمنطقة الشرق الأوسط من بين المرشحيين.

في هذا السياق، قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إنه لا فرق بين فوز الحزب الجمهوري أو الديمقراطي انتخابات الرئاسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن السياسية الدولية تعتمد على تحقيق المصلحة فقط، خاصةً أن واشنطن تسعى لتأمين نفسها ومصالحها أيًا كان الشخص المتواجد على رأس البيت الأبيض.

وتابع اللاوندي، في تصريحات لـ"الدستور"،: "ترامب وكلينتون كلامهما سيئ، ولكن يبقى دونالد هو الأفضل للدول العربية، خاصةً دول الخليج، نظرًا لأنه رجل أعمال يهدف طيلة حياته إلى تحقيق المنفعة، ويعتمد على الأسلوب الصريح، وتحقيق المصالح، وستكون سياسيته أوضح من منافسته الديمقراطية"، مؤكدًا أن المرشح الجمهوري سيقدر قاعدة "المصالح" في تعاملاته، بما يعود بالنفع على المواطن الأمريكي.

وأضاف أن ترامب ستغير حال فوزه برئاسة الولايا المتحدة الأمريكية، موضحًا أن تصريحاته الحالية ما هي إلا نوع من أنواع "البروباجندا" لإحداث حاله من الجدل، ومن ثم اكتساب المؤيدين.

وأشار اللاوندي إلى أنه حال فوز ترامب بالرئاسة، فسيعقد علاقات هامة للغاية مع الدول العربية، خاصةً دول الخليج، مضيفًا أن علاقة الشرق الأوسط بواشنطن ستكون رائعة.

-«كلينتون» لن تحترم القادة العرب

وقال: "هيلاري ستكون أسوأ بالنسبة للدول العربية، وعلاقاتها ستكون برجماتية في المقام الأول، ولن تهتم بتكوين علاقات جديدة مع أي دولة عربية أو خليجية".

وأضاف أن كلينتون لن تحترم القادة العرب، أو الشئون العربية، وستعتمد على أنها كنات وزيرة للخارجية الأمريكية من قبل، وستهتم بجمع الأموال والنفط من الدول العربية والخليجية فقط دون احترام لاحتياجاتهم، مشيرًا إلى أن علاقاتها ستكون في إطار العلاقات الخارجية فقط.

- 5 دول ستعاون الولايات المتحدة على شفط ثروات البلدان العربية

من جانبه، قال منصور عبدالوهاب، محلل سياسي، إن العلاقات الأمريكية مع الدول العربية لن تشهد تغيرًا استارتيجيًا كبيرًا حال فوز ترامب أو كلينتون،خاصةً أن واشنطن تعتمد على ثوابت سياسية تجاه الشرق الأوسط، موضحًا أن التغيير سيكون في المعاملة فقط وليس النظام السياسي ككل.

وتابع عبدالوهاب، في تصريحات لـ"الدستور": "ايًا كان الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فواشنطن ستتبع البحث عن تحقيق مصالحها في المقام الأول، وستعتمد على أربعة دول هم: (إسرائيل وقطر وتركيا وإيران) وستعمل تلك الدول ببراعة شديد على شفط ثروات الشرق الأوسط ونقلها إلى الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن التصريحات التي يطلقها المرشحون للانتخابات الرئاسية في بدايات حملتهم تهدف لتحقيق غرض محدد، لاسيما اكتساب تأييد المواطنين الأمريكيين، وكذلك المرحلة الأولى بعد الفوز بالكرسي الرئاسي.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل