المحتوى الرئيسى

معاريف: إسحاق مولخو.. مبعوث إسرائيلي ينصت له المصريون

08/21 13:44

أفردت صحيفة "معاريف" تقريرا مفصلا عن "إسحاق مولخو" كاتم أسرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يعزون إليه الفضل بتل أبيب في "تسخين" العلاقات بين مصر وإسرائيل، ويسميه البعض مهندس العلاقات بين الدولتين.

وقالت الصحيفة "عندما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري مطلع الشهر الماضي عن زيارته المخطط لها للقدس، بدا وكأن الحدث الدبلوماسي الهام جاء من العدم. لكن وصول الشخصية الدبلوماسية الكبيرة لإسرائيل دلل على استعداد مصر لنقل علاقاتها الدافئة مع إسرائيل لمقدمة المسرح. علاوة على ذلك تشير الزيارة إلى تغيرات عميقة في المسيرة الدبلوماسية بين الجانبين حدثت خلف الكواليس".

وأضافت أن تلك الخطوات حملة بصمات " مولخو"، المبعوث الخاص لنتنياهو في المفاوضات مع الفلسطينيين والعرب فبلا شك كانت السرية التي خيمت على زيارة شكري لإسرائيل حتى يوم وصوله ثمرة العمل الدئوب للمحامي المقرب من نتنياهو.

وبالفعل، بعد أن أصدر نتنياهو وشكري تصريحات قصيرة لوسائل الإعلام، قبيل بدء مباحثاتهما، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي مبعوثه الخاص قائلا :”قبل أن نبدأ، أود تقديم الشكر للمستشار الخاص الموثوق فيه ومبعوثي الشخصي، إسحاق مولخو، لعمله على تعزيز العلاقات الإسرائيلية المصرية وإعداء هذا اللقاء الهام اليوم".

“معاريف” قالت إن “مولخو” الذي شارك في اللقاء الدبلوماسي، ظل رفيقا لنتنياهو في قلب النشاطات الدبلوماسية، واللقاءات مع الممثلين الفلسطينيين والعرب منذ وصول رئيس الوزراء لمنصبه للمرة الأولى عام 1996.

لكن وبعكس المستشارين وكاتمي الأسرار والكثير من ذوي التأثير المحطين بنتنياهو، الذين عملوا وساعدوا في بلورة وإصدار قراراته، مثل عوزي أراد، ودوري جولد، ويعقوب عميدرور ورون درمر، ظل "مولخو" غير معروف لدى الجمهور الإسرائيلي. لم يتحدث لوسائل الإعلام، ولم يشارك في المؤتمرات. ورغم أنه ضالع بشكل عميق في العلاقات مع الفلسطينيين منذ عام 1996، فلم يجر حوار موسع معه أبدا حول هذا الموضوع.

ولعل هذه بحسب “معاريف” أحد الانتقادات الموجهة للرجل. فالحديث يدور عن شخص في موقع محوري، يتمتع بتأثير كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتولى ملف دبلوماسي بالغ الأهمية وله تأثير كبير على أمن إسرائيلي القومي ومستقبلها، لكن عمله يجري في الظلام، بعيدا عن أعين الإعلام. معظم الإسرائيليين أنفسهم لا يعرفون آرائه وأفكاره، ومن الصعب التكهن بالنصائح التي يوجهها لنتنياهو.

إذن من هو “مولخو”؟ ولماذا وضع فيه نتنياهو كل ثقته؟ وكيف وصل المحامي المتخصص في القانون التجاري وقانون الشركات، إلى مقعد القيادة في إدارة مسألة رئيسية وحساسة كالمفاوضات مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية؟.

من وافق على الحديث حول "مولخو" هو دينيس روس الدبلوماسي الامريكي السابق الذي يعرفه جيدا منذ المفاوضات حول اتفاق الخليل عام 1997، أو محادثات اتفاق واري ريفر عام 1998. في هذه الفترة عمل "مولخو" مندوبا من قبل نتنياهو للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

عمل روس بالقرب من "مولخو" بين عامي 2012- 2014، التي دارت خلالها جولة مفاوضات سرية وغير مباشرة في لندن بينه وبين حسين أغا، الأكاديمي اللبناني المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

يقول روس إن "مولخو" يتصف بالقدرة على العمل في سرية مطلقة، مضيفا "آخر ما يفكر فيه هو اهتمام الرأي العام".

الباحث “ميخال هرتسوج” -شقيق إسحاق هرتسوج زعيم المعارضة في إسرائيل والذي رافق “مولخو” لسنوات في جولة المفاوضات مع الفلسطينيين- يقول :”يعمل في الخفاء. عندما تقابله، تعرف أن فحوى الحديث سيبقى بينكما. وإذا ما تسرب أمر ما، فستعلم أنه لم يكن السبب بل الآخرون. يعلم الجميع أن بإمكانهم الحديث معه دون أن ينكشفوا لأنه كتوم للغاية”.

وعن لقاءاته السرية بممثلي النظام المصري تقول “معاريف”:أكد مصدر رسمي كان حاضرا خلال مباحثات مولخو مع مندوبين مصريين أنه وعلى الرغم مع أن مولخو لا يتحدث العربية، فإنه يحظى بإصغاء كبير انطلاقا من حقيقة أنه “عندما يتحدث مع المصريين، يبدو وكأنه يتحدث بحنجرة رئيس الوزراء. فهو لا يخرج قيد أنملة عن الرسالة التي ينقلها من نتنياهو. وعندما يسمعونه يتحدث، فكأنما ينصتون لرئيس الوزراء نفسه”.

لكن ومع ذلك يرجع البعض هذه العلاقة بين نتنياهو و"مولخو" البالغ 72 عاما إلى صلة القرابة بينهما، فزوجة الأخير هي أخت ديفيد شمرون، ابن خال نتنياهو والشريك في مكتب المحاماة الذي كان يديره "مولخو".

وبحسب الصحيفة فإن العلاقة بين نتنياهو وكاتم أسراره تعود لنحو 56 عاما عندما ترعرعا معا في حي "رحافيا" بالقدس المحتلة، الذي اشترى جد "مولخو" الأرض التي أقيم عليها الحي من الكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية.

يديعوت: ماذا وراء تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل؟ 

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل