أم تتهم مستشفى بالإهمال عبر "فيس بوك".. والشؤون القانونية: رواية مخالفة للحقيقة

وجهت نيابة أول أكتوبر برئاسة أحمد معروف وكيل النائب العام، عدة اتهامات لـ"أم" لثلاثة توائم "أساءت استخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في محاولة منها لابتزاز وإثارة الشكوك والفتن"، بين العامة حول أحد المستشفيات الخاضعة لرقابة الدولة ووزارة الصحة.

وتعود الواقعة إلى اتهام المواطنة "هناء عبدالمعز" عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، المستشفى بالإهمال الطبي فور وضعها لثلاثة توائم بالشهر السابع في تاريخ 30 مايو بعد خضوعها لعملية قيصرية، كما تضمنت اتهاماتها إعطائها "بنج" منتهي الصلاحية، إلى جانب التسبب في وفاة أطفالها لعدم إعطائهم حقنة "الرئة" خلال الـ24 ساعة الأولى بعد الولادة، على حد قولها.

ومن جانبه توجه سامر معاذ سيف النصر مدير إدارة الشؤون القانونية للمستشفى، إلى قسم أول أكتوبر لعمل محضر إثبات حالة، واتهامها بالسب والقذف ونشر أخبار كاذبة تضمنت "اختلاق رواية مخالفة للحقيقة تعمدت نشرها ليقرأها أكثر من 2000 شخص من العامة، واحتوائها على عبارات شائنة تحمل التشهير والإهانة والسب والقذف في حق المستشفى وحق والأطباء العاملين فيها".

وأضاف "فيما يخص واقعة الادعاء بأن البنج فاسد فإن هذا الأمر لم يحدث، والمريضة لم تستجب للمخدّر النصفي كون البطن كبيرة لوجود 3 أجنة، وكان من الصعب أن تنحني للأمام بشكل مناسب يسمح بإعطاء المخدر، ما استدعى إعطائها مخدر عام يسمح بإجراء ولادة قيصرية".

وأضاف "سيف النصر" أنه فيما يخص الإهمال والتسبب في وفاة الأطفال الثلاثة، فإن السيدة كانت على معرفة بحالتهم الصحية ونسب بقائهم في الحياة، حيث إنهم كانوا يعانون من ولادة مبكرة وانخفاض شديد في الوزن، وعدم اكتمال نمو الأعضاء الداخلية تشريحيًا ووظيفيًا، بالإضافة إلى الانخفاض الشديد في المناعة، وكانت مشكلة الأطفال الأساسية بعد الولادة هو حدوث الالتهاب العام لحديثي الولادة المبكر (early neonatal sepsis) وبسبب ضعف التجلط فقد حدث نزيف بالرئة لأحد الأطفال أدى إلى وفاته بنفس يوم الولادة، أما الطفلين الآخرين تم وضعهما على أجهزة التنفس الصناعي، دون الحاجة إلى اعطائهم حقنة الرئة، وذلك تحسبا لحدوث مضاعفات بالرئة والمخ، لما تحتويه الحقنة من بعض المكونات التي قد تحدث نزيف، وكان السبب الطبي أن هذه الحقن هي عبارة عن زيت يحقن في رئة الطفل، هذا إلى جانب أن الطفلين كانوا يعانون من الالتهاب وضعف تجلط الدم، كما أن مقياس تشبع الأوكسجين وأشعة الرئة للطفلين كانت مقبولة ولا تنم عن الاحتياج لهذه الحقن.

وأوضح " سيف النصر" أنه فيما يخص نقل الأطفال من المستشفى إلى الجمعية الشرعية، فقد تم ذلك بناءً على رغبة الأم، وتوقيع بمسؤوليتها عن أي تطور قد يحدث للطفلين، وعلى الرغم من ذلك قام المسؤولين من الأطباء بمستشفى "سعاد كفافي" برفض خروج الأطفال لما في ذلك خطورة على حياتهم، ولكن مع إصرار الأم على نقل أطفالها لإحدى الجمعيات الشرعية، تولت المستشفى مخاطبة الحضانة المقرر نقل الأطفال إليها لوضعهم في الصورة الحقيقة لحالة الأطفال، وبعدها تم نقل الطفلين في نفس يوم الولادة على حسب رغبة المشكو في حقها، كل على حدا، مع توفير طبيب مع كل حالة أثناء عملية نقلهما من جانب المستشفى.

وأضاف الشاكي في تحقيقات النيابة أن "الحقن الرئوية من الممكن إعطائها خلال 72 ساعة من وقت الولادة وليس في خلال 24 ساعة كما ادعت المشكو في حقها".

وأكد مدير الشؤون القانونية بمستشفى "سعاد كفافي" أن صلة المستشفى بالأم انقطعت منذ تاريخ نقلها لأطفالها، ولكن بعد أن اكتشف القائمون على صفحة المستشفى بموقع "فيس بوك"، قيام المشكو في حقها بعمل مشاركة "mention" باسم المستشفى بتاريخ 5 أغسطس، ورصدوا اتهامات الأم عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك"، تولت الشؤون القانونية متابعة ما ينشر وما يُجرى من تعديل وتغيير اتهامها للمستشفى لأكثر من 15 مرة، على الفور تم الحصول على "برينت سكرين" لكل عملية تعديل تجرى لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاها للتشهير بالمستشفى واتهامها على خلاف الحقيقة، على الرغم من انقطاع صلة الأم بالمستشفى من تاريخ 31 مايو الماضي.

وعلى إثر ذلك تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة برقم 3438 إداري قسم أول أكتوبر. ومن جانبها استدعت نيابة أول أكتوبر المشكو في حقها لسماع أقوالها، إلا أنها امتنعت عن الحضور، وأمرت النيابة بعمل تحريات حول الواقعة لاتخاذ اللازم مع إرفاق المستندات.