المحتوى الرئيسى

بعد اتهامه بالجهل الثقافي.. يوسف زيدان ينفي مهاجمته السعودية ويصف الصحفيين بالخبثاء

08/21 03:06

"يوسف زيدان بحديثه الأخير كشف عن جهلة بجزيرة العرب"، هذا ما قاله أستاذ اللغويات والدراسات العليا بالجامعة الإسلامية رئيس مجمع اللغة الافتراضي، الدكتور عبدالرزاق الصاعدي، في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي".

وقال الصاعدي: "أشار يوسف زيدان في ندوة عامة إلى نزوح العرب من اليمن بعد تهدم سد مأرب وتفرقهم في الأمصار العراق والشام ومصر، واستخف بقلب جزيرة العرب وسماها (الحتة الوسطانية)، وقال إنهم سراق إبل وليس لديهم حضارة وأنه ليس لديهم علماء لغة.

وأوضح أنه "عند تحديد مراده نجده يقصد بالحتة الوسطانية الحجاز ونجد وما حولهما من دول الخليج في جزيرة العرب، وهذه التهمة التي أطلقها زيدان بلغة الاستخفاف والاحتقار تدل على ضحالة ثقافية مخيفة وفقر في تاريخ الحضارة العربية وآدابها".

وأضاف الصاعدي أن وسط جزيرة العرب كان مهداً للحضارات القديمة للعرب البائدة عاد وثمود وهي زاخرة بالأحافير والنقوش والآثار العمرانية كآثار مدائن صالح، التي تدل على حضارتهم العمرانية، وعظمة إنسان تلك المنطقة في العصر الجاهلي.

وأشار أيضاً إلى أول بيت وضع للناس في مكة (الكعبة المشرفة)، "كما يرى باحثون أن التوراة نزلت في منطقة عسير والباحة جنوب مكة وهناك أدلة كثيرة على ذلك، وكتب فيه الدكتور كمال الصليبي وغيره"، على حد قوله.

وأكد الصاعدي أن "القبائل وسط جزيرة العرب وعلى رأسها قبيلة قريش، استطاعت أن تنتخب من لغات القبائل أحسنها ونشأت اللغة الأدبية العالية وتبارى الشعراء في أسواق العرب كسوق مجنة وسوق حباشة، وسوق عكاظ الذي كانت تعقد فيه جلسات نقدية للفصل بين الشعراء".

وأضاف أن اللغة بلغت حينها أوج عظمتها قبيل نزول القرآن بلسان عربي مبين، "ثم أسست في تلك المنطقة أول دولة إسلامية وعاصمتها المدينة المنورة ومنها انتشر الإسلام، وأشعلوا قناديل الحضارة، وانتشرت معهم اللغة العربية".

علم اللغة العربية في المدينة المنورة

وأشار الصاعدي إلى بحث منشور له بعنوان "أصول علم العربية في المدينة المنورة" أثبت فيه أن بذرة علوم العربية نحواً وصرفاً ومعجماً غرست في المدينة المنورة، ثم انتقلت إلى العراق، والأهم في هذا أن شعراء هذه المنطقة كانوا هم مادة اللغة.

وأفاد بأن علماء اللغة بالعراق كانوا يفدون على القبائل العربية في نجد والحجاز لرواية اللغة وتدوينها، وعنهم أخذت جل مادة اللغة التي نجدها اليوم في المعاجم الكبيرة، كالعين والجمهرة والمحكم ولسان العرب وتاج العروس. كما أن منبع الشعر والأدب هو من قلب الجزيرة (نجد والحجاز والسراة) وما جاورها.

وقال الصاعدي متسائلاً: "ألم يسمع يوسف زيدان عن شعراء المعلقات وشعراء النقائض والشعراء العذريين الذين أنتجوا أدباً إنسانياً عالمياً لا يضاهى، وإن سمع عنهم أفلا يعرف ديارهم؟".

وعن علماء اللغة العربية في (الحتة الوسطانية) الذين ذكرهم زيدان، أوضح الصاعدي أن في الجامعات السعودية عدد كبير جداً من اللغويين والنحاة لهم أبحاث لغوية عديدة متنوعة شاركوا في تحقيق عدد من نصوص التراث، "فلعل يوسف زيدان لا يعرف شيئاً عن هذا لمحدودية ثقافته"، بحسب وصفه.

كما استشهد الصاعدي بعلماء من العصر الحديث كالعلامة حمد الجاسر الأديب الجغرافي المحقق المدقق الذي سمّاه طه حسين علامة الجزيرة، وعبدالله بن خميس وأحمد عبدالغفور عطار محقق الصحاح للجوهري وآخرين.

سوء فهم أو سوء قصد

إلا أن الكاتب المصري يوسف زيدان اعتبر أن "الضجة المفتعلة ضده في دول الخليج والسعودية تحديداً، ناتجة عن سوء فهم أو سوء قصد.

واتهم زيدان في بيان نشره عبر حسابه على موقع فيسبوك، بعض الصحفيين بتحريف الحديث عن سياقه قائلاً: "وجد فيها نفر من الإعلاميين فرصة لنفث سموم الكراهية التي تعتمل بصدورهم، أو مناسبة لشدّ الأنظار إليهم"، كما وصفهم بـ"الخبثاء".

وأوضح أن "الثقافة العربية نتاجٌ لأعراقٍ وجماعات كثيرة، وأن اللغة العربية هي السمة الأولى التي تحدّد شخصيتنا الحضارية".

وأشار زيدان إلى أن المقطع مجتزأ، في محاولة لترميم التفاعل الثقافي مع الجهات الثقافية في الخليج، مشدداً على أن كلامه لا يعيب مواطني المملكة السعودية، ولافتاً إلى أنه تحدّث عن قبائل قلب الجزيرة قبل ظهور الإسلام، "وهي منطقة لم يخرج منها عالمٌ واحد من علماء اللغة العربية في تراثنا القديم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل