المحتوى الرئيسى

الدروس الخصوصية في مصر... حاجة للمعلم وعبء على الأهل

08/21 00:35

مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:

مع بدايات عام دراسي جديد تتجدد أزمة الدروس الخصوصية. ففي وقت يدافع فيه المدرسون عن أنفسهم بمبررات مادية مفادها أن رواتبهم لا تكفيهم، تحاول الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم محاربة الدروس الخصوصية من خلال محاولات فردية كتلك التي قام بها العام الدراسي الماضي محافظ الشرقية السابق، ويعيدها هذا العام محافظ بور سعيد، تمثلت بإصدار قرارات تقضي بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية. وتلاقي هذه المحاولات رفضاً ليس من المدرسين أو أصحاب مراكز الدروس فحسب بل من الطلبة وأولياء أمورهم الذين يرون أنها السبيل الوحيد للحصول على درجات مؤهلة للالتحاق بالكليات.

يقول محمد سليم مدرس لغة عربية  في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إن الدروس الخصوصية بالنسبة للمدرس هي كل شيء “ومن غيرها لا نعلم كيف تسير بنا الحياة فمتطلبات الحياة أصبحت صعبة والأسعار نار”.

ويشير إلى أنه لجأ إلى إعطاء الدروس الخصوصية “لأن وزارة التعليم لم تقم بإعطاء المدرس راتبا محترما يلبي رغباته المادية والمعنوية”.

أما أمل عبد الحميد مدرسة لغة فرنسية فتقول إن الوزارة لن تستطيع إلغاء الدروس الخصوصية “لأن الطالب يحتاج إليها للحصول على مجموع مناسب للالتحاق بالكلية التي يريدها”.

وتعترف في حديثها لموقع (إرفع صوتك) أنّ “المدرس لا يعطي كل قدراته لشرح المنهج بالمدرسة لأن راتبه  ضعيف لا يكفى إلا أياما قليلة من الشهر وبالتالي يلجأ للدروس الخصوصية”.

نشعر بمعاناة الناس.. فمن يدري بحالنا؟

عادل محمود مدرس الأحياء وأحد أصحاب مراكز الدروس يقول  لموقع (إرفع صوتك) “نحن نشعر بحال أولياء الأمور، لكن من يشعر بحالنا؟ فإذا لم نقم بإعطاء هذه الدروس فلن نستطيع استكمال حياتنا”.

وينفي عادل الاتهامات الموجهة لأصحاب المراكز والمدرسين بأن هدفهم الربح فحسب. ويؤكد أن لهم هدفان، الأول تحسين الوضع المادي للمعلمين، والثاني تخريج مجموعة من الطلاب في مصاف المتفوقين”.

التلاميذ : الأعداد بالفصل كبيرة ..

تقول فاطمة أحمد الطالبة بالصف الثاني الثانوي إن سعر الحصة وصل إلى 20 جنيهاً (ما يعادل 2.5 دولار أميركي)، بالإضافة إلى ثمن اللوازم الدراسية.

وتشير في حديثها لموقع (إرفع صوتك) إلى أنها لجأت إلى الدرس الخصوصي لارتفاع الكثافة داخل الفصل ويترتب على ذلك عدم تحصيل المعلومات بالشكل الأمثل، إضافة إلى هكذا تضمن الحصول على محاضرات السنة.

من جهته، يقول أحمد مجدي الطالب بالصف الثالث الثانوي إن أسعار الحصص تختلف من مدرس إلى آخر ومن مادة إلى أخرى وتتراوح ما بين 25 إلى 35 جنيها (2.5 إلى أربعة دولارات تقريبا) فيما يتراوح عدد الطلاب بالدرس الخصوصي ما بين 15 – 40 طالب  في المراكز العادية أما في الشهيرة منها فقد يصل العدد إلى 700 طالب.

أولياء الأمور: الدروس تلتهم نصف الدخل ويزيد

يعاني أولياء الأمور الطلاب من عدم قدرة أبنائهم على استيعاب الدروس في الصف، ويضطرون إلى الدروس الخصوصية رغم الأعباء المادية التي تشكلها.

وتقول السيدة هالة سعد الدين والدة الطالب أحمد لموقع (إرفع صوتك) إن الدروس الخصوصية أكبر عبء تتعرض له ميزانية الأسرة المصرية فقد تصل إلى نصف الدخل الشهري للأسرة وإذا كان هناك أكثر من طالب في الأسرة الواحدة فقد يصل حجم الإنفاق إلى أكثر من 75 في المئة من الدخل الشهري للأسرة.

“ورغم ذلك لا بديل عنها لأن المدارس لا يوجد بها مدرسين جديين وتحديدا للثانوية العامة”، تقول هالة.

 ويتمنى محمود عبد الكريم، وهو ولي أمر ثلاثة تلاميذ، اختفاء ظاهرة الدروس الخصوصية فهي تهدد الحياة الأسرية في حال عدم المقدرة على توفير نفقاتها وهو ما يثير المشاكل. ويرى في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن الحل في تطوير المدارس وزيادة رواتب المدرسين ومعاقبة المخالفين بقوانين صارمة.

 أما الدكتور عبد السميع حمزة وكيل أول وزارة التعليم سابقا فيصف في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن “الدروس الخصوصية هي آفة التعليم الكبرى في مصر، لذلك لا بد من تجريمها لكن مع تحسين الوضع في المدارس وتحسين دخل المعلم”.

*الصورة: “ورغم ذلك لا بديل عنها لأن المدارس لا يوجد بها مدرسين جديين وتحديدا للثانوية العامة”/Shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

بقلم علي عبد الأمير: لا يخفى أن للتربية دورا بارزا في البناء الاجتماعي السليم حين...المزيد

الأردن – بقلم صالح قشطة: عند الحديث عما تشهده المنطقة العربية من ازديادٍ في ظاهرتي...المزيد

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: “كنا نأمل أن يحتل تعليمنا مراتب متقدمة ضمن بلدان...المزيد

متابعة خالد الغالي: في يوم واحد تقريبا، صادق البرلمان التركي على اتفاقية المصالحة مع إسرائيل، وأعلنت...المزيد

متابعة إلسي مِلكونيان: فاز بطل التايكواندو أحمد أبوغوش (20 عاماً) الجمعة، 19 آب/أغسطس، بالميدالية الذهبية...المزيد

بقلم حسن عبّاس: “مَن قاد الفريق العراقي إلى هذا الإنجاز همّ ابن مدينة الصدر وابن...المزيد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل