المحتوى الرئيسى

إصلاح المدرسة المغربية: برامج مختلفة والنتيجة صادمة

08/21 00:35

المغرب – بقلم زينون عبد العالي:

“كنا نأمل أن يحتل تعليمنا مراتب متقدمة ضمن بلدان العالم، فأساس تقدم المجتمعات هو جودة التعليم وما تنتجه المدارس”، حسب قول الأستاذ والباحث في التعليم أحمد حيمي. “غير أننا في المغرب لم نصل إلى أي نتيجة رغم كثرة الإصلاحات”.

كثيرة هي برامج الإصلاح التي أعلنها المغرب منذ استقلاله للنهوض بقطاع التربية والتكوين في البلاد. غير أنها لم تقدم ما انتظره الجميع منها، في حين صرفت عليها ملايين الدراهم.

“منذ عقود خلت ونحن نسمع ببرامج إصلاح ستغير المدرسة المغربية وسترتقي بها، لكن لا شيء يبدو أنه تغير، فالمدرسة المغربية تتذيل الترتيب العالمي حول التعليم، فيما لا يساير محتوى المناهج المتطلبات الظرفية”، يضيف حيمي.

عند البحث في كرونولوجيا إصلاح المدرسة المغربية، يلاحظ أنها ابتدأت مباشرة بعد استقلال المغرب. فسنة واحدة بعد الاستقلال (1957)، شكل عاهل البلاد آنذاك محمد الخامس “اللجنة الملكية لإصلاح التعليم”، أقرت مخططا طُبق حينها على المدرسة المغربية لإصلاحها يتضمن أربعة محاور: تعميم التعليم (لم يكن عدد التلاميذ سنة 1956 يتجاوز 300 ألف)، وتعريبه (كان فرنسيا في أغلبه قبل الاستقلال)، وتوحيده ومغربته (تهيئ أطر مغربية من مدرسين وإداريين لتحمل المسؤولية خلفا للأجانب). خلال السنوات التالية، شهد المخطط تعديلات متلاحقة شملت التعريب ولغة تدريس المواد العلمية وهيكلة المراحل الدراسية.

مع سنة 1966، خلال الحكومة التي كان يرأسها الملك الحسن الثاني نفسه، ظهر ما عرف بـ”المذهب الجديد للتعليم” الذي جاء به وزير التربية الوطنية محمد الطيب بنهيمة. وهدف أساسا إلى تخفيض ميزانية التعليم، ما أدى إلى تقليل عدد التلاميذ الجدد، كما تضمن قرارات من قبيل تعريب المرحلة الابتدائية، والعمل بازدواجية اللغة في مرحلتي الإعدادي والثانوي ومغربة الكوادر التربوية، وتشجيع التعليم الخصوصي.

وتركزت إصلاحات سنة 1985 على مراجعة المناهج المدرسية وتكييف التعليم مع متطلبات التكوين وسوق العمل، إضافة إلى تعريب المواد العلمية، وضم المرحلتين الابتدائية والإعدادية في سلك واحد، وكذلك التشجيع على التكوين المهني والحد من التحاق التلاميذ بالدراسة الجامعية.

ومع بداية الألفية الجديدة تبنت المملكة المغربية إصلاحاً جديداً باسم “الميثاق الوطني للتربية والتكوين”، وتم إعلان العشرية 2000-2009 عشرية للتعليم، غير أن الحكومة أقرت بفشله وسارعت إلى تدارك الموقف عن طريق إقرار “البرنامج الاستعجالي” الذي انطلق سنة 2009 واستمر إلى سنة 2012، لتعلن الحكومة المغربية عن فشله بدوره. وفي سنة 2015، أعلن المغرب عن “الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030”. وهي المخطط الإصلاحي ساري المفعول حالياً.

وكان الملك محمد السادس قد وجه في خطاب العرش سنة 2015 رسائل واضحة إلى المسؤولين عن المدرسة المغربية، داعيا إياهم إلى رد الاعتبار للمدرسة العمومية، وإعادة النظر في وضعيتها الراهنة التي أبانت عن فشل ذريع.

وتساءل العاهل المغربي في خطابه عن قدرة مدرسة اليوم على ضمان مستقبل الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن إصلاح التعليم يعتبر ضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر، ومن نزعات التطرف والانغلاق.

“لو أننا عدنا بفلاش باك من أول محاولات الإصلاح التعليمي من سنة 1957 إلى يومنا هذا، سنجد مشروع الإصلاح الذي كان يدعو إلى تعريب المناهج التعليمية، ثم يليه مغربة أطر التعليم، ثم تقسيم الوزارات، فازدواجية اللغة”، تقول أمل العلوي، وهي أستاذة للتعليم الابتدائي. “لكن من دون مردودية ناجعة تذكر من الهدف الذي كان منشودا منها”.

وتضيف العلوي في حديث لموقع (إرفع صوتك) أن “المحاولات الإصلاحية تبيّن من خلالها عدم قدرة المسؤولين على الثبات على قرار محدد يمكن تبنيه وتطبيقه بحذافيره كوسيلة إنتاجية أساسها التغيير الجذري، بعيدا عن الارتجالية والتسرع في طرح القرارات دون أن تكون محكومة بشروط محددة تساهم في تنفيذها والتوصل إلى النتائج البيداغوجية (علم التدريس التربوي) والموضوعية المتوخاة”.

وتتساءل المتحدثة “بعد هذا الكمّ التاريخي الهائل لمحاولات الإصلاح البيداغوجية، كيف يمكن أن نطيح بالجدار الذي يوجد بين المعلّم والمتعلّم وبين المناهج التعليمية ومحتوياتها التي لم تعد تناسب في أبعادها المرحلية – من تعبير وتفكير وأسئلة وصور ومواضيع روتينية الطرح- التطورَ العمري والذاتي والوطني والدولي للمتعلّم ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا؟”.

وأعلن المغرب قبل سنة عن خطوات جديدة لإصلاح منظومة التربية والتكوين تشمل جميع المستويات، تمتد على مدى 15 سنة، غير أن مراقبين لا يأملون خيرا في هذا الإصلاح، كونه يشبه غيره من البرامج السابقة التي كانت نيتها واحدة.

*الصورة: “كنا نأمل بأن يحتل تعليمنا مراتب متقدمة ضمن بلدان العالم”/Shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف: مع بدايات عام دراسي جديد تتجدد أزمة الدروس الخصوصية....المزيد

الأردن – بقلم صالح قشطة: عند الحديث عما تشهده المنطقة العربية من ازديادٍ في ظاهرتي...المزيد

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: لم يخطر ببال سكان مدينة تطوان شمالي المغرب أن...المزيد

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: رغم الصراع  السياسي القائم بين البلدين الجارين في منطقة...المزيد

متابعة خالد الغالي: تسبب انهيار منزل في مدينة مراكش المغربية، 334 كيلومتراً جنوب العاصمة الرباط، في...المزيد

المغرب – بقلم زينون عبد العالي: “لا نجد مشكلة في التعايش مع إخواننا المغاربة المسلمين...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل