المحتوى الرئيسى

بعد تقارب موسكو وأنقرة.. هل تقبل تركيا ببقاء الأسد؟

08/20 21:41

خيارات عدة ينتظرها المشهد السياسي في سوريا، ولوغاريتم جديد بدأ يطفو على سطح المعارك، وتوقعات وتكهنات جعلت الخبراء والمتخصصين أمام لغز ربما يصعب فك شفراته على المدى القريب.

المشهد السوري، والذي يعد أكثر المشاهد تعقيدًا في العصر الحديث، لا يستطيع أحد التكهن بمن يسطره عسكريًا، ومن يمتلك الضربة القاضية لحرب مستمرة منذ 6 سنوات، فلا منتصر حتى الآن، وحتى المشهد السياسي فيتغير كل يوم، "هنا تركيا تمد المعارضة، والروس مع الأسد، والأخير يدعم الأكراد، وبعد أيام تقارب روسي بعد قطيعة دبلوماسية عقب إسقاط أنقرة سوخوي روسيا الحربية..

تقارب جديد "تركي – ر وسي"، يتزامن معه تقدم للمعارضة في حلب على النظام، ومغازلة الأسد لتركيا، بضرب مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد للمرة الأولى منذ بداية الأزمة، وتصريحات لمسئولين أتراك، عبر رئيس الحكومة بن علي يلدريم، بقبول أنقرة ببقاء الأسد رئيسا مؤقتا، بدون دور في القيادة الانتقالية في مستقبل البلاد.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم السبت، إن أنقرة أدركت خطر الأكراد وستضطلع بدور أكثر فعالية في التعامل مع الصراع في سوريا حتى لا تنقسم البلاد على أسس عرقية.

وأكد يلدريم بأن تركيا تقبل بأن يبقى رئيس النظام السوري بشار الأسد رئيسًا مؤقتًا لكن لن يكون له دور في القيادة الانتقالية وفي مستقبل البلاد.

وأشار إلى أن بلاده ستتمكن بالتعاون مع روسيا وإيران وغيرهما من الدول المعنية من إيجاد حل للأزمة السورية.

الناشط السياسي السوري، أحمد المسالمة قال: إن تركيا تقبل بكل شيء مقابل عدم ازدياد فعالية الأكراد بالشمال السوري، ومستعدة لكل شيء في سبيل كبح جماح الأكراد بالشمال، ولن تسمح بإقامة إقليم أو دولة تركية أو حتى نفوذ كردي على حدودها.

وأوضح الناشط السياسي لـ"مصر العربية" أن قبول الأتراك ببقاء الأسد بفترة انتقالية ما هي إلا بوادر تنفيذ الاتفاقية الروسية التركية بالشأن الكردي، فموافقة  تركيا على بقاء الأسد مقترن بإزالة الأكراد، وعدم وجودهم بمناطق الحدود التركية وهذا بدا واضحًا تمامًا الآن بعد الهجمات التي شنها الأسد وبوتين على الأشايس بالحسكة والمجازر التي يرتكبونها بعد بلاغ صادر من القيادة العامة لجيش بشار الذي يتهم به الأكراد بسرقة النفط ومستودعات الحبوب والاعتداء على مؤسسات الدولة بالحسكة، فهل كان الأسد أعمى وبوتين لا يرى ما يحصل بالحسكة قبل التقارب التركي الروسي.

وتابع: "الآن خلطت الأوراق التقارب الروسي التركي عززته محاربة الأكراد، وسيكون التقارب الروسي التركي الإيراني لإنهاء تواجد الأكراد، وهنا نلاحظ أن الأسد بقي منفذا للمخططات والاتفاقيات في السبيل على بقائه بمنصبه، لافتًا أنّ تركيا أكدت عبر خارجيتها أن الأسد باقٍ وهذا التصريح التركي يأتي بعد أن أثبت الأسد وبوتين جديتهم بالتعامل مع الملف التركي، وجلبه لمصالحهم، وهو ما يدفع ثمنه الأبرياء والمدنيين الذي يتلقون القذائف بأجسادهم العارية..

أما التنظيمات والفصائل فهي بعيدة عن القصف والقذائف، تركيا قبلة الأسد بتصريحات وزارة خارجيتها على لسان وزير خارجيتها حتى لو قبولهم بوجود الأسد بفترة انتقالية وبعدها بدون صلاحيات، وأيًا كان الحديث، فمجرد موافقة تركيا على بقاء الأسد تحت أي ظرف و شرط كان، فإنها تقبل، بل قبلة بعد ما أثبت الأسد أنه مطيع ومستعد لكل شيء بمقابل بقائه على عرش الدم، ويدعمه بوتين وستدعمه إيران بتقارب تركي كبير بالأيام القادمة، "الخاسر هو الشعب السوري الذي ينزف وسيبقى القتل مستمرا.

وألمح المسالمة أنه، عندما يقول وزير خارجية تركيا: من الممكن كون اعتبار الأسد طرفا في مرحلة انتقالية دون أن يكون جزءا من مستقبل سوريا. هذه موافقة صريحة ببقاء الأسد من تركيا التي قدمت نفسها، أنها الأم الحنون للمهجريين السوريين قسرًا.

والحديث عن اعتبار الأسد طرفا بمرحلة انتقالية هذا يساوي بين الجلاد والضحية بنظرنا، والمستقبل يحمل الكثير والكثير من الغموض بالقضية السورية، فمازال الطريق طويلا وهذه مرحلة المصالح الدولية، وعندما تقول تركيا أنها لا تقبل بتقسيم سوريا يقرأ كلامها أنها لا تقبل بدولة كردية.

في حين رأى موفق النعمان أبو صغر الخبير العسكري السوري، أن المشهد السوري أصبح غامضا أكثر مما كان من قبل، لكن بكل تأكيد فأنقرة لن تتاجر بحقوق الشعب السوري حتى لو قبلت ببقاء الأسد لبعض الوقت.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن المصالح قد تكون دفعت الأتراك للتقارب مع موسكو، لكن هذا لا يعني القبول بكل شيء ومنه القبول ببقاء الأسد وعدم محاسبته على جرائمه.

وأشار إلى أن الموقف التركي لن يتغير، فالأسد راحل لا محالة، وإن قبلت به الأطراف الفاعلة، فالشعب السوري لن يقبله.

على الجانب الآخر، وفي تصريحاته الأخيرة، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن الرؤية الثابتة لبلاده حيال الملف السوري، والموقف من رأس النظام بشار الأسد، مشدداً على أن أنقرة لن تقبل ببقائه في السلطة، كما أنها ترفض بقائه لفترة قصيرة خلال العملية الانتقالية.

جانب من القتال في حلب

وقال جاويش أوغلو في لقاء لصحيفة "الشرق الأوسط، رداً على سؤال عما إذا كانت تركيا ستغير من سياستها حيال سوريا بعيد التقارب مع روسيا: "نحن نؤيد الانتقال السياسي، ونعتقد أن الحل الأمثل هو الحل السياسي وهذا لا داعي لتغييره. نحن نعتقد بوحدة الأراضي السورية وبسيادة الدولة على أراضيها، وهذا أيضا لا داعي لتغييره..

كنا دائما نطالب بمحاربة التنظيمات المتطرفة على الأرض السورية، ونحن لطالما طالبنا باستراتيجية أفضل لمحاربة هؤلاء ومحاربة فكرهم. أعتقد أنني أفهم من سؤالك هو أنك تريد أن تعرف ما إذا كان موقفنا من الأسد سيتغير، والجواب هو كلا.. كلا. وهنا نحن نتحدث من الجانب العملي، وليس العاطفي أو الشخصي".

ولفت جاويش أوغلو إلى أن الأسد قتل أكثر من 600 ألف شخص، وأضاف أنه لا يعتقد بأن أياً من قوى المعارضة السورية ستقبل ببقاء الأسد في العملية الانتقالية.

وخلال الفترة السابقة ذكرت تقارير صحيفة أن تركيا تتجه إلى القبول ببقاء الأسد مدة 6 أشهر في المرحلة الانتقالية، لكن جاويش أوغلو قال: "كلا لم نقبل بذلك أبدا. فإذا كان (الأسد) موجوداً، لن تكون هناك عملية انتقالية. وكيف يمكن أن يكون هناك انتقال شامل؛ فالمعارضة لن تقبل بأن تكون في الحكومة بالتأكيد، ومن دونها لن يكون هناك حل".

وأضاف الوزير التركي على الأسد أن يرحل فوراً، وأن تكون هنالك حكومة شاملة لا تستثني أحداً.

وتابع: "عندما أنظر إلى القوى الرئيسية كالسعودية وقطر وغيرهما، أجد أيضًا أنهم يطالبون برحيل الأسد. ولهذا كله نحن نصر على أنه لبدء العملية الانتقالية لا بد للأسد من أن يرحل. وإذا كانت أي شخصية أخرى قادرة على إقناع المعارضين السوريين، والدول الأخرى، بأنه يجب أن يبقى في السلطة فهذه قصة أخرى.. لكني مجددا أقول إنني لا أرى إمكانية لذلك. لا أعتقد أن أي أحد قادر أن يقنع المعارضة السورية ببقاء الأسد في السلطة، فلهذا السبب هناك حرب أهلية في سوريا منذ نحو ست سنوات".

وفيما حققت أنقرة وموسكو تقدماً بينهما على صعيد الملفات الاقتصادية والقضايا الشائكة التي أضرت بعلاقات البلدين لا سيما بعد توتر العلاقات عقب إسقاط مقاتلة روسية من القوات التركية، يبقى الملف السوري أحد أبرز الملفات التي تختلف فيها مواقف ووجهات نظر الإدارتين التركية والروسية.

وفي إجابته على سؤال أنه "من الصعب فهم كيفية حفاظ تركيا على العلاقات الجيدة مع روسيا، وفي المقابل كل هذا الاختلاف في الشأن السوري"، قال جاويش أوغلو: "إجمالاً، يمكن أن تكون هناك وجهات نظر مختلفة مع أي دولة، وهذا يشمل أيضًا الحلفاء. نحن نتفق، أو لا نتفق مع الولايات المتحدة على كثير من القضايا، وبالنسبة إلينا هذه ليست مشكلة كبيرة.

يمكن أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر مع الدول الصديقة، كما هو حاصل مع الإمارات العربية المتحدة بشأن الملف المصري، والآن نحن نبذل جهدنا من أجل تحسين العلاقات مع الإمارات، على الرغم من الموقف المتباين في شأن الملف المصري، لأننا نقف بالمبدأ ضد الانقلابات، وليس لأننا نقف مع الإخوان المسلمين. ففي تونس دعمنا النهضة، لكن لما أتى التحالف الجديد دعمناه أكثر. نحن نعتقد أن الحوار أساسي بين الدول، وهذا ما نعمل عليه في علاقاتنا".

وبيّن جاويش أوغلو أنه رغم الاختلاف إلا أن هنالك نقاط اتفاق بين أنقرة وموسكو حيال الملف السوري، من بينها وحدة الأراضي السورية، والحل السياسي، والدعم الإنساني.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل