المحتوى الرئيسى

الأقصى: تاريخ من الاقتحامات وحريق لم ينطفيء منذ 47 عاما‎

08/20 19:57

على مدى 3 عقود تمكنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من ترميم الأضرار الكبيرة التي نتجت عن إحراق الواجهة الأمامية للمصلى القبلي في المسجد الأقصى قبل 47 عامًا، ولكن مسؤولين في الدائرة قالا إن الحرائق السياسية ما زالت تتهدد المسجد، في ظل اقتحامات المستوطنين المتكررة، وإقامة البؤر الاستيطانية في محيطه، وغيرها، الأمر الذي أشعل مؤخراً مواجهات مع القوات الإسرائيلية "نصرة له ودفاعاً عنه".

ففي صبيحة 21 من أغسطس /آب 1969 صدحت مآذن الأقصى منادية السكان للمساعدة في إطفاء الحريق الذي شبّ في الواجهة الأمامية للمصلى القبلي.

وقال الشيخ ناجح بكيرات، مدير الأملاك الوقفية في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس: "آنذاك قام أحد المتطرفين اليهود من أصل أسترالي ويدعى مايكل دينيس روهن بنشر مواد حارقة في منطقة المنبر والواجهة الغربية للمصلى القبلي وأضرم فيها النيران".

وأضاف بكيرات "تداعى السكان رجالًا ونساءً وأطفالًا وكبار سن، لإطفاء الحريق فمنهم من استخدام أواني المياه ومنهم من حاول إخماد الحريق بيديه، فيما لم تسمح السلطات الإسرائيلية لفرق الإطفاء بالدخول إلى ساحات المسجد إلا بعد مرور ساعة من بدء الحريق".

وتابع: "أتى الحريق على ربع المصلى القبلي تقريبًا، وتسبب في خسائر لا تحصى لعل أبرزها إحراق منبر صلاح الدين بالكامل، ولولا لطف الله لأتى الحريق على كل المصلى".

آنذاك أطلقت الحكومة الأردنية، راعية المقدسات في القدس، عملية ترميم واسعة في المصلى القبلي من أجل ترميم الدمار الذي نتج عن هذا الحريق.

وفي هذا الصدد، قال الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية إن عملية الترميم استمرت 30 عامًا.

وأوضح أنه "تم ترميم المناطق التي أتى عليها الحريق بما يشمل الزخارف والسقفيات والأعمدة إضافة إلى منبر صلاح الدين الذي تم إعادته إلى المسجد في العام 2007".

ومنبر صلاح الدين هو تحفة فنية صنع في دمشق بأمر من نور الدين زنكي وتم تثبيته في المسجد بعد تحرير المدينة على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187.

ويقول بكيرات: "استهداف المنبر كان مقصودًا، فهو يشير إلى تحرير المسجد الأقصى بعد أن بقيت القدس 88 عامًا تحت الاحتلال الصليبي، وبالتالي فإن الحريق أراد استهداف رمز التحرير".

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تبرع بكافة تكاليف بناء منبر مطابق للمنبر الأصلي بكافة مواصفاته وتفاصيله، وهو ما تم في جامعة البلقاء التطبيقية في المملكة، واستمر 5 سنوات لينتهي العمل في العام 2007.

وقالت الحكومة الأردنية آنذاك إن "الحرفيين والمهندسين المشرفين على هذا العمل قاموا بتجميع 16 ألفًا و 500 قطعة بعضها لا يتعدى طوله المليمترات القليلة في بناء فني طوله 6 أمتار بدون استخدام مواد تثبيت من صمغ أو مسامير أو براغي أو غراء، بل باستخدام طريقة التعشيق لإنتاج ما يمكن تسميته بفن المنبر الذي تمثل في فنون الزخرفة الهندسية والزخرفة النباتية والخط العربي والمقرنصات والخراطة والتطعيم بالعاج والأبنوس والتعشيق وهي الأنماط الستة الرئيسية المكونة للفن الإسلامي".

وأشار الخطيب إلى أن "كل أعمال الترميم التي جرت في المسجد الأقصى كانت ولا زالت بالكامل على نفقة الحكومة الأردنية وتبرعات ملكية أردنية".

وذكر بكيرات أنه "على ضوء الحريق فقد تم تشكيل لجنة لإعمار المسجد الأقصى برئاسة رائف نجم التي قامت بأعمال جليلة ومهمة جدًا لترميم المسجد الذي استغرق 30 عامًا".

وتكتفي وزارة الخارجية الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني بوصف "روهن" الذي حرق المسجد بأنه "غريب الأطوار" وقالت في إشارة إلى منبر صلاح الدين "المنبر الذي انتصب طوال قرون في المسجد الأقصى قد تعرض للحرق ولأضرار جسيمة جراء الحريق الذي أضرمه السائح الأسترالي غريب الأطوار مايكل روهن سنة 1969".

ولكن على الرغم من ترميم الأضرار التي نجمت عن عملية الحريق، فإن الخطيب وبكيرات يشيران إلى أن الأخطار التي تتهدد المسجد لم تتوقف.

ولفتا في هذا الصدد إلى تسهيل الشرطة الإسرائيلية اقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى منذ عام 2003 رغم الاحتجاجات المستمرة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التي حذرت مرارًا من تدخل الشرطة الإسرائيلية في إدارتها للمسجد الأقصى.

كما نوها إلى تصريحات عديدة لمسؤولين إسرائيليين خلال السنوات الماضية عن السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى فضلًا عن إعلان جماعات إسرائيلية التحضير لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد.

وقال الخطيب: "ما دام هناك تطرف يتم التعبير عنه بالاقتحامات وأناس يدّعون بأن الهيكل كان مكان الأقصى ويهددون بهدمه لإقامة الهيكل فإنه ينبغي الحذر من الأخطار التي تتهدد المسجد".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل