المحتوى الرئيسى

البرلمان التركي يصادق على اتفاق المصالحة مع إسرائيل

08/20 16:36

قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم السبت (20 آب/أغسطس 2016) إن برلمان البلاد أقر اتفاقا للمصالحة تم توقيعه مع إسرائيل في حزيران/يونيو الماضي، ينهي توترا استمر ستة أعوام بين الدولتين.

وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد أن اعتلى جنود من القوات البحرية الإسرائيلية سفينة تركية في أيار/مايو 2010 في إطار إجراءات لتطبيق حصار بحري على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، مما أسفر عن مقتل عشرة أتراك على متنها.

وقدمت إسرائيل اعتذارا عن الهجوم وقبلت بموجب الاتفاق سداد تعويضات قيمتها 20 مليون دولار لأسر الضحايا والمصابين مقابل أن تسقط تركيا دعاوى تعويضات أقامتها ضدها.

كما سيعين البلدان سفراء ضمن الاتفاق الذي تحركه عدة دوافع من بينها احتمال عقد اتفاقات مربحة تتعلق باحتياطيات الغاز في البحر المتوسط. وتم توقيع الاتفاق في 28 حزيران/يونيو ومثل تقاربا نادرا في منطقة الشرق الأوسط المضطربة مدفوعا بالمخاوف المتبادلة من المخاطر الأمنية المتزايدة. وبعد ذلك بأسبوعين قتل أكثر من 240 شخصا في محاولة انقلاب في تركيا.

وبموجب الاتفاق يظل الحصار البحري لغزة الذي كانت أنقرة تريد رفعه ساريا لكن من الممكن توصيل المساعدات الإنسانية للقطاع عن طريق الموانئ الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، رحب اليوم السبت النائب عمير بيرتس عن المعسكر الصهيوني بمصادقة البرلمان التركي على اتفاق المصالحة مع إسرائيل. واعتبر بيرتس أن هذه الخطوة ايجابية، داعياً إلى المزيد من الخطوات لتشكيل ما وصفه بمحور مع الدول الإسلامية المعتدلة، وبضمنها تحقيق حل الدولتين، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.

خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".

آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.

وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".

آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."

وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."

تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.

وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.

من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."

يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل