المحتوى الرئيسى

"المسبحة" في عيون تركية .. "كالزوجة التي تقف بجانب زوجها"

08/20 13:37

"إنها كالزوجة تماماً تقف بجوار زوجها وتشاطره لحظاته".. هكذا وصف صانع "المسبحة" أو "السبحة" التركي نجيب قره داغ،  الذي يحرص على توريث مهنته للأجيال القادمة، لما تجسده من فن جميل يستحوذ على قلوب الصغار والكبار.

يقول "قره داغ" للأناضول إن السبحة ومنذ توزيعها من قبل السلاطين العثمانيين على المصلين عقب صلاة الجمعة وحتى اليوم، تواصل استحواذها على وجدان كثير من المسلمين في تركيا، حيث يراها بعضهم حبات دعاء تذكرهم بالله، فيما يعتبرها آخرون رمزاً للخير.

دلالتها هذه، دفعت "قره داغ" وإخوته الأربعة منذ نعومة أظافرهم لامتهان حرفة صناعة المسابح، بعد انتقالهم مع أسرتهم من مدينة أرزينجان إلى اسطنبول.

ويقول "قره داغ" عن مهنته التى ورثها عن أجداده أنه مع مرور الوقت تحول اهتمامنا بصناعة المسابح من مجرد مهنة، إلى فن يحمل تاريخ كبير نرغب في تطويره، لاسيما وهذه الثقافة منتشرة في مختلف أنحاء العالم، وعدم اقتصارها على دين أو شعب معين.

والمسبحة هي مجموعة من قطع ذات شكل خرزي تتكون من عدد معين من حبات منظومة ومنتظمة في خيط، وقد تختلف حباتها بحسب المجتمع أو رغبة الصانعين.

وعن أهميتها، أوضح "قرة داغ" أن البعض يرى أنها تجلب الحظ، وهناك من يراها تخفف التوتر والضغط، وآخرين يعتبرونها حبات دعاء يستخدمونها في ذكر الله والتواصل معه.

وتابع :"المسبحة موجودة في اليهودية والمسيحية أيضاً".

وحول كيفية صناعتها، أشار إلى أنها حبات تُصقل من أنواع خشبية متنوعة بدقة ومهارة بالغة، وتُثقب من الوسط ويجمعها في نفس الوقت خيط متين لتصبح على شكل حلقة مستديرة كاملة.

وتتنوع المسابح حسب الكم وفقاً لعدد حباتها، وحسب الكيف وفقاً لنوع المادة المستخدمة في صناعتها، كما يقول الحرفي "قره داغ".

وفي هذا الصدد، بيّن أن هناك المسبحة ذات الـ 33 حبة، وأخرى بـ 99 حبة، في حين يستخدم الدراويش (الصوفية) مسابح خاصة تبلغ عدد حباتها 500 وأحياناً ألف.

ومن حيث الكيف، لفت "قرة داغ" إلى أنهم يفضلون المسابح المصنوعة من خشب "الأبنوس" للأشخاص الذين يعانون من التوتر وارتفاع الضغط العصبي، في حين توجد أنواع أخرى لإزالة الميكروبات والجراثيم، وتعطير رائحة اليد في نفس الوقت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل