المحتوى الرئيسى

مفتي الجمهورية: يجب التمييز بين رسالة الإسلام ومن يشوه تعاليمه

08/20 12:42

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوض الأمن ويروع الآمنين، قائلا "جميعها وإن تعددت صورها تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي".

وقال مفتي الجمهورية - خلال لقاء تليفزيوني مع القناة الرابعة البريطانية ونقله بيان لدار الإفتاء المصرية اليوم السبت - "إنه يجب التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة، التي تتمثل في الرحمة والسلام وبين المغالطات والممارسات، والجرائم التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين، الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين".

وأضاف "الإسلام لا يبحث أبدا عن الصدام والتعارض، بل أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن الإختلاف ليس مدعاة أبدا للفرقة والإختلاف بل هو أدعى للتعارف والتقارب والتحاور، فيقول تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ۚ إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم)".

وجدد الدكتور علام انتقاده لما يقوم به تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي لا يعد دولة ولا أفعاله الإجرامية تعد أفعالا إسلامية، قائلا "لقد أكدنا مرارا وتكرارا أنه يجب ألا نستخدم أبدا تسمية الدولة الإسلامية للإشارة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، لأن ما يقوم به هو وأمثاله من الجماعات المتطرفة تتعارض كليا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية من خلال ذبحهم الأبرياء وحرقهم المدارس وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية وترويعهم المجتمع بأكمله وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة".

وشدد علي أن العالم بحاجة لتعزيز ثقافة الحوار والتعايش في عالم رفعت فيه الحواجز والحدود، وينطلق من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، ويبقي على الاحترام ولا يسعى إلى تأجيج الكراهية أو السيطرة على الآخر، واحترام التعددية الدينية وتنوع الثقافات، موضحا أن المطلوب تحقيقه من المنظور الديني الإسلامي الصحيح هو تقبل الأخر واحترامه واكتشاف النقاط المشتركة فيما بينهم حتى يتحقق التعاون والعمل سويا من أجل عمارة هذا الكون.

وتابع مفتي الجمهورية "علينا أن نعمل سويا من أجل التصدي للقضايا الشائكة التي تشغل بال الناس في يومنا هذا مع السعي الجاد في السبل التي نجحنا من خلالها على مر التاريخ في العيش والتعاون معا بسلام في توافق وتسامح لقرون عدة، مؤكدا أن دار الإفتاء المصرية تحرص دائما على نشر صحيح الدين، حيث أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان العيش في وئام مع النفس وتعايش مع الآخر مؤسس على السلام والحب، اللذين هما أساس الأديان جميعا".

وحول ما إذا كان هناك تأثيرا للشريعة والمفاهيم الإسلامية في المفاهيم الغربية، قال مفتي الجمهورية "إن التأثير جلي وواضح على مر التاريخ.. فالقانون الفرنسي يتفق مع الفقه المالكي في كثير من نصوصه، والبقية تتفق مع المذاهب الأخرى، وكان للسنهوري تجربة رائدة في المقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون الفرنسي".

وأضاف "كذلك الأمر في مختلف العلوم حيث استفاد الغرب من علماء الإسلام في مجالات عدة، مثل (الفلك، والرياضيات، والطب، والعلوم، وعلم الاجتماع)، فضلا عن كثير من العادات التي انتقلت إليهم باحتكاكهم بالعرب والمسلمين".

وحول دعاوى أن الشريعة الإسلامية غير صالحة لعصرنا الحالي بعد مرور أكثر من 1400 سنة، أكد مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمة والأمكنة، ولذا دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادا على القواعد العامة التي قررها.

وأشار إلي أن لكل عصر مستجداته ومشكلاته، ولذا لابد من اجتهاد جديد يعالج مشكلات العصر الذي نعيش فيه، موضحا أن الفقهاء تركوا لنا ثروة كبيرة ينبغي أن نستفيد من مناهجها ولا نقف عند مسائلها.

وبسؤال مفتي الجمهورية عن المثلية الجنسية وموقف الإسلام منها، أجاب "أن الأديان السماوية جميعها رافضة لمسألة المثلية الجنسية باعتبار ذلك خروجا عن القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل