المحتوى الرئيسى

الدوحة مولت غارات «الناتو» واحتضنت قيادات الجماعات المسلحة

08/20 11:21

كشف الباحث «كرستين كوتس أوليريسشن»، من جامعة لندن للاقتصاد، وعدة معاهد بحثية سياسية، فضيحة تورط دولة قطر فى تمويل الجماعات المسلحة ودفعها لإسقاط أنظمة الدول العربية فى فترة ثورات الربيع العربى، كما أكد الباحث فى دراسته التى حملت عنوان «قطر والربيع العربى: اللاعبون السياسيون وآثار سياساتهم على أوضاع إقليم الشرق الأوسط»، مشاركة قطر بتمويل، وإمداد قوات حلف الأطلنطى، ومشاركة قيادات عسكرية وطائرات «ميراج» مزودة بطيارين قطريين، وذلك لشن الهجمات الجوية والبرية على ليبيا، لإسقاط نظام الرئيس الليبى السابق معمر القذافى.

ليس هذا فحسب بل وفرت القناة الأرضية التليفزيونية القطرية فى ليبيا شاشتها حتى يتوجه الثوريون الليبيون من خلالها للعالم، وتوصيل أصواتهم التى تستغيث من نيران القذافى، وأوضح البحث أن الهدف من إنشاء محطة التليفزيون هو مواجهة الإعلام الموال للقذافى فى ذلك الوقت، ويرى الباحث «أوليرسيشن» أن الدوحة أصبحت تستخدم الإعلام كأحد الأسلحة التى يمكن من خلالها إحكام السيطرة على التصورات، والروايات والأحداث التى يمكن تصديرها للعالم فى الاتجاه الذى تريده.

وأوضح الباحث أن متخذى القرار فى الدوحة وصل بهم شغفهم وإصرارهم على إسقاط ليبيا، حد تذليل وتوفير كل قواهم وعلاقاتهم، وتجنيدها لإنجاح عملية التدخل واختراق أجهزة الدولة والمجتمع الليبى فى ذلك الوقت على عدة مستويات ووجوه متعددة يصعب التعرف فيها على الفاعل الحقيقى، فعلى سبيل المثال قام محمود جبريل، رئيس المجلس الانتقالى، فى ذلك الوقت ببناء قاعدة له فى الدوحة، تسهل له التحرك الآمن وإدارة الموقف فى ليبيا من بعيد، عما يكون فى القاعدة الثورية فى بنى غازى أى فى قلب المعركة الحقيقى!

فعلى سبيل المثال قدمت قطر لمحمود جبريل عدة تمويلات وتسهيلات تحت مسمى «مساعدة الثوريين» لإسقاط نظام الطاغية أو الاستبداد والديكتاتور معمر القذافى، كما وصفوه كالآتى: 400 مليون دولار على سبيل التمويل المبدئى، إمدادات بالماء النظيف، والكهرباء، والدفايات، والبضائع الغذائية الأساسية، ووصل الحد إلى شراء وتسويق البترول الليبى عبر الموانئ الشرقية تحت سيطرة الثوريين.

كما مولت قطر الجماعات المسلحة أمثال أجناد طرابلس ومجموعة مسلحى ومحاربى ليبيا الإسلامية من خلال شركة «رافالله السحاتى» فى شكل رمزى وحركى يحمل اسمى «فيرارى 17»، كما أوت واحتضنت ربوع قطر القواد الإرهابيين لهذه الجماعات أمثال عبدالحكيم بلهادج وعلى السلابى الذى استوطن قطر منذ 2011.

ووصل حد التبجح بالدولة القطرية فى وقت اندلاع الثورة الليبية على نظام القذافى، إلى رفع الأعلام القطرية على أماكن إقامة الرئيس الراحل معمر القذافى بعد اغتياله، جنبًا إلى جنب مع علم جماعة «ليبيا الحرة» كإشارة للنصر وإسقاط النظام الليبى.

وتوصل الباحث إلى نتيجة مهمة بأنه بعد مساعى قطر التخريبية التى أوقعتها فى ليبيا بهدف إسقاط نظام القذافى، تكشف بعد ذلك ضعف الأداء الدبلوماسى القطرى، وقصور العمل المؤسسى داخل الدوحة، فضلًا على أن القرارات السياسية والخطيرة التى تصدر من دولة قطر ليست مدروسة وتعتمد على الأهواء الشخصية للأمير أو الحاكم، حيث إن الوضع المأسوى فى ليبيا من الفوضى وتوغل وتوحش الجماعات المسلحة، وعلى رأسها «داعش»، وفشل الأطراف الوطنية حتى ذات التوجهات الإسلامية المسلحة والموالية لقطر فى تحقيق نصر ملموس أو مشهود، يمكنها من الاتفاق والظهور أمام الشعب الليبى والعالم فى شكل موحد، كلها دلائل لا تدع مجالًا للشك فى أن قطر لم تكن من الخبرة والحنكة وحسن النوايا فى الأدوار التى لعبتها فى ليبيا أو سوريا أو غيرهما من دول الربيع العربى.

ويذكر الباحث أن محاولات قطر السابقة فى 2011 وما بعدها حتى الآن بداية من 2013 وتولى الأمير تميم بن حمد الثانى السلطة مكان والده هو محاولة لتطوير وتعظيم دورها من مجرد وسيط دائم بين الأطراف المتنازعة والأنظمة والجماعات المسلحة، وعلى رأسها «الإخوان»، إلى تطلعها لأن تصبح فاعلًا حقيقيًا فى المنطقة، واستغلت الدول الغربية كلها هذه الرغبة المحمومة لدى الأمير الجديد، واستغلته فى تحقيق أهدافها فى إسقاط الأنظمة العربية التى وصفتها بالديكتاتورية والاستبداد فى المنطقة، وإعلان هذه القوى الغربية اشتراك وتعاون القوى العربية مثل قطر ومساعدتها على التخلص من هذه الأنظمة بحجة تحقيق صالح الشعوب العربية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل