المحتوى الرئيسى

المنيا: تقاوى «بايونير» دمرت 30 ألف فدان.. والفلاحون: شقى عمرنا ضاع

08/20 10:06

مازال الفساد ينخر فى العظام كالسوس، رغم قيام الرئيس السيسى بعزل ومحاكمة وزير زراعة سابق، نتيجة للفساد والرشاوى، وما سبقه من فساد فى المبيدات الزراعية فى عهد حكومات الرئيس المخلوع مبارك، لتعيد الكرة نفسها مرة أخرى، وكأن وزارة الزراعة تعاقدت رسميًا مع الفساد، حيث تشهد محافظة المنيا، معاناة ومأساة لما يقرب من 400 ألف مزارع منياوى، بمساحة تقدر بـ30 ألف فدان مزروعة بالذرة الصفراء، حيث يعانون من ذبول عيدان الذرة الصفراء وعدم إنتاج كيزان الذرة، الأمر الذى دعا الأهالى إلى استخدامه كعلف للماشية.

وقد شهدت زراعة الذرة الصفراء بمحافظة المنيا، مأساة حيث كان ينتظر الفلاح جنى المحصول لسداد ما عليه من ديون والتزامات، بعد أن بلغت مصروفات الفدان ما يقرب من 5 آلاف جنيه موزعة على ثمن التقاوى والإيجار والأسمدة والعمالة والرى، ولم يجن إلا خيبة أمل، فى مرحلة نضج الذرة الشامية، حيث وجد كيزان الذرة الشامية، كالأحطاب اليابسة، لاغلال بها، وفى أحسن حالاته لن يتعدى إنتاج الفدان سوى أردب واحد بعدما كان إنتاجه فى العام الماضى 24 أردبًا، حيث عبر الأهالى عن أن التقاوى تحمل علامة شركة (بايونير) فرد أصفر 30م 84، والمتعاقد معها بجميع الإدارات الزراعية والإرشاد الزراعى، وبعض تجار القطاع الخاص.

والرأى للمزارعين، أنه بناء على القرارات السيادية بوزارة الزراعة بزراعة الذرة الصفراء لتوفير الأعلاف والزيوت، وتوفير العملة الصعبة، حيث من المفترض والمعروف مسبقًا، أن عملية التقاوى وتوريدها لوزارة الزراعة، تمر بعدة مراحل، وتشمل زراعة التقاوى نفسها، ولابد أن تكون مراعاة للبعد الزمانى والمكانى، وقيام الإدارات المختصة بمتابعة حقول التقاوى على الطبيعة، ثم يتبعها، عمليات لجان الفحص والاعتماد، ثم إدارات التقاوى، والتى من شأنها الحصول على عينات من التقاوى الموردة ومطابقتها بعد اختبارها للمواصفات الفنية ودرجة الإنبات، ثم تكون المرحلة الأخيرة وهى قيام الشركة الموردة للتقاوى بالتنسيق مع الإدارات والجمعيات الزراعية والإرشاد الزراعى، بعمل توعية شاملة للمزارعين قبل زراعة المحصول، للتدريب على كيفية الزراعة من حيث الموعد وكمية مياه الرى والتسميد.

حيث تقدم المزارعون بشكاوى بجمعيات مراكز العدوة ومغاغة ومطاى وسمالوط ومركز المنيا، مستغيثين ومطالبين بعمل معاينات على أرض الواقع، حيث شكلت مديرية زراعة المنيا، لجنة مكونة من أ. د. أحمد عبدالعزيز أحمد، مشرف الحملة القومية للذرة الشامية بالمنيا، ود.عبير حمدى عباس، إخصائية أمراض النبات ببحوث ملوى، ومهندس عمر محمد حسن، إخصائى النهوض بالمحاصيل بمديرية الزراعة، ومهندس حسن رمضان محمود، رئيس قسم الإرشاد الزراعى بمطاى، مهندس علاء مرتضى أحمد، إخصائى المحاصيل بمطاى.

وخلال المعاينة الفعلية على الواقع وفى حضور الأهالى ومندوب شركة (بايونير) الموردة للتقاوى لمديرية الزراعة، جاء تقريرها (تبين من المعاينة الفعلية للحقول إصابة النباتات بالذبول المتأخر، وقد تم التنبيه على المزارعين باستخدامها كعلف أخضر لإخلاء الأرض استعدادا للمحصول التالى، حيث إن هذا النبات المزروع لا يصلح لإنتاج حبوب الذرة.

ويعد هذا التقرير إدانة واضحة واعترافًا واضحًا لا لبس فيه بتلف التقاوى، وأنها مصابة بالمرض، وفى واقعة تسجل أيضًا اعترافًا ضمنيًا، صرح مهندس إبراهيم حمادة، مندوب شركة بايونير للمزارعين وفى وجود لجنة المعاينة، بأن الشركة لن تقوم بأى تعويضات، وإن عوضت المزارعين فسوف تعوضهم بـ(شيكارة تقاوى) العام المقبل، وأضاف أن الشركة أيضا تعلم أن هذا الصنف حامل للمرض منذ 10 سنوات.

وقال أحمد إبراهيم محمد، إننى قمت بزراعة فدان من تقاوى بايونير فرد 84 التى تم شراؤها من خلال الجمعية الزراعية، بمبلغ 325 جنيهًا، وقمت بزراعتها بتاريخ 10 مايو طبقًا للموعد المحدد لزراعة الصنف، وكذلك قمت بريها حسب الرى المحدد، وفوجئت بشلل تام لأعواد الذرة الشامية الصفراء، وأن كيزان الذرة مثل الحطب اليابس لاغلال بها، والآن أقوم باقتلاعه كغذاء للمواشى، وأطالب وزير الزراعة بالتحقيق فى الواقعة، لأنه خراب بيوت للمزارعين.

وأضاف أنه من المفترض أن تلك التقاوى قد حصلت على تأشيرة المرور بعد توقيع صلاحية من قبل لجنة الفحص والاعتماد وإدارات التقاوى، لذا وجب المحاسبة لكل فاسد أو مقصر عن عمد لإلحاقه الضرر بالمزارعين.

حنفى رجب على، وحلمى رجب على يزرعان مساحة 12 قيراطًا، وقد أوضحا أنهما قاما بشراء التقاوى من الإرشاد الزراعى، وقما بالزراعة فى الموعد المحدد وكانت الطامة الكبرى، بعدما ظهر الشلل على عود الذرة الشامية، دون كيزان ذرة، معبرين عن صدمتهما بـ(شقى عمرنا راح).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل