المحتوى الرئيسى

صعود اليمين المتطرف يقلق اللاجئين بأوروبا

08/20 03:03

تشهد الحياة السياسية الأوروبية نموا متصاعدا لأحزاب اليمين المتطرف بشكل يثير قلق الكثير من السياسيين والخبراء على مستقبل النظام الديمقراطي الذي يعد من أبرز المعالم السياسية للقارة العجوز.

فقادة أحزاب اليمين ينشطون اليوم في وسائل الإعلام لنشر أفكارهم المتطرفة التي تتركز أساسا على "معاداة الإسلام" و"طرد اللاجئين والمهاجرين" إضافة إلى دعواتها الدائمة لتفكيك دول الاتحاد الأوروبي والخروج من منطقة اليورو.

في ألمانيا التي أظهرت استطلاعات الرأي مؤخرا تراجعا في شعبية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث يعتقد 52% من الألمان أن سياستها سيئة تجاه اللاجئين، تشهد أحزاب اليمين تقدما بطيئا لكنه ملحوظ ولا سيما بعد أحداث التحرش بساحة كولن في احتفالات رأس السنة لهذا العام.

وفي حين دعت زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني إلى تحويل إدارة شؤون اللاجئين إلى إدارة لتهجيرهم، ونقل المهاجرين الذين لم تقبل طلبات لجوئهم إلى جزر خارج أوروبا، دعا اليميني النمساوي المتطرف نوربرت هوفر الذي خسر انتخابات الرئاسة في مايو/أيار 2016 إلى منع الملابس الدينية التي ترتديها المسلمات، وفق تعبيره.

وجاءت دعوة هوفر متزامنة مع دعوات رفضتها الحكومة الألمانية كان قد أطلقها ألكسندر غاولاند نائب رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" دعا فيها إلى تعليق حق اللجوء للمسلمين لحين تسجيل كل طالبي اللجوء المقيمين في ألمانيا ومراقبتهم والنظر في طلبات لجوئهم.

هذه الدعوات التي لم تلق حتى الآن قبولا حكوميا في عدد من الدول الأوروبية أصبحت أمرا واقعا في بولندا التي يتزعم فيها حزب الحقوق والعدالة المتطرف الحياة السياسية، والتي أعلنت صراحة في يوليو/تموز الماضي عن قرار يقضي بعدم استقبال اللاجئين والمهاجرين على أراضيها.

ويرى المستشرق الهولندي في جامعة تلبورخ يان ياب دي روتر الذي ألف عن حزب اليمين المتطرف في هولندا كتابا بعنوان "القذى التي في عين أخيك-حرب الإسلام المزعومة على الغرب" أن هناك مؤشرات خطيرة على تنامي قوى تعمل ضد الديمقراطية في كل مكان في العالم، ومنها صعود اليمين الشعبوي في أوروبا، وخطاب المرشح الرئاسي دونالد ترامب ضد الديمقراطية في أميركا.

ويقول دي روتر في حديثه للجزيرة نت إن قضية اللاجئين ستضع الديمقراطية الأوروبية على المحك بشأن ما إذا كانت قادرة على تحمل كل هذا الهجوم ضدها.

ويضيف أنه في حال انتصرت الأحزاب اليمينة المتطرفة في الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها هولندا وألمانيا والرئاسية في فرنسا العام المقبل، فسيكون السؤال الكبير عما إذا كان اليمين الشعبوي سيتولى السلطة هناك، وهل سيحافظ على دساتير بلدانهم.

ويتوقع دي روتر أن يضع العام المقبل الأحزاب الشعبوية في أوروبا في تناقضات جوهرية مع الواقع لأنها ستكون أمام خيارين؛ إما تطبيق برامجها غير الديمقراطية بشأن اللاجئين والمسلمين، أو الحفاظ الحقيقي على القيم الإنسانية في دساتير بلادهم.

ويؤكد أنه في حال حافظوا على هذه القيم فإن برامجهم السياسية بشأن اللاجئين والإسلام في أوروبا ستكون من مجالات كفاحهم السياسي العام المقبل.

من جهته يقول بسام العويل البروفيسور السوري البولندي في جامعة كاجيميج العظيم في بيدغوش البولندية إن اعتلاء اليمين المتطرف سدة الحكم في بولندا ومحاولاته الدؤوبة لتغيير نظام الحكم دفع إلى ظهور "حركة الدفاع عن الديمقراطية" التي جمعت أطراف المعارضة في البلاد جميعها بعد تهميشهم من قبل اليمين في صياغة سياسة البلاد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل