المحتوى الرئيسى

ما لم يُنشر عن «عادل إمام وشركاه»!

08/19 22:28

هذا مقال استثنائى عن فنان استثنائى.. فهذا المقال يتجاوز دوريته المحددة بالأربعاء من كل أسبوع لنسجل فيه للناس وللتاريخ كيف كانت السعادة على «صاحب السعادة» لما نشرناه عنه الأربعاء الماضى بعنوان «عادل إمام وشركاه». وقد أبلغنا الزميل والصديق العزيز الكاتب الصحفى الأستاذ محمود مسلم، رئيس تحرير «الوطن»، بما جرى، وبحرفية رؤساء التحرير النابهين قال على الفور: «لك أن نكتب خبراً عن الاتصال أو تتناوله أنت فى مقال خاص».. وكان منحازاً إلى الثانية!

كان الصديق الزميل العزيز الكاتب الصحفى محمد المعتصم أبلغنا أن النجم الكبير عادل إمام سيتصل بى تقديراً للمقال. بعد لحظات كان الهاتف يستقبل صوت الفنان الكبير. التفريغ الحرفى للاتصال يقول إنه كان سعيداً جداً بما كُتب عنه.. مدح فى المقال وصاحبه وفى «الوطن»، وقال كلاماً كثيراً نحتفظ به لأنه يخص شخصنا المتواضع، لكن الأهم أنه نقل تقدير السيدة الجليلة زوجته لما قلناه عنها، وقال إنها إلى جواره تتمسك بوصفها «شريكة نجاحه وليست شريكة حياته فقط». ونقل شكر رامى إمام، المخرج الموهوب، وتقديره لما كتب وكيف قرأه فور صدوره. أما عصام إمام، المنتج المعروف وشقيق النجم الكبير، فقد أمسك بالهاتف وقال كلامه بنفسه دون وساطة مدحاً وتقديراً، ليواصل النجم الكبير بعده اتصاله ويتحفظ ضاحكاً على لفظ «الخطايا»، حيث قلنا فى المقال: «أطلق عليه ما شئت، إلا أن مسيرته لا تخلو من الأخطاء وربما لا تخلو من الخطايا.. فهو بشر والبشر خطاءون»، حيث قال حرفياً: «ممكن أكون ارتكبت أخطاء لكن خطايا لا»، ثم أتبعها مازحاً: «انت أكيد حاططها لزوم السجع». ولم نكن نقصد طبعاً ارتكابه شيئاً بعينه بقدر قصدنا أننا جميعاً بشر فى نهاية الأمر!

لم ينته الاتصال عند هذا الحد، ولكننا هنا نترك النص الحرفى للمكالمة لنتوقف عند دلالاتها.. وأهمها على الإطلاق أن الرجل الذى هو ملء البصر والسمع يكون تقديره لمقال عنه بهذا الحجم وبهذه الطريقة فيتصل وأسرته حوله ليقدموا الشكر معاً. والدلالة الثانية أننا استطعنا أن نُدخل السرور على الفنان الذى قرر منذ طلته الأولى على الشاشة أن يكون إسعاد الناس مهمته الأساسية. والدلالة الثالثة أنه لا صحة على الإطلاق لما يقال عن غرور الرجل وتكبره. ويبدو الخلط جلياً عند البعض بين التكبر وبين خطوط تفرض نفسها كحدود فاصلة ضرورية للحفاظ على النجاح ومنع تسربه من أيدى أصحابه كما حدث مع كثيرين.. والدلالة الرابعة هى حرص النجم الكبير على الدفاع عن نفسه ضد ما اعتبره «اتهاماً»، رغم أن عتابه كان رقيقاً وضاحكاً، وقد اعتبرها ملاحظته الوحيدة فى كل ما نُشر.. أما الدلالة الخامسة فهى استيقاظه مبكراً خلافاً لما يشاع، والتزامه الجو الأسرى التقليدى عند المصريين والبساطة، فقد اتصل هاتفياً عدة مرات فى إصرار على القيام بما يراه واجباً، وكان إصراره على الاتصال حقيقياً وليس شكلياً وإلا لاكتفى باتصال واحد!

توقف عادل إمام عند ما قلناه فى مقدمة المقال من أن «تحليل ظاهرة النجم الكبير ربما لن يكفيه مقال أو عدة مقالات أو عدد خاص من صحيفة ولا كتاب، ليس رغبة فى الرغى وإنما لتنوع مدارس ومواقف المتصدين للموضوع».. لذا قلنا له إن المساحة لم تكف مثلاً لنتناول الانضباط الذى فرضه على أسرته، حتى إننا لم نسمع ولله الحمد عن مشكلة عائلية واحدة طالت أسرته. ولم يتسع المقال السابق للحديث عن النجاح فى تربية الأبناء، حتى إن سيدة أعمال تقيم بالقرب من منزل النجم الكبير بالمنصورية أبلغتنا كيف يعطف هو على الكثيرين حوله، وكيف يرون رامى إمام وهو يصطحب أبناءه إلى المسجد خصوصاً يوم الجمعة. ولم يتسع المقال للحديث عن علاقة عادل إمام بعائلته، فلم ينفصل عن إخوته ولم ينشغل عنهم، وتبدو العلاقة طيبة بينهم وبين أسرته الصغيرة، ولم يتسع المقال موضوعياً إذن للحديث عن موقف عادل إمام المبكر فى التصدى للإرهاب وإصراره على التحدى بالذهاب عام 88 إلى معقل التطرف وعاصمة العنف، إلى أسيوط، ليعرض مسرحيته «الواد سيد الشغال» على المسرح نفسه الذى اقتحمته الجماعات المتطرفة وحطمت محتوياته واعتدت على فريق المسرح بجامعة أسيوط، وكان موقفه قبل انفجار أحداث الإرهاب وقبل حادث الاعتداء على السياح بالأقصر بتسع سنوات كاملة، ولم يدرك أحد وقتها رسالته، وهى أن المواجهة ليست بالأمن وحده، وإنما بالوعى والثقافة والفنون كذلك!

لم يتسع المقال أيضاً للحديث عن علاقة إمام برفقاء المشوار، والتى ساهم بنفسه فى أن تبقى بعيداً عن الإعلام قدر المستطاع، وفيها الكثير، وكيف استطاع أن يوجد معه صديق عمره النجم الكبير الراحل سعيد صالح دون أن يكون عبئاً على العمل الفنى، فى توفيق إيجابى نجح فيه تماماً، كما أن الكثيرين لا يعرفون علاقته الطيبة جداً بهيثم أحمد زكى!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل