كيف يواجه الثوار "الدواعش" داخل السجون؟
تفاصيل وحكايات ومواجهات عايشها ويعيش فيها عدد كبير من المعتقلين داخل السجون، فاختلاف التوجهات والأيديولوجيات الفكرية والسياسية بين الفئات المختلفة قد ينتج عنها عواقب لا نتحملها، وذلك بعد فتح ملف عدم الفصل بين الشباب المعتقل من القوى الثورية أو المعارضة والآخرين من الجهاديين المنتمين إلى الأفكار الدينية المتشددة كالدواعش وأنصار بيت المقدس، لتحاول "المصريون" التعرف على كيفية قيام الشباب المعتدل فكريًا بمواجهة الأفكار المتشددة.
يقبع "عمر محمد" أحد المعتقلين المتهمين في قضية معروفة إعلاميًا باسم "مجموعة العمليات المتقدمة"، والمحبوس بسجن وادي النطرون حاليًا، وهو أحد الشباب الذين تم القبض عليهم مع الناشطة إسراء الطويل في يونيو 2015، وقبل تحويله إلى محكمة عسكرية، خاض عمر رحلة التعايش مع عدد من عناصر الجماعات التكفيرية، وهو ما أكدته شقيقة إسراء الطويل "آلاء" خلال تدوينتها عنه سابقًا، حيث قالت إنه يقوم بمواجهة تلك الأشخاص بالفكر المعتدل الخاص به من خلال محاولة تذكير نفسه بالألعاب الترفيهية منها "السلم والثعبان وبنك الحظ" وغيرها لتعليم الشخصيات الجهادية للعب معه والبعد عن الحديث عن الأمور المعتقلة بالدين.
وأكدت أنه في بداية أيامه داخل السجن، طلب منا أن نحضر له صورة للفنانة روبي وكتابة إحدى الأغاني الخاصة بها لحفظها ليقوم بتعليق الصور وترديد الأغاني داخل الزنزانة، بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص المنتمين للفكر الجهادي المتشدد ومواجهتهم.
وعن تفاصيل الرحلة التي خاضها محمد نبيل الناشط السياسي، بعد إلقاء القبض عليه في 25 أبريل الماضي على خلفية أحداث التظاهرات الخاصة بمصرية "تيران وصنافير"، روي لـ"المصريون" أنه كان محتجزًا داخل سجن "الكيلو عشرة ونصف" بطريق مصر إسكندرية، وكان مع مجموعة من الشخصيات المصنفة باتجاهاتها المتطرفة من بينهم المظلومون والمنتمون فعليًا لهذه التنظيمات منها "أنصار بيت المقدس وداعش" ويحاكمون بقضايا على أثر ذلك، موضحًا أن هناك الكثير من المناقشات التي دارت بينه وبين عدد كبير منهم بشأن العمل السياسي والأوضاع داخل مصر، ولكن لم يتأثر بهم، نظرًا لفكره وسياسته المقتنع بها والتي تتبنى فكرة التغيير دون عنف.
وأضاف نبيل، أن هناك عديدًا من الشباب المعتقل داخل ذلك السجن منذ ما يقرب من 13 عامًا ويحدث بحقهم العديد من الانتهاكات والتعذيب، والذي أدى في النهاية لتبينهم فكرة العنف بشكل تلقائي ووجدوا من الفكر المتطرف والتكفيري ملاذًا لهم ولأفكارهم، ويوجدون في تلك الأفكار بطولة في تنفيذها، مشيرًا إلى أن الشباب الصغير الذي تم القبض عليه ظلمًا هم أكثر فئة معرضة لتغيير الفكر والاتجاه، نظرًا لعدم نضوجهم سياسيًا أو فكريًا وهو ما ينبئ بخروج عدد كبير من الشباب بعد ذلك لديهم فكر داعشي متطرف.
وكانت آخر الروايات التي روتها نورهان حفظي، زوجة الناشط السياسي أحمد دومة، بعد تعرضه لمناقشات مع عدد من المنتمين إلى جماعات تكفيرية وجهادية منها "داعش وأنصار بيت المقدس"، أسفرت عن نيتهم لتطبيق "حد الحرابة" عليه نظرًا لاختلافهم معه في المناقشات واختلاف الأيديولوجيات والفكر والسياسات التي ينتهجها دومة، والمعروف بفكره الحر الديمقراطي بعيدًا عن تدخلات الدين بالشأن السياسي.
وأضافت حفظى، في روايتها عن قيام أحدهم بتهديده بإقامة حد الحرابة، وأنه كان سيتم تنفيذه داخل السجن لولا تدخل البعض والقول بأنه سيتم تنفيذه عقب خروجه من السجن لأنه في حالة ضعف.
وتابعت حفظي، أن ما حادث بعد نقاش طويل اتضح من وجهة نظرهم، أنه مفسد في الأرض، وبعد ذلك "قعدوا يتخانقوا ويحوشوا بعض عن أحمد وأن مسئول الإخوان في السجن والذي كان بيمتحن معاهم كان له موقف مختلف، باعتباره أنه أخطر من المشركين والمفسدين في الأرض".
Comments