المحتوى الرئيسى

دموع المرأة الأسطورة!

08/19 13:30

هى امرأة ريفية بسيطة، نشأت بين عائلة عادية بل وفقيرة، لم تتصور يوماً ما أصبحت عليه أو حتى ما انتهت إليه من مصير محتوم ومجهول خلف القضبان بحكم قضائى رادع، كانت تسعى للستر وحياة بلا مشاكل وجهد مقبول فى السعى إلى توفير لقمة العيش الحلال ولكنها مع الوقت وبسبب ضغوط الحياة تحولت إلى مشكلة فى حد ذاتها وإلى أقوى امرأة فى طنطا، وصلت إلى قمة الهرم فى عالم الفتونة والبلطجة، بدأتها فى صورة -أدهم الشرقاوى- التقليدية الذى يسعى للخير ورفع الظلم عن المظلومين ورد الحقوق المنهوبة لهم وسرقة الأغنياء ليوزع الحصيلة على الفقراء مع فرق بسيط وهى السرقة والعائد لها وأعوانها فقط.

تحولت تدريجياً ومع تشجيع من حولها ومساندتهم لها حتى أصبحت طاوساً يزهو بنفسه ويطرب لاسمه، أطلقوا عليها لقب الكبيرة والريسة والزعيمة والأسطى والحاجة، وكل أوصاف التفخيم والتبجيل والتقدير والاحترام فى عالم الظلام السفلى أصبحت تتدخل لإصلاح ذات البين، وترضية المتنازعين، كان مجرد ذكر اسمها كفيلاً لإنهاء الجدال لصالح من تسانده وتتحدث بلسانه وتؤيد موقفه ولو بالخطأ، «سحر الجارية»، اسم كان له فعل السحر وإنهاء أى أزمة كانت ستتحول إلى قضية كبيرة تهدر فيها الدماء ويسقط فيها ضحايا كانت -الأسطورة- لها نظرة يقشعر لها أبدان الرجال، وترتعد لها فرائصهم، فعلت كل شىء فى عالم الجريمة، بجدعنة يذكرها كل من ساندته وبخسة وقهر وذعر لكل من كانت ضده وفى مواجهته.

كانت متخصصة فى كل شىء، وذاع صيتها وشهرتها أيام الانفلات الأمنى عندما اقتحمت قسم ثان طنطا واستولت على كل ما بداخله من سلاح، وفرضت الإتاوات على أصحاب الأراضى الفضاء مقابل الحماية وضمان عدم سرقة تشوينات البناء الخاصة بهم، كان المتنازعون يتنافسون عليها لتقبل التدخل لصالح أحدهما، والمحظوظ هو الذى يحظى برضائها وعطفها.

دخلت مبنى ديوان المحافظة من باب كبار الزوار، وصدق أو لا تصدق، فقد حدث أن استولى بعض البلطجية على مساكن مبارك بمنطقة العجيزى بطنطا، احتلوها بالقوة وسكنوها «بالعافية» سرقوا الأبواب والشبابيك وأدوات السباكة، ولم تجد المحافظة سوى «سحر الجارية»، لتعيد لهم حق المحافظة، مقابل بعض الشقق التى خصصوها لها وأقاربها وبالفعل قامت الأسطورة باستدعاء قواتها الجاهزة والمسلحة بالسنج والمولوتوف وأسطوانات البوتاجاز لإخلاء بعض الوحدات السكنية التى استولها عليها البلطجية، وحددت ساعة الصفر، وبعد دقائق كانت الشقق خالية وصراخ البلطجية المغتصبين وصلت محملة بالهواء لمسامع المسئولين الذين هنأوا أنفسهم على رد الوحدات السكنية المغتصبة.

فى هذه الفترة تحولت إلى أسطورة ولم يصدق أحد أن قانوناً يمكن كبح جماحها ولا قوة تستطيع أن توقفها، حتى شاءت الأقدار أن تحدث مشاجرة كانت هى طرفاً فيها مع باقى أعوانها وسقط فيها قتيل وكان الأمن قد استعاد عافيته.

كان خبر صادم لكل الضحايا وكل الناس الذين كانوا يرون فى سحر القوة الغاشمة والرهبة المذهلة، وبقرار النيابة العامة تم حبس جميع المتهمين فى جريمة قتل شخص والشروع فى قتل آخر، وأحيلت قضية الأسطورة لمحكمة الجنايات، والتى نظرت القضية وسط حالة من الترقب على أمل أن يصدر الحكم العادل ليسدل الستار عن أسطورة الجارية.

وبالفعل صدر الحكم برئاسة المستشار عزت كامل مصطفى وعضوية المستشارين على حسن البحيرى، ووليد عبدالرؤوف وبأمانة سر هيثم علوانى فى القضية رقم 18847 بالسجن المؤبد على فطومة عبدالمحسن، وشهرتها «سحر الجارية».

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل