المحتوى الرئيسى

نائب المستشارة يرفع الأصبع الوسطى لمتظاهرين

08/19 13:21

في تصرف أثار الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي أقدم نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل برفع أصبعه الوسطى في مواجهة مظاهرة من اليمين المتطرف خلال نزهة كان يقوم بها الجمعة في بلدة زالس غيتر شمال غرب ألمانيا وفقا لشريط فيديو نشر الأربعاء.

وتعالت أصوات متظاهرين من النازيين الجدد بعد ظهور غابريل أمامهم، في حين وصف أحد المتظاهرون نائب المستشارة بأنه " خائن للشعب"، وصاح به أحدهم " أباك كان يحب البلاد، وماذا تفعل أنت لها؟ أنت تدمرها"، وذلك في إشارة إلى ماضي والده الذي كان متحمسا للنازية.

وواجه غابرييل هذه الاتهامات بابتسامة في البداية قبل أن يرفع أصبعه الأوسط أمام المتظاهرين. ونشرت عدة صحف ألمانية هذه الواقعة، في حين انتشرت صورة نائب المستشارة والذي يشغل أيضا رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي على مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد حزبه فيما بعد صحة هذا الفيديو الذي انتشر على مواقع اليمين المتطرف في ألمانيا.

من جهتها وصف فرواكة بتري زعيمة حزب "البديل من اجل ألمانيا" اليميني الشعبوي على صفحتها ما قام به نائب المستشارة بأنه"تصرف جديد غير لائق لغابرييل" منتقدة "سلوكا صبيانيا لا يليق" بنائب مستشار.

ويواجه غابريل انتقادات من اليمين بسبب موقفه من اللاجئين. واستقبلت ألمانيا زهاء مليون لاجئ في الفترة الأخيرة ، وهو ما أثار حفيظة اليمين المتطرف، والذي أعلن معارضته لهذه الخطوة وتعهد بإيقافها.

ع.أ.ج/ع.ج.م ( د ب ا)

مظاهر التطرف والدعوة إلى العنف باسم الدين لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل أيضا دول غربية على غرار ألمانيا شهدت بدورها مظاهرات لأقلية سلفية حمل بعض عناصرها الأعلام السوداء ودعا فيها للعنف. الصورة لمظاهرة تعود إلى عام 2012 في مدينة بون الألمانية حيث تظاهر سلفيون ضد يمينيين متطرفين واعتدوا خلالها على رجال شرطة.

استخدام الدين كذريعة لارتكاب جرائم إرهابية، مثلما حدث خلال الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع هذا العام وقتل 11 شخصا من طاقمها بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية للرسول محمد نشرتها الصحيفة، أثار استهجان الملايين ليس في فرنسا وأوروبا فقط وإنما ايضا في العديد من الدول الإسلامية والعربية.

الإرهابيون لم يستهدفوا مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية فقط وإنما أيضا شرطيا مسلما واسمه أحمد وشرطية أخرى كانت تنظم حركة المرور وكذلك أربعة يهود، بينهم يهودي تونسي، كانوا في أحد المتاجر اليهودية بصدد التبضع لإحياء مراسم السبت. العمليات الإرهابية كانت من توقيع تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبعد الهجمات الإرهابية التي طالت باريس واسفرت عن سقوط 18 شخصا، ها هو الإرهاب تحت ذريعة الدين يضرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ويتسبب في مصرع رجل يهودي كان يحرس كنيسا يهوديا وآخر مخرجا سينمائيا، ذنبه أنه كان حاضرا في ندوة حول حرية التعبير.

ولكن مساجد المسلمين بدورها تعرضت أيضا للاعتداء بالحرق وتهشيم النوافذ وحتى لهجوم بالمتفجرات. ففي فرنسا مثلا ارتفع عدد الأعمال "المعادية للإسلام" بنسبة 70 بالمائة منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/ يناير، مقارنة بعام 2014، وفقا لجمعية التصدي لمعاداة الإسلام الفرنسية.

حتى المقابر اليهودية لم تسلم من اعتداءات بعض المتطرفين إما بدافع العنصرية أو بدافع معاداة السامية. على أحد القبور اليهودية في مقاطعة الآلزاس الفرنسية كتب باللغة الألمانية "أرحلوا أيها اليهود" إلى جانب الصليب المعقوف، رمز النازيين الذين أبادوا ستة ملايين من يهود أوروبا.

حتى وإن كان هؤلاء لا يمثلون إلا أقلية مطلقة داخل المجتمع الألماني، إلا أن النازيين الجدد، الذين يستلهمون أفكارهم من النازية واليمين المتطرف، يشكلون مصدر قلق في ألمانيا، خاصة وأنهم لا يتوانون عن استخدام العنف ضد الأجانب أو من كان شكله أو مظهره يوحي بأنه ليس ألمانيا. وفي الفترة الأخيرة سجل في عدد من الدول الأوروبية صعود التيارات اليمينية المتطرفة، مستغلة أعمال الإرهابيين للإسلاميين المتطرفين.

ولازال القضاء الألماني ينظر في قضية خلية تسيفيكاو النازية، والتي سميت نسبة لمدينة تسيفيكاو الواقعة شرقي ألمانيا، في محاكمة تحظى باهتمام دولي الواسع. هذه الخلية متهمة بقتل عشرة أفراد، تسعة أتراك ويوناني في ألمانيا، ذنبهم الوحيد أن أشكالهم توحي بأصولهم الشرقية. في الصورة العضوة الوحيدة المتبقة من الخلية، بعدما انتحر عنصران منها، والتي ترفض الإدلاء بأي تفصيل يساعد في الكشف عن الحقيقة.

اليمينيون المتطرفون استغلوا مخاوف البعض في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية من عدم معرفتهم للإسلام والمسلمين وخلطهم بالتطرف الإسلامي، خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، للدعوة إلى مظاهرات مناهضة للإسلام. الصورة مظاهرة مناهضة للإسلام في مدينة هانوفر، شمالي ألمانيا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل