المحتوى الرئيسى

صحف ألمانية: الطفل عمران أصبح وجها لجحيم حلب

08/19 17:51

غزت صورة الطفل السوري عمران وهو يجلس على مقعد داخل سيارة إسعاف والغبار يغطي جسده والدماء على وجهه مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب مقاطع فيديو نشرها مركز حلب الإعلامي الموالي للمعارضة. هذه الصورة، التي يبدو فيها الطفل السوري مذهولا ولا ينطق بكلمة، استأثرت باهتمام كثير من وسائل الإعلام الألمانية، حيث اعتبرتها توثيقا لفظاعة الحرب الدائرة في حلب.

وكتبت صحيفة دي فيلت التي تصدر من برلين تقول:

"يتابع العالم،المفترض تحضره، المجزرة التي يتعرض لها سكان مدينة حلب. بسبب صور الطفل عمران البالغ من العمر خمس سنوات، الذي انتشل حيا من تحت الأنقاض بعد غارة جوية على الأرجح أنها روسية، فبات عمران وجها لهذه الوحشية الخفية ، وجه تتجسد فيه كل أنواع البؤس واليأس الذي تسلل إلى نفوس من تبقى من سكان المدينة التي كانت إلى جانب العاصمة دمشق أحدى أكبر وأهم المدن في سوريا. ورغم كل ذلك لا يُتوقع أن تحرك صورة عمران ضمير العالم أو تجعل بعد كل هذا الوقت المجتمع الدولي يتدخل بقوة".

"يبدو أن الديمقراطيات الغربية عازمة على ترك شعب بأكمله يُدمر على أن تخاطر بالدخول في مواجهة مع المسؤولين الرئيسيين عن الموت الجماعي ومحور مجرمي الحرب دمشق ـ موسكو ـ طهران (...). وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أوضح قبل عدة أيام في يكاترينبورغ أن إعادة بناء حلب هو مشروع ألماني روسي في إطار التقارب الثقافي، في وقت كانت قنابل بوتين تحول حلب إلى دمار. شتاينماير لم يتنبه لجانب السخرية التي تحملها تصريحاته".

في الصورة الطفل عمران داخل سيارة الإسعاف مع أخته

من جهتها، كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" تصف صورة الطفل عمران تقول:

"طفل صغير يجلس في سيارة الإسعاف ملطخ وجهه بالدماء وغبار الحطام: أصبح الآن لمعركة حلب الفظيعة التي طال أمدها لسنوات وجه ينظر إلى الكاميرا بشكل جامد وآثار الاضطراب بادية عليه. العالم في حاجة إلى صور رمزية مثل صورة الطفل عمران دقنيش، التي تشرح تعقيدات وخفايا الحروب والأزمات في لحظة واحدة (...)".

"بدون هذه الصور يسهل على المشاهدين إغلاق أعينهم وقلوبهم أمام هذا الرعب اليومي. فمن ينتبه بشكل واع إلى الأخبار المهولة التي تأتي على رأس كل ساعة من سوريا؟ ومن يسمع عن اليمن المنسية والغارقة في الحرب؟ الأخطر من اختزال الصراعات في لحظات رمزية هو كيفية التعامل مع هذه الصور: تتم مشاركة هذه الصور في وسائل التواصل الاجتماعي مع (الأصدقاء والمعارف) لكنها سرعان ما تُنسى في نهاية المطاف بمجرد اختفائها في النصف الثاني غير المرئي من شاشة الكمبيوتر. اما المعاناة في حلب وغيرها من المدن، فتتواصل رغم أن تسونامي التعاطف يواصل الانسياب على شبكة الإنترنت".

بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.

تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.

تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.

تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.

من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.

طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.

لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.

لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.

يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!

يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.

حالف الحظ هؤلاء الأطفال بهذه الفسحة من الوقت ليلعبوا قليلاً ويستعيدوا بعضاً من لحظات طفولتهم المسروقة. الصورة مأخوذة في حي الأتارب وعمر الصورة شهر. كبر الكثير من الأطفال قبل أوانهم.

هنا لا يلعب الأطفال ألعابهم التقليدية فقط. إذ انخرط بعضهم بشكل غير واعٍ في تقليد الكبار، فشرعوا يطلقون النار على بعضهم البعض من مسدسات بلاستيكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل