المحتوى الرئيسى

قرية “نشا” تتمرد على تقاليد الزواج.. الأهالي تتدخل لمنع “مطبخ وعشاء أم العريس”

08/18 23:06

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » قرية “نشا” تتمرد على تقاليد الزواج.. الأهالي تتدخل لمنع “مطبخ وعشاء أم العريس”

كثير من العادات والتقاليد تملأ حياتنا اليومية، وتعتبر فى كثير من الأحيان مجرد أشياء بسيطة ولكنها تحمل لنا الكثير.

من أهم العادات والتقاليد التي أخذت طابع مميز في حياتنا هي الرتبطة بمراسم الزواج، وتختلف من بلد لآخر وربما داخل البلد الواحد.

قرية نشا إحدى القرى التابعة لمركز نبروه، محافظة الدقهلية، كان لها نصيب الأسد من العادات المبالغ فيها والتي تحمل أهل العروسين فوق طاقتهم، إذ يشترط إقامة زفة لمطبخ العروس فيما لا يقل عن 20 سيارة، وتجهيز عشاء لوالدة العريس بتكلفة تقارب 8 آلاف جنيه، مع إهدائها مطبخًا كامل المحتويات.

التقت “ولاد البلد” بعدد من أهالي القرية، للتعرف على المبادرة التي أطلقوها من أجل تقنين تكاليف الزواج، والخروج عن العادات التي اشتهروا بها.

يقول الشيخ نجاح صبحي، إمام وخطيب مسجد القصبي بنشا ومقترح المبادرة، إنه خلال اجتماعه بشيوخ القرية، دعا لعقد مؤتمر حاشد للتوعية بأهمية إلغاء زفة المطابخ وتقليل نفقات الزواج، والتغلب على المظاهر والعادات الجديدة التي طرأت على القرية.

ويضيف أنه تلقى شكاوى كثيرة فيما يتعلق بعزوف الشباب عن الزواج بسبب التكاليف، ورغبتهم في نيل الحلال لكن “الإيد قصيرة”، ومن هنا جاءته فكرة المؤتمر والاجتماع بأهالي القرية.

ويتابع “نظمنا مؤتمر كبير حضر فيه ما يقرب من 70% من الأهالى، وفوجئنا بوجود سيدات طلبوا النقاش وعرض رؤيتهم في المبادرة، وجميع الآراء كانت إيجابية رافضة لتلك العادات”.

وحسب شيخ القرية، فإن المؤتمر أسفر عن الاتفاق على تقليل المهر من 50 إلى 20 ألف جنيه، وإلغاء زفة المطبخ نهائيا، وتحميل الأجهزة المنزلية على سيارتين مغطيتين بمفرش كبير حتى لا يراه الناس منعًا لـ “الغيره”، وإلغاء عشاء والدة العريس ومطبخها الذي يضم تلاجة وغسالة وبوتاجاز وتلفزيون وأجهزة منزلية.

الشيخ سعد أبو المجد، أول المستجيبين للمبادرة في القرية، يقول “فرح بنتي 25 سبتمبر المقبل، وبدأت اشتري جهازها وتحويله مباشرة على شقة العريس في الليل، لازم نقف جمب الشباب ومنحملهمش فوق طاقتهم، دي عادات غريبة وبدع مكناش نعرفها”.

أم عمر إحدى المشاركات في المؤتمر، تقول “طلبت من عروسة ابني متجبليش المطبخ، أنا مش عاوزة الكلام كل حاجة عندي، وقلتلها لو جيبتي مش عوزاكي”.

السيدة الخمسينية البسيطة في ملامحها وتعليمها، توعي الأهالي وكأنها أستاذ في الاقتصاد، قائلة”إحنا هنا في نشا كل بيت فيه 60 أو 70 ألف جنيه مركونين مش بيستخدموا عشان الشكليات بس والمظاهر، شوفوا لما الفلوس دي نشغلها ونقوي بيها اقتصاد البلد إية اللي هيحصل”.

الشيخ ناصر جابر، أحد الأهالي يقول إن نسبة الطلاق في ارتفاع مستمر، إذ تصل إلى حالة كل 6 دقائق، “وبعد كل التكاليف دي البنت تطلق بعد شهر”، مشيرًا أنه مع التطور الذي يشهده العام وظهور أجهزة جديدة، أصبح لزامًا على العروس أن يتضمن جهازها “ماكينة البيتزا، والايس كريم، ولف ورق المحشي، دة غير حاجة جديدة طالعها إسمها المرجيحة بتتحط في المطبخ عشان الأطفال”.

ويؤكد جابر أنه اقترح في حالة وجود أكثر من فرح غي منطقة واحدة، اشتراك الأسر في إقامة سرادق كبير جماعي، وتنظيم وليمة واحدة يتقاسموا نفقاتها.

ويضيف رجب الشرقاوي، موجه أول رياضه، أن السيدات هن المتحكمات والسبب في رفع تكاليف الزواج، وذلك بسبب المظاهر والتنافس في شراء أكثر من جيرانهن، معللًا ذلك بـ “الغيرة”.

ويؤكد أن “مطبخ أم العريس” جعل فتيات القرية مطعمًا للغرباء، مضيفًا “العروسة بتشتري أكثر من 20 طقم صيني، وأربع تلاجات، وغسالتين، وهي عادات غير مألوفة ماترضيش حد”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل